صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

السماوي في تجليات العشق والحنين في ( قليلكِ .. ولا كثيرهنً ) 
جمعة عبد الله

ان سميائية هذه  المجوعة الشعرية , واضحة جلية ,بأفاقها  وبالمعالم ودلالاتها , وبمهارة ابداعية خلاقة ,  خلقت مضامين بليغة , بما تتضمن من محاور وفضاءات , ودلالالة مكانية وزمنية , تصب في خيمة الوطن والعشق  , بالمكاشفة الصريحة ,  في الانزياح الى الحلم والواقع , بمكوناته المحورية التي تتجلى في مكونات  ( العشق . الغربة والاغتراب . الوطن /  الحبيبة ) . يتناولها بكل تعرجاتها  وتضاريسها , وفي شراراتها اللاهبة  في جمرة الحنين , الذي ورثته سنوات الغربة الطويلة , وفتحت افاق الحلم والعشق , الذي يصب في تعرجاته  , في مكونات عشق  الوطن , تتجسد في رؤيةالايحائية بالصور الشعرية , وهي تموج في ابجديتها بين  الواقع  والانقلاب عليه , بسلاح العشق , لترميم معالم الخراب  لخيمة الوطن حتى استقامتها  . بعد ان كثرت السهام والطعنات , لتمزق هذه الخيمة بشهية الاحتراق المجنون , سواء من الطواغيت الجدد سدنة العار العراقي  الجدد , الذين جاءوا بسرافات القوات الغازية , للاحتلال , وعملوا على خنق كل بادرة الحلم للخروج من هذا النفق المظلم . هذه الصورة الشعرية للمجموعة الشعرية ( قليلكِ .... لا كثيرهنً ) التي احتلت مكاناً بارزاً في ثنايا المتن اغوار   الحلم والعشق , الذي يذود ويدافع عن ابجدية الوطن , التي سرقت ونهبت في وضح النهار  , بمجيء المحتل  والقوات الغازية واذيالهم من الخنازير  , مما انعكست هذه الاجواء المظلمة , في افراز قيح المعاناة والهموم المريرة بالالم . لذلك يأتي هذا الهدير الشعري العاشق للوطن , ليعكس الصدى والصوت لمفعول الحلم العشقي , الذي يزيد شكيمة كلما زادت سنوات الغربة , كلما اشتد الحنين , في على شقاءه وتعاسته ومرارة الوطن  . لهذا ينطلق عاشق  , ليكون صوتاً ناطقاً لحلمه المستحيل  , الذي به تنتصب اوتاد خيمة الوطن  , بكل قوة وعزيمة , وبأن يصبح العشق هو ضرورة النجاة ,   والوصول الى حلم الانقاذ , حتى لو بالمستحيل . ليوقف تزحلق الوطن الى اسفل  الهاوية , طالما سدنة حراس الوطن الجدد , هم اصل البلوى والمصيبة , فقد اتخذوا من خيمة الوطن , مغارة ( علي بابا ) ينهبون الذهب والياقوت والدولار , ولعباد الله المحرومين والمظلومين , عجاج التراب , والعواصف الملبدة بالسموم والغربان الوحشية  , فقد تحولوا الى ألائمة اللصوص , وتجار سماسرة , شاكرين نعمة الدولار , يبايعون الغزاة على شرف وخراب العراق . فأصبح الفرات ودجلة لهم , وللوطن الطاعون والسل والطائفية . لذا لابد من وقف معاول الهدم والخراب  , من هذه الاجواء المعربدة  بالهوس والجنون ,  والضباب الكثيف , بأن ضاع بالفوضى ,  الحقل والبيدر ومحصول البستان , لذا فأن السماوي في هديره الشعري الهادر بحنجرته المدوية   , لم يطلب إلا  بحقه الشرعي ( أين حقي ؟  )  لا يطلب إلا القليل واقل من القليل , من الوفير الكثير الموجود   , فيقف يدافع عن حياض الوطن  , امام عنف  كوابيس الطواغيت  , والذين  شطروا  العراق الى قسمين  , الى جنة ونار , الجنة للذئاب والخنازير  , والنار للمواطن الذي سلب كل شيء منه , ولم يفز من سلة عنب الوطن , إلا الاشواك الجارحة ومن تنوره إلا الرماد , ومن نفطه إلا السخام الاسود   . مما جعل الروح تفور في مرجانها المغلي بالتذمر  , في وقف ( قسمة ضيزى )  , ولهذا يواجه بكل عنفوان روحه وبالتضحية من اجل ابعاد  السقوط واحتراق خيمة الوطن بالرماد  ,  , ليبعد فاجعة  السقوط بكل امكانية الحب والعشق  ,  حتى  يعود الى وجه العراق بأبتسامات تلوح فرحاً للحمامات  وللحقول بسمة الحصاد   ,  هذا الوجع لخيمة الوطن  
وأن اكون لخيمة الوطن الرواق 
وللعفاف صدى شجيا .. 
