• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإستثمار بالأفكار والإنسان!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الإستثمار بالأفكار والإنسان!!

هذه خاصية سائدة في المجتمعات المتقدمة ومعدومة في المتأخرة , وتبدو كعلامة فارقة متميزة , تفصل بين التأخر والتقدم.

فالمجتمعات المتأخرة تئن وتتظلم وتتشكى من زيادة عدد السكان , وكأنها لا تعي ولا ترى الصين والهند والدول الأخرى ذات المجتمعات المليارية الأعداد , وقد أجادت إبتكار الوسائل الإستثمارية بالأفكار والإنسان وتطورت وتقوت بها وتمكنت من الحياة الحرة العزيزة الكريمة القوية.

وقد رأينا ذلك واضحا في مجتمعاتنا التي تجهل قياداتها مهارات الإستثمار بالأفكار والإنسان , فتعود إلى مهارات بدائية عنوانها القتل والتهجير والقهر والتدمير والتخريب , ودفع البشر للقهر والتقهقر والتداعي في وديان الخسران , فتجتهد بالمظالم والتعويقات والصعوبات وتجنح إلى إذكاء الصراعات الداخلية , والحروب الأهلية والإقليمية التهجير للتخلص من الطاقات الشبابية , والبقاء في السلطة إلى وقت قد يطول توافقا مع شدة الدمارات الحاصلة في البلاد.

ومن المعروف أن الأفكار ثروة والبشر ثروة , والدول المتقدمة القوية تريد أفكارا وبشرا ولا يمكنها أن تحيا بدونهما , فحتى الصين أخذت تعيد النظر بتحديد النسل , بل وتسمح بالهجرة إليها , وكذلك اليابان , وما رأيناه في أوربا التي إستغلت الهجرات العربية ووطنت الآلاف منهم , لأنها بحاجة للطاقات البشرية وما تحمله من أفكار وتطلعات إبداعية وإبتكارية , ولديها ميادين وفرص الإستثمار بالطاقات البشرية الوافدة إليها , ولهذا فأن أوربا أقوى وأكثر قدرة على التحدي بهذه الطاقات البشرية العربية الواقدة إليها بالمجان.

أما العرب فأن الأمر لا يعنيهم ولا يمتلكون نظاما قادرا على العمل الإستثماري الجاد بالأفكار والبشر , وإنما يتحقق العدوان على الأفكار وتعطيل العقول , وكذلك الهجوم على البشر وتدمير وجوده وإذلاله وحكمه بالتبعية والخنوع والقهر بما يريد ويرغب.

ولكي يتحقق التقدم يستوجب العمل الجاد والمجتهد لإكتساب خبرات ومهارات معاصرة تؤهل العرب للإستثمار بالأفكار والإنسان , بدلا من هدر الطاقات الهائلة والتبرع بها لمجتمعات أخرى تحقق بواسطتها طموحاتها وتبني قدراتها , وتجدد شبابها وترفد ميادين حياتها بدماء جديدة وعقول منورة بالمعارف والأفكار الساعية لبناء الحياة الأقدر.

فالمشكل العربية الجوهرية يمكن تلخيصها بهذا الفقدان المتواصل لنسغ الصيرورة الحضارية الواعدة , وعلى الجميع أن ينتبه ويبتكر ويتعلم كيف يوظف الأفكار والبشر لبناء الحاضر والمستقبل الأفضل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109409
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28