صفحة الكاتب : قاسم شعيب

صعود محمد بن سلمان.. وفرحة إسرائيل!
قاسم شعيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إذا أردنا أن نفهم ما يجري في المنطقة من إيران إلى مصر مرورا بالخليج والعراق والشام وصولا إلى المغرب العربي، والتطورات المتسارعة فيها، فليس أمامنا سوى معرفة ما تريده إسرائيل والحركة الصهيونية.
من إيران وحتى المغرب لا تخطئ العين حقيقة الارتباط الشديد بين دول المنطقة بحكم المشتركات الكثيرة والانتماء الواحد دينيا وثقافيا ولغويا. وما يحدث في بلد معين يؤثر بشكل أو بآخر على بقية البلدان أمام التقارب الكبير الذي سمحت به التكنولوجيات الجديدة. وقد رأينا كيف أن بلدا بعيدا عن قلب المنطقة مثل تونس انتقل منه حدث سقوط نظام ابن علي إلى اكثر البلاد العربية، وربما كلها في وقت قريب. وعندما نكون أمام بلد مؤثر مثل المملكة السعودية، فإن ذلك التأثير يصبح أقوى وحقيقة لا مفر منها.
لا شك أن ما يحدث الآن وما سيحدث لاحقا في المملكة السعودية، سيكون محدِّدا لمستقبل المنطقة برمّتها. يدرك الصهاينة ذلك وهم يعملون على هندسة صراع واسع ومدمر بين أمراء آل سعود بعد تنحية الملك سلمان بن عبد العزيز أو موته. ولعل قراءة سريعة في مواقف الإسرائيليين وإعلامهم يكشف ترحيبا واسعا بإزاحة محمد بن نايف من ولاية العهد السعودية وتعيين محمد بن سلمان مكانه. فقد قالت صحيفة هآرتس، مثلا، إن الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفته بـ"الغلام"، هو بشرى جيدة لإسرائيل.. وهو ما يعني أن خطّتهم تتقدم في انتظار إزاحة الملك، بشكل أو بآخر، لتبدأ حرب الأمراء المتوقعة..
يفهم أكثر المهتمين الآن أن الـ 480 مليار دولار التي دفعها الملك السعودي سلمان للرئيس الأمريكي ترامب في شكل عقود أسلحة واستثمارات كانت ثمنا لإزاحة محمد بن نايف وتنصيبه ابنه وليا للعهد.. غير أن ذلك ليس كل شيء. بل كانت هناك شروط إضافية.
واهم تلك الشروط التي سرّبها الأمير المنشق خالد بن فرحان آل سعود هي: أولا، الانصياع المطلق لأمريكا وإسرائيل وتحقيق جميع ما يُطلب منه. وثانيا، العمل بشكل جدي وعلى وجه السرعة على توطين جميع سكان قطاع غزة بشمال سيناء في مصر باعتباره وطنا بديلا لهم وتكفل كلٍّ من السعودية والإمارات بالاستحقاقات المالية لتحقيق ذلك الشرط والقضاء علي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبشكل خاص جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام ومن يدعمهم. وهذا مغزى الحصار الذي ضُرب على قطر. وثالثا، العمل جدياً علي تحويل ملكية جزيرة تيران من مصر إلى السعودية حتى يصبح مضيق تيران في خليج العقبة تابعاً للمياه الدولية بدل تبعيته للمياه الإقليمية المصرية من أجل أن تتمتع  البحرية الإسرائيلية بحرية الملاحة فيها وتنفيذ مشروع موازٍ لقناة السويس في خليج العقبة. وهذا ما فعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبرلمانه الذي صوَّت الأسبوع الماضي لصالح التفويت في جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
هذه الشروط بدأ محمد  بن سلمان في تنفيذها منذ أن كان والده وليا للعهد وقبل تولِّيه الحكم، من خلال تقسيم العائلة الحاكمة إلي جناحين متصارعين قبيل وفاة الملك عبد الله، وما تلا ذلك من أوامر ملكية أصدرها سلمان بن عبد العزيز متضمِّنة مجموعة من الإعفاءات والتعيينات والتغييرات المفصلية لهيكل الدولة طمست أي أثر سياسي للملك عبد الله والنافذين من الأسرة الحاكمة بغرض الاستئثار بالقرار السياسي لصالح ابنه محمد للّعب في الساحة السياسية السعودية والدولية منفرداً من أجل تحقيق تلك الشروط.
بات معلوما سبب اختيار الأمريكيين لمحمد بن سلمان ليكون هو الملك القادم. فهو شاب مراهق في السياسة كما وصفه أحد شركاءه في الحرب الظالمة على اليمن، وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني.. ولا شك أن تلك المراهقة والرعونة هي التي تسهل للأمريكيين والصهاينة التحكم في هذا الشاب الثلاثيني.
يدرك الكثيرون داخل العائلة السعودية الحاكمة، التي تعيش حالة غضب وغليان، أن التخلص من ابن نايف ليس في مصلحة بقاء آل سعود في الحكم على أي نحو كان. فقد كان يمكن لمحمد بن نايف، الذي يوصف بالثعلب الماكر، أن يطيل عمر مملكة جدِّه لو أصبح ملكا.. أما الآن، فمع وصول محمد بن سلمان، فإن النهاية باتت قاب قوسين..
تنحي سلمان عن الحكم أو عزله بشكل أو بآخر قد لا يستغرق أكثر من أسابيع قليلة.. وقد يكون ذلك متزامنا مع عزل دونالد ترامب أو اغتياله كما يتوقع كثيرون من أجل اتهام دولة أخرى بقتله ومهاجمتها بهدف إطلاق حرب واسعة لا يتوقف لهيبها عند منطقة واحدة من العالم. فاليهود والصهاينة يبدو أنهم على عجلة من أمرهم، وهم يريدون افتعال حرب غير تقليدية وشاملة من أجل تحقيق أحلامهم التوراتية في حكم العالم بشكل مباشر انطلاقا من القدس. غير أنهم لا يدركون أنهم عندما ينتقلون من حكم العالم في الخفاء، كما هو الواقع اليوم، إلى حكمه في العلن يسقطون إلى الأبد!..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم شعيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/23



كتابة تعليق لموضوع : صعود محمد بن سلمان.. وفرحة إسرائيل!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net