وللعفاف صدى شجيا .. 
لي أن اكون على الخطيئة 
حين تطرقني عصيا .. 
لي ان اذود عن الحمام 
وان اصير أضلعي فنناً 
وعشا مقلتيا     ( ص9 ) 
لذا تهاجمه نسائم التماهي والتباهي في عشقه وحبه وحلمه ,  وحنينه الذي يفجر حروفه  بدلالات بليغة , وفي تعابيرها الرمزية , تختصر مرامي هذا العشق وضفافه , الذي يرتبط بوشيجة الوطن / الحبيبة , في شغافها الرومانسية , وهي تدل على صفاء الروح والعشق , المتعلق بخيمة الوطن وسماءه وحدائقه ومآذنه , التي احتلت شغاف القلب في التباهي  والتماهي , الذي يسكن داخل الضلوع 
بينكِ والعراق 
تماثل 
كلاكما يسكن قلبي نسغ احتراق 
كلاكما اعلن عصياناً 
على نوافذ الاحداق 
وها أنا بينمكا 
قصيدة شهيدة 
وجثة القى بها العشق 
 الى مقبرة الاوراق  
................ 
بينكِ والفرات 
آصرة 
كلاكما يسيل من عيني 
حتى يطفح الوجد   ( ص11 ) 
من تجربة السنين الطويلة من الغربة والاغتراب , خلقت جراحاً لا يمكن ان تندمل وتشفى , لذلك سبيله الوحيد . مناطحة في ارتشاف هذا  العشق والتسلق على اسواره  مهما كانت العوائق  , حتى تشفى جراح الوطن , وتعيد قوام حروفه طاهرة  , يغسلها ماء  الشوق والحنين , هذه زبدة تجربة العمر في محصلتها النهائية   , ان يجعل هذا العشق يشعر بالضمأ والعطش , لا يرتوي إلا بماء الفرات ودجلة , لا يمكن ان يروي جدب الروح , إلا بالعشق والحب للوطن / الحبيبة , هذه جوهرة الاكتشاف العمر 
اكتشفت أنني بلا حبكِ 
فقير .... 
في اواخر العمر أكتشفت 
أن كل وردة حديقة كاملة 
وكل كوخ وطن 
وتحت كل صخرة غدير . . 
والناس - كل الناس - ما دمت معي 
عشير .... 
في اواخرالعمر أكتشفت 
أن قلباً دونما حبيبة 
مبخرة ليس فيها بخور ( ص29 ) 
ويحتم عليه في هذه الحالة ان يدافع بلا هوادة عن حبه وعشقه , ويعطي قيمة للحب من خلال مناجاة بالبوح  الى ضفة قلبه   ( سيدة النساء ) بأن يرفع عن عينيها غشاوة الظنون , وينصب  جسر اليقين , ضفافه الورد والياسمين , رغم البكاء والالم , واحتراق الماء , فأن سيل جريان ماءه لا يمكن ان تتوقف برياحينه الرومانسية 
سيدة النساء يا مسرفة الظنون 
سيدة النساء 
بين ضفاف الارض والسماء 
جسر من اليقين 
بيننا نهران من ضحك 
ومن بكاء 
حقل ياسمين 
تشكو سواقيه احتراق الماء   ( ص44 ) 
وبلسم الحب يدمل الجرح , ويهدأ العواصف الهائجة بالسكينة والهدوء , ويبدد فواجع الوحدة , ويبرد جمرة  ال ( آه ) , وينسج سجادة الربيع , وينشر الورود في دروبه , فينثر الورد على سر يره , وعلى وسادته الشذا , وينسج من شطآن ماءه , ثوباً عشقياً يسير على الماء , بكل نشوة الحب 
حين تكونين معي 
يبرد جمر ال " آه " 
ويفرش الربيع لي 
سريره  .... 
 فينثر الورد  على وسادتي شذاه 
وتنسج الضفاف لي 
ثوباً من المياه  ... 
