صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الفن المُنحَط والعنف المُشْتَد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن الأمم والمجتمعات عندما تنحط يمتد إنحطاطها إلى جميع شؤون الحياة ومشاربها , ومنها الإعلام والفن بأنواعه , كالتمثيل والمسلسلات التلفازية العاصفة في الواقع الشاشوي , وخصوصا في شهر رمضان الكريم , الذي لا تجد فيه إلا دموعا ودماءً وتعبيرات عن أفكار عدوانية وتفاعلات عنفوانية , تساهم في تأجيج النفوس الأمّارة بالسوء والبغضاء , وتشحنها بمعززات السلوك المنحرف والمضطرب أخلاقيا وإجتماعيا وعقائديا.
ولست من الذين يتابعون المسلسلات التلفازية العربية , لكنني أحيانا أجدني مجبرا على ذلك , ولا أجد مهربا إلا بإغماض عيوني والإنقطاع عن الشاشة بالقراءة أو التفكير بغير ما أرى , فما يُعرض في معظم القنوات لا ينفع ولا يربي ولا ينمي الأخلاق , إنما يدعو للعنف والكراهية وسفك الدماء , وكأن الدنيا لا يوجد فيها إلا العدوان والقتل والسرقة والخيانة والفساد والسوء القبيح , والأثم المبرر والخطايا المعززة بما يساهم في تحبيبها للبشر.
وعندما تتساءل عن الخير فيما ترى , تحتار في الجواب , فالشر يسود والخير موؤد , ولا يمكن تفسير هذا السلوك المتكرر في معظم المسلسلات المعروضة , إلا أن الواقع النفسي قد تدهور وإنمحت الأخلاق والقيم وسيطرت على الوعي الجمعي آليات الإنحطاط والإنقراض المهين.
فما تعرضه التلفزة العربية من مسلسلات تكاد تتسم بالإنتحارية والإقدام المحبب على القتل والظلم , وإغتصاب الحقوق ومحق قيمة الإنسان ودوره في الحياة الحرة الكريمة.
فأين الكتاب الذين يقدمون أفكارا حضارية معاصرة ذات قيمة تربوية ودور إيجابي في بناء الحياة؟
وأين الممثلون والممثلات الواعون لأدوارهم والأفكار التي يجسدونها في أعمالهم , لأهداف وقيم ومبادئ إنسانية سامية صادقة؟!
تساؤلات تنهض أمام الشاشة المعفرة بالمنحط من المعروض بمسمياته المتعددة , وهدفها واحد وهو إشاعة الكراهية وتعزيز العنف والترويج للأفكار السوداء , وتقديم القدوات السيئة للأجيال الناشئة.
فهل من إعادة نظر ومراقبة أخلاقية وثقافية وإبداعية وقيمية لما يُعرض على الشاشات العربية؟!!
وهل من قصص إنسانية ذات معاني تربوية نبيلة تنفع الناس؟!!
ترى هل سنتعلم كيف نُعلم الخير؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/27



كتابة تعليق لموضوع : الفن المُنحَط والعنف المُشْتَد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net