• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ورطة رجل أعلامي 15 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

ورطة رجل أعلامي 15


استمع الحاج للرجل الذي يقرأ سورة الاخلاص، وبعدها مباشرة تحرك الحاج ليسألني: بني ما معنى (الصمد)؟ قلت: أمهلني لحظة، فلم يسألني أحد طوال حياتي مثل هذا السؤال، ولذلك أمهلني فرصة لكي أتفحّص في المفردة، عساني أتوصل الى المعنى، وأعتقد أن الصمد جاءت من صمد الأرض أي صلابتها وتعني هنا القوة. فعقب الحاج: وهناك معنى آخر عند ارباب اللغة وهو مقصد الناس إليه... لكن يبقى المعنى الأظهر هو الصلب العظيم الشأن، يقصده الناس دون غيره. فقلت: ياحاج أليس الصمد من حيث المعنى يقترب من معنى كلمة السيد؟ فأجابني: جيد بني فهي دائماً تقرن بها، ولها فرق كبير، فالسيد يعني المالك لتدبير السواد الاعظم ويعني الدهماء ويعني الناس، فمن يسود عشيرته يسمى سيدا ولا يقال له صمد، وعندما يسود قومه يسمى (سيد صمد). 
قلت: ياحاج أعطني فرصة كي أنتفع من وجودك، فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً). فقال الحاج: نعم نعم أكمل ماتريد ياولدي... تشجعت فقلت: هنا على ما اعتقد قد تعامل عز وجل مع مفردة (رب) بمعنى السيد. فأبتسم الحاج وأجابني: والله أنت ذكي يا بني، وبدأت تستوعب دقائق التركيب الجملي، وتفهم مساعي كل مفردة، لكن دعني أسألك يابني: هل يحق العبد أن يقول لسيده ياربي، فقد تركت هذه المفردة القديمة هي ومجموعة من الجمل مثل (أبيت اللعن، وعم صباحاً...) والكثير من تلك المفردات؛ فالسيد المالك هو من تجب طاعته، نحو سيد الامة وسيد الغلام، ولا يجوز أن نقول سيد الثوب مثلاً أي تعمل مفردة رب بمعنى سيد في حال الاضافة. 
قلت: ياحاج أراها تقال دائماً لكبار السن؟ أجابني: جميل فيما تذهب؛ فالكبير من يفضله الناس في العلم أو الشرف ويجوز أن يكون الكبير في السن، فيقال لسيد القوم كبيرهم بالتفضيل، لكن لا يقال للكبير عمراً سيدهم.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116847
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20