ومن حرير عشبها 
ملاءةً  ... ويظفر الصباح لي ضحاه 
ارجوحة .... ( ص82 ) 
لكن سيرة الحب والعشق , ليس طريقاً سهل المنال , وانما يمتلى بالتعريج والتضاريس والمطبات  , من الالم والمعاناة الروحية , يتعرق فيها الحزن , ويتوغل الى الاعماق , كلما عمق في السير في  دروبه , فأن جراحه تتكاثر , لذا فمن الخطأ ان يعود العاشق , حين يصبه فواجع الحزن والالم  , ان يرجع ب ( خفي حنين ) وانما يرجع بجرح غائر في اعماق القلب حتى المقلتين 
ليس صحيحاً أنني عدت ب ( خفي حنين ) 
ليس صحيحاً ... 
فانا عدت بجرح فاغر 
يمتد من قلبي الى المقلتين 
ولست بالاسيف الحزين 
لأنني 
من قبل أن أبدأ في تمردي 
على طقوس العشق في مضارب المجون ..... 
 وقبل ان تكوني ... 
كنت ارى سكينتي 
ضرباً من الجنون ! 
قبل ان يبحر بي سفني 
عرفت ان رحلتي .. 
تفضي الى مرافئ الانين  ( ص91 ) 
من هذه الرحلة العشقية الضاربة  تعريجها في اعماق الروح , انها رحلة شاقة من المعاناة ,  بين الحلم والعشق , تضاريس صعبة في بغية  الوصول الى المبتغى المنشود , لذا لا يطلب إلا اقل القليل من عشقه وحبه , لا يطلب من هذا الوفير , الذي يتمدد على الواقع الفعلي , بأن جريان انهاره تصب في مجاري الطواغيت , ليتنعموا بفردوسه وجنته , فأنه يطلب القليل من حقه الشعري , في هذا الزمن الذي يلعن العدالة ويمرغها تحت التراب , ليشرب العاشق كأس الحنظل , فيلظى بسهام  المنافي والغربة , ويشعر عشقه بالضمأ 
إني ليغنيني قليلكِ عن الكثير الاخريات 
فلا تلومي ضامئاً هجر النمير 
وجاء يستنجد بك كأساً من سرابك .. 
فاذا سقطت 
مضرجاً بلظى اشتياقي 
كفنيني حين تأتلق النجوم 
بثوب عرس من ثيابك ... 
واستمطري لي في صلاتكِ 
ماء مغفرة 
فقد كتم الفؤاد السرً 
لولا أن شعري 
قد وشى بك!   ( ص17 ) 
الحالة المزرية التي عصفت بالوطن , بكثرة معاول الهدم , التي تزاحمت علية من كل حدب وصوب , من سدنة العراق والائمة التجار الجدد , الذين فتحوا صندوق ( باندورا ) على العراق , وهاج الخراب والامراض الفتاكة , ليعيش في حالة فزع ورعب , بينما درويشه وتجاره الجدد , يتنعمون بمغارة ( علي بابا ) وما ثقلت ايديهم في امتلاء   جيوبهم بالسحت الحرام , والعراق ينهشه الطاعون والسل والطائفية , والذبح بأسم الجهاد في سبيل الله , والسلب والنهب بأسم الدين 
بتنا لفأس الطائفية محطباً 
فلل حقل  " سادن " و " نقيب " 
علل العراق كثيرة ..... وأضرها 
أن الجهاد "الذبح " و " التسليب " 
وطن ولكن للفجيعة ...... ماؤه 
قيح ..... واما خبزه فنحيب ( ص63 ) 
لذلك فان العاشق يتسلق الصعاب , ويخوض حلم المستحيل , من اجل ترميم خيمة الوطن بالشموخ والتباهي , من اجل ان يرجع حراً طاهراً كطهارة ماء الفرات ودجلة , ان ينقشع الظلام , لصباح جديد , ان يرجع الطواغيت الجدد الى جحورهم العفنة , والغزاة ان يرحلوا من ان يدنسوا ارض العراق , ولكن هذا الحلم المستحيل يشد العزيمة والهمة , بطرد الذئاب وخفافيش الظلام , من الخنازير , الذين خنقوا العراق , واصبح بضاعة  للمتاجرة والدولار . انه حلم مستحيل ,  إلا ان تشرق الشمس على البيادر والحقول العراق 
كأني اطالب بالمستحيل ! 
يغادرنا القادمون على " السرفات " 
ويعود المزارع للحقل 
والطفل للدفتر المدرسي . . 
تعود الحياة 
 طبيعية مثل طين الفرات  
وأن لايعود العراق 
سرير الطواغيت 
    أو 
ساحة لخيول الغزاة 
...........  
.......... 
كأني اشذ عن القاعدة   ( ص53 ) 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/28



كتابة تعليق لموضوع : السماوي في تجليات العشق والحنين في ( قليلكِ .. ولا كثيرهنً ) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net