صفحة الكاتب : علي التميمي

مسرات من رحم المعاناة
علي التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في اطار النظرة الواقعية والبديهية، التي لا تحتاج الى كثير من العناء والاستدلال، يمكننا القول ان الحياة اليفة التقلب وأنيسة التحول، فأحداثها لا تسير على وتيرة واحدة، فقد تجلب الرضا للأنسان حينا وتورث له السخط حينا آخر، وهذه هي فطرة الله التي فطر عليها الوجود، وأيا يكن من امر فعلى الانسان ان يدرك ان كل شئ وضعه الله تعالى في هذه الحياة .

 

الالم وجد من اجل سعادة الانسان ورفع درجة تكامله وادراكه، ولأتمام نضجه ووعيه، فالصعاب التي تعتري حياتنا لها ثمار، اذا ما احسنا التعامل معها وصمدنا بوجهها، فهي ما يهذبنا ويربينا ويعيد تشكيل وعينا، ويزيد من مهاراتنا ويلهم عزائمنا ويحرك إرادتنا، وهي بعد تورق في حنايا روحنا الرضا، بما قدر تعالى وحسن الظن بصنعه، والرجاء فيما يأتي منه من خير عميم .

 

فليس من الصحيح ان ينظر المرء الى حياته من زاوية واحدة، ويتقوقع في حدود دائرة ضيقة، او يضع على عينيه نظارات سوداء تعتم عليه رؤية مابين يديه، من نعم ومنح إلاهية قبال ملمة ألمت به، من هنا وهناك بل يجب عليه ان يجعل الله مد بصره، وان يتصالح مع حياته لا ان يستسلم للشدائد اذا ما حلت بساحته، او يدع القنوط يستولي عليه .

 

فلابد له من تحمل المشاق ومواجهة الرزايا، بما اعطاه تعالى من قدرات ومهارات كبيرة وهائلة، بغية التمكن منها والتغلب عليها، واجتيازها بثبات، حتى يظفر بما يليق به كونه خليفة الله في ارضه، ففي جوهر الامر ان المصائب والبلايا كلها نعم عظيمة والطاف كبيرة تقتضي العرفان، وتستوجب الشكر له تعالى .

 

فعلينا ان ندرك ان كل شئ يصبح جميلا، عندما نريد ان نراه جميلا وكل شئ يبدو قبيحا، عندما نريد رؤيته كذلك، فنحن سادة افكارنا وصناعها، ومايعين كون النعمة نعمة واقعا، والنقمة نقمة فعلا يرتبط بنوعية سلوكنا، ورد فعلنا ازاء كل منهما، فالامر مناط بك ايها الانسان فالفرح موجود في اعماق الحزن، ومن رحم المعاناة تولد المسرات، فالضد مخفي في ضده كما يقال .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/20



كتابة تعليق لموضوع : مسرات من رحم المعاناة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net