صفحة الكاتب : عماد الاخرس

الصراع السلطوي لقادة القوى السياسية وراء انتفاضة الكهرباء
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد تكون أزمة الكهرباء احد الأسباب المعلنة وراء انتفاضة الغضب الأخيرة للعراقيين والتي امتدت في عدد من المحافظات العراقية ولكنها ليس السبب الوحيد لأن هذه المصيبة لم تكن وليدة اليوم أو شهور قليلة مضت بل إنها بحكم الميت منذ سبعة أعوام لا وبل أكثر من عقدين. إن مقالي الجاري غايته التأكيد على أن هناك عاملا آخر مهما يجب عدم تجاهله وراء هذه الانتفاضة الجماهيرية وهو أزمة الصراع السلطوي بين قادة القوى السياسية والذي أصبح أمرا لا يطاق وخصوصا بعد أن اكتشف الجميع بأنه لا يتعدى أطماع الهيمنة على مناصب القوة والنفوذ في الدولة العراقية الجديدة . لقد طال أمد هذه الأزمة لأكثر من ثلاثة شهور بعد انتخابات السابع من آذار ولا توجد لحد الآن أية بوادر لحلها .. لذا بدأ المواطن العراقي يشعر باليأس من العملية السياسية الجديدة ولجأ إلى الانتفاضة مستخدما اقرب ذريعة بين يديه وهى مصيبة الكهرباء.
وعلينا أن لا ننسى بان نضيف إلى هذه الأزمة ( الصراع السلطوي ), سوء الخدمات في كافة قطاعات الدولة ,البطالة, الفساد الإداري والمالي..عدم استقرار الوضع الأمني.. الخ .. عوامل كثيرة مجتمعة أدت إلى فقدان نفاذ صبر المواطن والخروج من عالم الصمت للانتفاضة .. أي أنها نتاج لتراكمات كمية من المصائب وليس الكهرباء فقط.
ما أريد قوله هو إن جميع الوزارات ووزراءها والقوى السياسية وقادتها المشاركين في الحكومة يتحملون وزر هذه الانتفاضة وليس وزارة الكهرباء ووزيرها.
أما القادة السياسيون فعليهم أن لا يطمئنوا بحصر أسباب هذه الانتفاضة بالكهرباء ووزيرها فقط لأنها بدأت بمسيرة صغيرة تطالب بتقليل سعر الوحدة الكهربائية في النجف لتتوسع بعد ذلك إلى مسيرة غضب جماهيري في البصرة وذي قار والاستعدادات جارية للقيام بمثلها في واسط و الانبار وقد تتحول إلى ثورة في أي وقت وعندها تتشابك الأحداث والأسباب!
عليهم أن يفهموا بان هذه الانتفاضة هي ضدهم جميعا لكونهم شركاء في قيادة الدولة ولابد من توقع الأسوأ في المستقبل إذا استمروا على هذا المنوال من التأخير في تشكيل الحكومة بسبب صراع الكراسي الخالي من كل حس وطني.
أما المواطن العراقي فعليه أن لا يسكت عن الظلم أبدا ولكن عليه أن يحدد بدقة أسباب كل مصيبة ويصبح أكثر إدراكا ووعيا في اختيار ممثليه للبرلمان ومجالس المحافظات والبلدية بعيدا عن التعصب الديني أو المذهبي أو العرقي ولكي تتحرر مؤسسات الدولة التنفيذية من التوزيع المحاصصاتي الذي أطلق العنان لتسلط العناصر التي تعمل بدون أي حس وطني وبما يروق فقط للجهة الحزبية أو المذهبية التي ينتمي لها .
أخيرا لا اعتقد يخفى على القادة السياسيين بان طوفان الانتفاضة الشعبية إذا تكرر لأي سبب كان فسيؤدي إلى انهيار العملية السياسية وعودة الحكم في العراق إلى الشمولية التي ستكون وبالا عليهم أولا .. لذا عليهم الإسراع في تشكيل الحكومة واختيار عناصر وطنية بعيدة عن كل الميول لأن الشارع العراقي يغلي و إذا ثار لن يرحم احدا !!..

عماد الاخرس


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الصراع السلطوي لقادة القوى السياسية وراء انتفاضة الكهرباء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net