صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الشَعْبَوية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الشَعْبَوية , مصطلح يُراد به تحقيق مصالح الشعوب وتأكيد إرادتها الحرة العزيزة , وهي مشتقة من الشعب.
والشَعْبَوي , هو الذي يسعى بجد وإجتهاد لتحقيق مصالح شعبه عندما يتسنم المسؤولية في الدولة التي تتدبر شؤون الشعب.
وهي القدرة على التعبير الأصدق والأمثل عن حقيقة الشعب بإطلاق طاقاته وقدراته , وتوفير الفرص الواقعية الكفيلة بإظهار ما يختزنه من المكنونات الحضارية والإبداعية والإجتهادية في كافة المجالات والميادين التفاعلية الإنسانية.
وهذا المفهوم مضت على هديه الشعوب التي تخلقت وتألقت وتقدمت في مسيرة الصيروات التنافسية منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم , والأمثلة كثيرة وتأتي في مقدمتها دولة الصين واليابان وماليزيا والكوريتان وبعض الدول الأخرى التي تقود قطار الإبداع والعطاء المعاصر.
ففي هذه الدول وجد القائد الشًعبًوي الذي تمكن من الإستثمار بالشَعبوية وتجسيدها بالفعل الصادق الأمين , وبخلق الجيل القادر على تمثلها وتحقيق معانيها , بعد أن تم حصر كافة الجهود بمصالح الشعب , فتم العمل الجاد المجتهد في ميادين إنجاز مصالح الشعب وحاجاته الأساسية وبناء القاعدة الإنطلاقية الكفيلة بتأسيس منطلقات إبداعية مطلقة.
وبهذا وجد الشعب نفسه أمام آفاق متسعة تستدعيه للتوثب والعطاء الأصيل , الذي يميزه ويمنحه القوة والقدرة على السيادة والتفوق العلمي والمعرفي والإبتكاري النفّاذ , مما دفع بالأجيال إلى مزيد من التآزر والتراص والإعتصام بالمصالح المشتركة , والترفع عما يخل بشرف التسابك والإنعتاق والإقتدار بالعطاء المتجدد الوهاج.
أما الشعوب التي أغفلت هذه الرؤية وإتخذت سبيل التشرذم والتعادي والإنشقاق فأنها تتدحرج في مهاوي الإنسحاق , وتداهمها وحوش الغاب الدنيوي وتفترسها بلا هوادة , وهي تستلطف دورها وتتظلم وتجلد نفسها بأسلحة المفترسين الساعين لمحق وجودها , وإلغاء ذكرها وما يشير إليها من العناصر والمفردات.
ولا يمكن لشعوب أن تكون إذا أنكر المسؤولون فيها مناهج وسياسات الشَعبَوية وتساقطوا في الفردية والفئوية والكرسوية , وغطسوا في مستنقعات الأنانية والتحزبية المقيتة , التي تأكلهم بنيرانها المتأججة وتسحقهم بعجلاتها التي لا تتعب من الدوران على سكة المصير المحتوم.
فهل من يقظة شَعبَوية يا أسرى الكراسي والإملاءات؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/12



كتابة تعليق لموضوع : الشَعْبَوية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net