صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

القِوى تريد صراعا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القوي المُفترس يريد صيدا سهلا , ولكي يكون له ذلك فأنه يستثمر في الصراعات القائمة بين فرائسه , فوحوش الغاب  تتحين فرص نشوب الصراعات ما بين فحول القطعان المُستهدفة , فترقبها تتناطح وتتصارع حتى يدب التعب والإرهاق عليها فتصول نحوها , وتقبض على أعناقها وتفترسها وقد صار لحمها حارا وطازجا ومطعما بإفرازات غددها الصماء.

ذلك أن الصراع يوفر الجهد ويُنهك الهدف ويجعله أقرب إلى الإستسلام والإذعان للقوي المُفترس , بينما لو لم يكن في صراع فأنه يمتلك قوته ويجد عنده إرادة مقاومة وتحدي وخلاص , وهذا القانون ينطبق على القوى المتفاعلة في عالم السياسة والهيمنة , والتسلط الإمبراطوري والتفوقي في عصرنا المتفجر القدرات والطاقات.

ولهذا تجد القوى الفاعلة تستثمر في تأجيج الصراعات وإدامتها , ودفع الأهداف المرجوة إليها بلا عناء منها أو بذل جهد , فهي تذكي التحارب والتقاتل والتعادي ما بين الشعوب والمجتمعات وتترقب , وتعطي هذا ما يؤمن ديمومة تصارعه وتعطي ذك مثلما أعطت خصمه , وتبقى تتفرج متحينة فرص الإنقضاض والإمتلاك والقبض على المصير.

وبما أن القوى الفاعلة تتنعم بالإفتراس السهل اللذيذ , فأن الصراعات ستتواصل وتتطور ولا يمكن لها أن تستكين أو تهدأ , لأن غياب الصراعات يتسبب بخسائر كبيرة للقوى المنتفعة منها والمستثمرة في ميادينها المهلكة.

فكيف لقوة تجد أن أهدافها تتحقق بمفردات وعناصر أهدافها , أن تسعى لمنع ذلك أو إنهائه , إن المنطق السلوكي يقول أن من واجبها أن تصب على النار زيتا وأن توفر المزيد من الحطب , لكي يدوم العطب وتتوافد الأهداف إليها متوسلة ومتأملة بأن طوق النجاة يكون بلرضوخ والتبعية والإستسلام المطلق لإرادة المُفترس الفتاك.

وما دامت بعض المجتمعات قد إنزلقت في دوامة التصارعات المروعة وأدمنت عليها , فأنها قد وفرت الجهد والمال للمفترسين , وأنهم سينشطون في إدامتها وتوالدها وتصاعدها لكي يكون جني الثمار مستمرا بلا توقف , والربح المدرار وفيرا ومنعشا.

ولا يمكن لقوة أن تشيح الطرف عن مجتمعات تتصارع , لأن في ذلك أعظم فرص الإفتراس المتاحة لوحوش الدنيا الآدمية , والذي يتوهم بأن الدول لا تفترس بعضها فأنه من المُغفلين المآليس الذين يتمتعون ببقلٍ عظيم!!

فلكي تنجو المجتمعات الضعيفة من الإفتراس عليها أن توقف تصارعاتها , وتهتدي بمهارات القطيع الدفاعية التي تمنع المُفترسات الصائلة من تحقيق أهدافها.

فهل سنتعلم من القطيع مهارات الإتحاد والتراص والتماسك المنيع؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/09



كتابة تعليق لموضوع : القِوى تريد صراعا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net