صفحة الكاتب : عبيدة النعيمي

الشباب .. كلّ وملّ
عبيدة النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيداً عن الكلمات التي تشحذ الهمم، وترفع المعنويات، وترسم للشباب خطواته الى الأمام وترتقي به الى المعالي، وتصبره على واقعه المرير بجرعات التطبيع " لن يكل أو يمل"، الواقع يشهد أن حالة الإنكسار، والبؤس، والبطالة، تلقي عتمة على تلك الكلمات، فيما تفرض رؤية ضبابية على المستقبل الموعود، بل تصطدم في أحيان كثيرة، بطروحات شبابية لاتجد فيها مكاناً للغد، " عيشني اليوم وموتني باجر"، أو " آني إبن اليوم"، وهذا ناتج عن الظرف الإقتصادي الذي يتحكم فيه، ونحن نتحدث هنا عن حالة عامة، بعيداً عن الإستثناءات، والطبقات المترفة بشقيها المتوارثة، أو المستحدثة، والدرجات الخاصة.

كثيرة هي الشعارات التي تعظم من شأن الشباب، فهم عمود الوطن، وضمان المستقبل، ولهم الغد، فيما نحن قادمون على شعارات ووعود تدغدغ مشاعر هذه الشريحة العريضة، لضمان أصواتها في صناديق الإقتراع، " ليظل البيت لأم طيرة ".

الشباب، هو الطاقة الكامنة التي من خلالها تنهض الأوطان، هو الدولة، والتنمية، والحضارة، والقوة، والمستقبل، لكن " فلا يغرك ما منّت وما وعدت إن الأمانيّ والأحلام تضليل"، وبالتالي، من يبحث عن حاضره، بين أكوام النفايات، أو على البسطيات، أو قرب تقاطعات المرور، أوفي تعاطي المخدرات، لايمكن أن يكون له في المستقبل نصيب.

شباب اليوم، لايطلبون سوى إستحقاقات طبيعية، تعليم، وفرص عمل، توفر لهم مصادر رزق، تلائم إحتصاصهم أولاتلائمه، فقد تروضوا على أن لايختاروا، وسكن يحافظ على إنسانيتهم، من دون شروط، المهم أن يمنحهم حق تكوين الأسر، هذا في الجانب الإقتصادي.

أما في المحور السياسي، فينبغي أن يحترم وجودهم، فكرهم، معتقدهم، طريقتهم في الحياة، والتعبير بحرية عن المنهج الذي يتبنوه، ضمن مبدأ إحترام الرأي والرأي الآخر، وقبل ذلك كله أن تصان دماءهم، كيانهم، كرامتهم، وحقهم في الحياة، وهذا كله منصوص عليه بالدستور، لكن مع وقف التنفيذ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبيدة النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/18



كتابة تعليق لموضوع : الشباب .. كلّ وملّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net