صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

اهربوا... حزام ناسف
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لتوثيق فكرة او ترسيخ منهج داخل مجتمع يمارس طقوس ولادة جديدة مستفيقاً على بصيص ضوء احجبته سحائب الدكتاتورية.. بحاجة الى تكرار وفرش طاولة التنفيذ ليتسنى له رؤية جدية وابعاد هذه الفكرة او المنهج الجديد الذي غلف نصف افكار هذا المجتمع بالانشغال والعمل وبحث السبل للخروج من معتقله المسموم.
السبيل للنجاة حين تسمع هاتف ينادي بجملة (حزام ناسف) لايرسم امامك مخرج ترمي بجسدك نحوه سوى انك تجري باقصى سرعة متجاوزاً الحواجز والعراقيل البشرية والصنمية،.. الهروب في هذه المرحلة يساجل الجمع الوفير المترنح فوق شوارع اسواق بغداد المتفرقة والكل آذان صاغية لمثل هذه الجملة او الجمل المتوحدة المعنى والمختلفة التسمية كــ ( عبوة ناسفة - حزام ناسف - سيارة مفخخة).
ماذا تفعل لو رأيت جمهرة مواطنين هائجة تنطلق صوبك بسرعة لا تعطيك فرصة للتلويح سائلاً ماذا يجري لان طلب الاجابة قد يضعك في احدى المستشفيات داخل شعبة الكسور ، لعل العراقيون يعرفون سبيل الخلاص واستنتاج الاسباب بعد تفتيت كتلة الجمع الهائجة للبحث عن دوافع نشوب الفوضى الرياضية والحالة الاستثنائية التي ضربت اقدامهم ليخطو بها هذه المسافة بسرعة البرق.
لايخلو اي مجتمع من اللصوص، وللصوص جمعية كبرى متوحدة الفكر متعددة الاداء منهم متخصصون في الاعضاء البشرية وسرقة اموال المواطنين بصورة رسمية وهم قانطين في احياء دوائر الدولة ( ويتمتعون بإسم ( جمعية النظافة المظهرية) .. ومنهم المنشقين عن هذه الجمعية، وهم توسعيين ومزروعين في كل مكان.
 للتوصل الى غاية معينة يحتاج السارق وقتاً لدراسة الوضع والمحيط العام بالشخصية المسروقة، العجلة في هذه المهنة تحدث اضرار بالغة في شخصية السارق لانه يساق الى السجن بعد ان يمرغ جسده على ايادي الناس والجهاز العسكري، يتطلب منه التأني والبحث المرير عن نقاط ضعف الضحية لتنفيذ اي هجمة يراها مناسبة.
تكررت حالات السرقات الكبرى في سوق (الغزل) وهو سوق يضج بالناس ويحوي انواع الحيوانات البرية والاليفة ويعتبر المركز الرئيسي في مدينة بغداد للمتاجرة بالحيوانات والطيور والاسماء، تعرض هذا السوق الى سرقة وتدمير حاجيات المواطنين من البائعين والمتبضعين على يد عصابات منظمة محترفة في هذا المجال..، منتهزين فرصة توافد المواطنين واحتشادهم في السوق حتى هتف هاتف بجملة (...اهربوا ... حزام ناسف...حزام ناسف..) تخيل لو كنت وسط اكثر من 4 آلاف نفر محاصرين في حيز عرضه 7 امتار وطوله اكثر من 200 متر ولو رأيت الشارع المكتظ بالمواطنين من الاعلى لوجدت سواداً وارفاً عبارة عن رؤوس تسير ببطئ .. ومشيد بقطع كونكريتية على جانبيه .. ماهو رد فعلك اذا انطلق هذا الجمع الوفير بلا وعي قاصداً الخلاص من الحزام الناسف؟؟..، ضعيف البنية في هذه الحالة قد درج في قائمة الجرحى وكبير السن في قائمة الموتى والصغير في قائمة المفقودين اما البدين قد استقر في بدنه داء السكري بسبب الخوف من الحاق اضرار به وجريانه البطيء..اما الفارين من احداث هذا الانفجار هم ناقلات اخبار تقص لما خلف الجدار قصة ماحدث ويسقون عطش السائل بأجوبتهم المتقطعة.
العجيب في هذا الحدث الفاجعي بانه لم يكن حزاماً ناسفاً والعشرات من الجرحى على الارض .. بل كان نداء كاذب استخدمه اللصوص لتفتيت الجموع وسرقة ما تبقى على الارض من الطيور والحيوانات والاجهزة المتناثرة، وتكررت هذه الحالة واسفرت عن نفس النتائج السابقة من الغنائم للصوص والخسائر المادية والمعنوية للمتبضعين والبائعين ولم تستهدف سوق الغزل فقط بل شهدها اليوم سوق (مريدي) الواقع في مدينة الصدر.
العمل بهذه الطريقة الاجرامية المحترفة لم يأتي مصادفة او سهواً بل هو عمل منظم ومتخآذ من كل الجوانب والاشارة الى المواطن الذي ترسخ بداخله نهج الخوف بسبب ما هطل عليه من مطر سنين عجاف ملطخة بالتفجيرات والدماء والدخان والخراب غزت مدن أحلامه وتأمله واسفرت عن قتل اسمى افكار الخروج من معتقلات الحاجة حتى يرى العالم ان الارهاب ليس مادياً يدعكه انمل المواطن ليستبيح وجوديته بل هو فكرة مطبقة ومشهودة وضعت على ارض الواقع وذاقها المواطن البسيط لتعمر خلاياها السامة افكاره المفتقرة الى مصل العلاج للحد من تدميره نفسياً واستنزاف ما تبقى من مسامحة واخلاص لهذا الوطن الغريق بأمواج الكذب والخداع والنفاق والدجل، وحتى لو بلغ الامان اقصى درجات استتبابه  سوف يبقى الخوف من التفجيرات والقتل العام المشوه عائماً في مخيلة المواطن العراقي.
 هل ستهرع جارياً اذا سمعت بجملة ( اهربوا..حزام ناسف) ام ستبقى منتظراً مصداقية هذه الجملة.. الاحوط عزيزي القارئ ان تبتعد عن التجمعات لانها مستهدفة قبل ان تـُستهدف ولاتستند على جملة  ( حزام ناسف ) لان هناك جمل غيرها كــ (سيارة مفخخة) و(عبوة ناسفة)  وهي ملحقات للادوات الاجرامية لها نفس المنهج في القتل!.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/02



كتابة تعليق لموضوع : اهربوا... حزام ناسف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ********* ، في 2012/09/17 .

****************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net