صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

رسالة الى الله قاهر الطغاة والجبابرة .
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يا الله : يا ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين ,لا أعرف من أين ابتدأ والى أين انتهي فجودك وكرمك وعفوك وجدته حتى في سعير نار جهنم ,يا ربي أنت خلقتنا أحرار ورفضت لنا العبودية والذلة والهوان وكرمتنا عن سائر المخلوقات وأحسنت تصويرنا وفرضت على الملائكة أن يسجدوا لأبونا آدم (ع) تكريماً لمقامه ,فكنت بالمرصاد لكل جبارٍ طاغي مستبد يريد تغيير هذه الفطرة في داخل نفس البشرية ,فطرة العيش بكرامة وحرية مرفوعين الرأس غير مهطعين ,وأحببت المؤمن القوي على المؤمن الضعيف ,لكنك أردت أن يكونوا متحررين من دواخلهم ليكونوا قادرين على مواجهة الفاسدين بإرادتهم وقوة عزيمتهم  ليعطوه درساً بأن يد الله مع الجماعة صاحبت القرار وليس مع المتشتتين الخائفين ,كم وكم طاغيةٍ قهرته بعد أن عاث بالأرض والعباد الفساد  فمنهم من كان جوابك له أن سلطت عليه أضعف مخلوقاتك حشرة صغيرة أذلته,وآخر خسفت الأرض به وبأمواله ,وآخر أغرقته في البحر وجعلت منه آية وعبرة على امتداد التاريخ نتيجةٍ لسلوكه المريض مع رعيته ولإدعائه الإلوهية ,كنت ولازلت وستبقى مؤيداً ومسدداً للمستضعفين الذين ستمن عليهم بألطافك بأن تُعطهم المكانة والرفعة وتكمن لهم في أرضك بعد أن ذاقوا العذاب وتحملوا أوزاره و آلامه لأنهم يحملون رسالاتك التي أردت منها للناس حفظ كراماتهم  ومقدراتهم ونشر العدل والإحسان وأنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ممن لا يأبهون لما جرى من شواهد ودلائل لطغاة متنكرين لكل ما حل بمن سرقوا ونهبوا ولوثوا سرائر الناس يظنون بأن زهو الدنيا سيبقى لهم سرمدي وما فيها من مغريات تسحر الناظر ستكون لهم عوناً,كنا نقول لهم أقرأوا التاريخ  بتمعن أنكم لن تمكثوا طويلاً في المعمورة فأٌقوام وأمم رحلت ولم يبقى منهم سوى ذكرى أطلالهم وأما صانعي هوية الإنسان والأمل للشعوب بالخلاص وتحريرهم من براثن الظلم والجور والظلام  فهم من ستكون لهم حسن العاقبة في قلوب الشعوب وضمائرهم وان أختلف عنوانهم الديني والقومي,يا جبار السموات والأرض أذكر جيداً قول رسول الرحمة (ص): الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ : فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ - عز وجل - ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى يَقُصُّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ .
يا حي يا قيوم :سرقوا الطغاة مستقبلنا وابتساماتنا وأمنياتنا وحولوها لصورٍ من المآسي وتلاشت أحلامنا التي كانت تكبر معنا في مهب الريح ,وأنت تضع المستكبرين الجبارين الظالمين لتهلكهم وتأتي بملوك آخرين ,وأنت مدرك الخائفين الذين يلوذون بسعة درع مأمنك الحصين ,يا منجي الصالحين الذين يشيعون دعائم ملك بين عبادك بالحق المبين ,تكالبوا علينا من كل حدبٍ وصوب أمعنوا في طعناتهم لم يراعوا حرمةٍ لأم و لا لأمرأة ولا لشيخ كبير ولا لطفل رضيع ,أقوام همجية خرجوا ألينا من بالوعات مسخ الصرف الصحي لا يمتلكون أي واعز أخلاقي وإنساني همهم القتل والسلب وانتهاك الأعراض تحت دولة أحياء السنة ,وهنالك من يسرق في وضح النهار وله أيضا تبريراته الشرعية هو أصطنعها لنفسه حتى يشعر بالاطمئنان بأن السرقة حلال وهي حقه ,كل منهم صنع له اله يعتقد به ليمنحه الضوء الأخضر بأن يحلل الحرام بما يريده , ليس هناك فرق بين من يفجر أدوات تفجيره من سيارات مفخخة  وأحزمة وعبوات ناسفة عللا الأبرياء ,وبين من يمتهن السرقة طريقاً ووسيلة لتحقيق غايته ,الجميع يشتركون في قتلنا وموتنا حسب طبيعة الفعل المؤذي ,وأنت يا ربي ليس لنا غيرك لينجينا منهم كما فعلت بغيرهم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/18



كتابة تعليق لموضوع : رسالة الى الله قاهر الطغاة والجبابرة .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net