صفحة الكاتب : علي علي

الرقيب.. لماذا يرفضه بعضنا؟
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   تستند مؤسسات الدول -كل الدول- كما هو معروف على قاعدة، تعدها ركيزة أساسية في إدارة شؤونها، وضبط تشعبات أعمالها، ولا غنى عنها سواء أكانت المؤسسة كبيرة أم صغيرة! تلك القاعدة هي دائرة او هيئة (الرقابة).. والرقابة هي درع واقٍ وحرز مشروع للجميع مادامت تصب في مصلحة الجميع، كما أنها -الرقابة- ليست ضمانا للشخص او الجهة القائمة بالمراقبة فحسب، بل هي ضمان للشخص -او الجهة- الواقعة تحت المراقبة أيضا، لاسيما و "كلنا خطاؤون". إذ هي تضعنا تحت مجهر التصويب والتصحيح والتقويم، مخافة أن نزلّ او نخلّ في عملنا، وبذا فهي تدرأ عنا نتائج الخطأ والخطل فيما نعمل، كما أنها تبعد عن المرؤوس شبح الحساب والعقاب من قبل الرأس. وهذا المبدأ يصح حتى في العلاقات الفردية وعلى أدنى المستويات والأعمال. فوجود الرقيب إذن..! إيجابي في الأحوال كلها.
  لذا نرى في كل وزارة او هيئة او مؤسسة كادرا متخصصا للرقابة، وكلما كانت المؤسسة أكثر أهمية او أشد حساسية في البلد كان دور الرقابة أوسع، وأكثر دقة. وأحيانا يكون عمل الرقابة علنيا بخطط وخطوات مكشوفة للجميع، ولاضير من ذلك مادامت كل الجهات متفقة على ضرورة وجوده. وفي أحيان أخرى يكون عمل الرقابة سريا، من دون علم الجهة المراقَبة، وهذا مانراه في أجهزة الاستخبارات والأمن والتحريات، وما الى ذلك من المؤسسات التي يوجد فيها طرف ليس من مصلحته وجود رقيب على عمله، وقطعا هذا ينم على عدم مشروعية هذا العمل، او كونه في تضاد مع جهة او جهات أخرى يصيبها ضرر من جراء القيام به. وهناك حالات أخرى يكون فيها عمل الرقيب سريا جدا.. جدا، كتلك التي تجري في دهاليز السياسيين والتي تكشف لهم المبطن ليس من الأعمال فقط، بل من النيات والأفكار التي تدور في خلد العدو والصديق، والقريب والبعيد، السليمة منها وغير السليمة، والتي لم تظهر على أرض الواقع بعد.
   اليوم نمر نحن العراقيين في ظرف حساس جدا، وماحساسيته هذه إلا لكون عنصر الوقت فيه لايتحمل تأخيرا أو تسويفا او مماطلة، فالثمن المدفوع من جراء أي من هذه الثلاثة سيكون غاليا جدا، ويقوم بدفعه أناس لاذنب لهم في كل مايحصل. والظرف هذا يشترك في العيش تحت وطأته كل العراقيين، بدءًا من أصغر فرد في المجتمع، صعودا الى أكبر رأس على قمة هرمه. فالبلد اليوم ماعاد يحتمل أي تراجع في خطواته، او أي تدهور في أوضاعه، بل آن له أوان الجري بأٌقصى سرعة لمواكبة أمم العالم فيما وصلت اليه، وتدارك التأخير الذي طال مفاصله وأركانه ومرافئه على الأصعدة كافة.
   نعم، فالبلد اليوم يشارف على مرحلة ليس من مصلحة الجميع التهاون بمفرداتها، فالأراضي العراقية ستتحرر بالكامل، والانتخابات باتت على الأبواب، والسنوات الأربع عشرة أعطت المواطن زخما وكما هائلا من التجارب والخبرات، ليس في تحمل المصاعب فحسب، بل في انتقاء الشخوص من المرشحين،هنا يجب أن يتحلى الجميع بالروح الوطنية وقبول الرقباء أنّى كانوا، والأخذ بالنقد البناء من دون النظر الى مصدره، حيث الوقت ليس وقت قبول الآخر او رفضه، كما أن مصطلحات الـ (مافوق) والـ (مادون) سيكون لها تأثير سلبي ومردود عكسي لايخدم المصلحة العامة، وعلى المسؤولين -كل المسؤولين- في سدة الحكم، بمن فيهم الوزير ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية، القبول برحابة صدر بدور الرقيب، بغية الخروج بنتائج صحيحة تدفع البلد الى بر الأمان، بعد أن ابتعدت به شطآن المجهول. وليكن أول رقيب هو الضمير -ضميرنا جميعا- وليكن بحسباننا أن فوق كل رقيب رقيبا "لاتأخذه سِنة ولانوم"، فهل نحن فاعلون هذا؟.     
aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/23



كتابة تعليق لموضوع : الرقيب.. لماذا يرفضه بعضنا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net