صفحة الكاتب : سالبي بغده صاريان

 و مرت أخيرا ً ...

 
أتأملها في ضيائها الأنثوي الناعس , و أنا على رمق ِسُكرِي الأخير للانتظار , بعد َ زمن ِ افتراق ٍ دام َ ليلا ً بطول ِ عتمته .  
هي كانت على هيئة ِ نور ٍ ..نار ٍ ... وحيدة ... فريدة ...
و أنا على هيئة ِ الجميع ..ترابي .. مكرر .. منسوخ ..لا مرئي ٍّ ...
أما حبي .. فكان على هيئة ِ المستحيلات ...
كان َ لكرسيِّ ذكراها حق الاختلاء , حتى تعود َ مجددا ً في زمن ِ دفئي الموعود .
ما من نار ٍٍ آخر كان َ بإمكانه التوغل َ لذاكرتي , فهي الوحيدة اللاهبة الملتهبة ...
يطول ُ ليل ُ فراقها أحيانا ً .. فتعتم ُ فرحتي , و يحل ُّ صمت ُ شتاء ٍ أعمى بيننا ... و أبقى أنا و الآخرون على انتظارها .
أتمنى أحيانا ً كثيرة ألا أجد َ حولي هؤلاء الذين يشبهونني حقا ً , كما لو أنهم مُسْتنسَخُون َ مني .
لو أنني أُهَجِّر ُ بعضهم , أو أكسر عودهم , أو أحصدهم باسم الكابوس الأخير ...
إذن ... أحيانا ً أكون ُ الشرير .
لكنني لا أستطيع أن ْ أحرِّك َ ساكنا ً , كما لو أنني مشلول , مغروس القدم , مبتور الحلول , فأرفض ُ - عنوة ً عن رغبتي - باسم ِ الخير ِ - شروري , و أرضخ للقدر مُسَيَّراً , وألتجئ ُ للحظ ِّ حتما ً , علها تلمحني أنا , في خضم ِ تشابهنا نحن َ جميعا ً .
ألتف ُّ إليها أيما حلت ْ .. أيما مالت ْ .. أيما أشعَّت ْ .. و هي تسبح ُ بيننا سامية ً متسامية ً ,بأوج ِ اشتعالها , حتى بتنا نخشى في سرنا أن ينشب حريقها فينا و نحترق .
تغيب مجددا ً ...
يُنضجني زمن ُ الفراق ِ طولا ً .. حجما ً .... إزهارا ً .. لكنني الساذج ُ الطفولي ُّ أبدا ً , لا أنضج ُ غريزيا ً أبدا ً ...
 
و تأت ِ في صباح ٍ أنثوي ٍّ , أنثى ً كاملة , عارية , فالفصل ُ صيف ٌ عشقي ٌّ حارق ْ .
تتمشى الهوينى اللاهبة بيننا .
تلسعنا أشعة ُ خصلات ِ شعرها المتبعثرة َ اللافحة َ وجوهنا .
تلمسنا واحدا ً واحدا ً , دون َ أن ْ تمسنا حقا ً , و تلمَحُنا دون َ أن ْ ترانا حقا ً .
و أغار ُ مجددا ً من عـُشـَّاقها الذين يشبهونني كثيرا ً , و يقفون جواري كثيرا ً , و يشتهونها مثلي كثيرا ً كثيرا ً كثيرا ً .....
 
و يأت ِ مع َ لانهاية ِ لا مبالاتها زمن َ الكابوس ِ الأخير ...
زمن ُ الحصاد ِ الكبير.. زمن ُ الفراق ِ المرير ... و نحن ُ العشاق المتشابهون منذ ُ زمن عسير , ندور ُ حولها معها لها , دون أن ْ تلحظنا و لو قليلا ً .
أيحصل ُ أن ْ يفوت َ العمر ُ بأكمله ِ و يحل ُّ كابوس ُ الحصاد , دون َ أن ْ تعشق َ أحدا ً منا ؟
لكنني , و للحظة ِ ارتفاع المنجل الأعمى أبقى أبحث ُ عن ضياءها , عن فتافيت أمل ٍ عن تيامها .. عشقها .. حبها .. إعجابها بي .. قبل أن ْ أ ُرْمَى في السلال , على كومة ِ جثث ِ الآخرين , دو َّار َ شمس ٍ أعمى ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سالبي بغده صاريان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/28



كتابة تعليق لموضوع : أنا و الشمس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net