طوبى للفكرة الفاعلة ، طوبى للكلمة العاملة ، طوبى للنوايا الصادقة ، طوبى للثمار اليانعة ، طوبى لكلّ نتاجٍ ينشد السعادة والفلاح الإنساني .
لاضير بأن يشكل البعض على انسراح قلمي في السيستاني ، رغم كون هذا البعض قريباً إليه حتى بالحساب البراغماتي.. السيستاني ونجلاه لايعرفون مَن أنا وهذا أمرٌ طبيعي ، بل مَن يعرفني من محاوره قد يكون غير مرتاحٍ لشفّافية ملاحظاتي .. لكنّي أسعى كي لا أخون الضمير ولا أترك الإنصاف يضيع بين المماهاة الباطلة والمجاملات الظالمة ، حيث لهذا الرجل العظيم حقٌّ يجب أن يُحفَظ ويُنشَر بأحرفٍ من ذهب ، إلى ذلك : مدارسة أفكاره ومبانيه وتمَيْدنها العمليّ المثمر.
ورد في النصّ - آيةً وروايةً وأثراً - مدح الذين ينبغي مدحهم وذمّ الذين ينبغي ذمّهم ، وما علم الرجال إلّا نفحةً من ذلك ، ناهيك عن السيرة والتاريخ وإمضاء العقل ، فلامندوحة من الانسراح في الإطراء على هذا الرجل بلاإفراطٍ وتفريط .
مرحى بكلّ المدوّنات والموسوعات والنتاجات المؤثّرة الفاعلة ، فلها رفيع المنزلة في كلّ العقول والقلوب المنصفة ، لكنّ كلمة الفصل في ميزان التأثير ومقدار التغيير نحو الأحسن ، ولهذا الرجل -كسائر أقرانه وأصحابه من الفقهاء الماضين والمعاصرين - مبانيه وتقريرات دروسه ومصنّفاته - غير المطبوعة بأمرٍ منه - التي عجنها ومزجها بخالص الإيمان والاعتقاد فرشحت نفحاتٍ من الحكمة والعقل العملي الفاعل أنقذت البلاد والعباد من شرور اللئام وقادت الخلق نحو الحبّ والوئام .
هذا الرجل قد ترك بصمات الخير سرمديّةً مدى الزمان ، فطوبى له وحرسته عيون الربّ المنّان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat