صفحة الكاتب : د . حازم السعيدي

جمالية التوازن في النسق الخطي للجلي ديواني
د . حازم السعيدي

الخطاط عادل الموسوي رئيس جمعية الخطاطين / فرع كربلاء

يعد التوازن الشكلي في الخط العربي وتبايناته التصميمية شكل اخر من النسقية الخطية التي يتبعها الخطاط لاظهار جماليات مخطوطاته على السطوح والخامات المتنوعة ومن خلال التركيبات الايديولوجية يتميز الاداء الفني ناهيك عن الدقة في العنصر الفني الذي يؤول اليه فيما بعد بغاية تنتهج الجمالية معنى لذلك لذا يمكننا القول ان التباين والتوازن عنصران يشكلان مفردة تركيبية حوارية بين العمل ذاته وذات الخطاط في اثراء سوسيولوجي واركلوجي اذ يتركز الهدف الفني حول استكشافات المطاوعة والمرونة لنوع من الخطوط دون غيره فتنشأ بين الموائمة والملائمة في المعالجة وهي ذاتها تختلف من خطاط لاخر وبالتالي تعد مسألة اسلوبية تتمفصل في قيمة الحرف وشكله بل والنسقية في اللون والحجم وغيره , ويعد (الموسوي) كاقرانه الخطاطين في ادخال تركيبة مخطوطته( احب اهلي الي فاطمة ) وتكورها الكمثري بما يتطابق وروحية الحرف او مدى تأثره بمريدي الشكل  اذ كان من الاجدر به ان يختار نوع خطي ربما يذهب الى خط الثلث او الخط الديواني لكنه فضل استخدام خط الجلي ديواني ليذهب بنا نحن متلقي مخطوطته الى استذكار لايختلف عن بنائية اللوحة باعتبار ان الموسوي يميل الى تطعيم مخطوطاته بنسق شكلي وهذا مدعاة للاستذكار يؤديه في غايى محدد ان يجعل من المخطوطة لوحة ومن اللوحة ذاكرة اسلوبية بعيدة عن الانفعال الذي يتميز به غيره في الذهاب الى التقليد ونسخ مايلفت النظر , فالرسالة التي قدمها عنيت بخطابها والخطاب ايضا تحدد هنا في الاستعارة البينية الشكلية في الكمثرة التي تستند الى قاعدة سفلية ورأس مستدق علوي , اذ تمكن (الموسوي ) في جعل كلمة (احب )في بداية نسقه الشكلي والى يمينه ليتبعه مفردة (اهلي ) ثم (الي)ومن بعدها (فاطمة) التي ميزها باللون الاحمر , ولعلنا نتعرف الى جمالية التوازن في النسق الخطي هنا وهو ما اظهره الخطاط في التنظيم بعد ان تجاوز التكوين البنائي في جعل المفردات تباعا بعيدا عن التعقيد او التركيب غير المقروء , حيث نظم مخطوطته بموضوعية عالية وتواصل معنا بعلاماتية ودلالية منجزه , ليرتقي بمعيارين الاول جمالي صرف والاخر ديني الزامي بحديث الرسول الاعظم محمد (ص),هكذا كانت المادة الفنية نظاما مؤثرا وضاغطا على متلقيه ذلك ان الارتباط ارتباط روحي لاينفك ان يكون مجرد ومضة وانما برق ثابت في الارث الاسلامي الخطي والديني , عليه اتجه الخطاط (الموسوي) لبناء داله الخطي مراعيا التوازن في تركيبته الخطية والتوازن في تركيبته الجمالية , ومن جراء اعماله المنتقاة نجد الوقوف عند الاتي : ان اللوحة الخطية مثيرة للعواطف , واحتوائها على الفعل المثير في تسجيل الانتباه والمتعة , كما اعتمد ت الخطية في جليه الديواني على التصاعد باتجاه محدد , فالعلاقة التي دعتنا الى التحليل ماهي الا علاقة الارتباط بمعنى الخط والمخطوطة وماتم انتاجه في شكلانية المخطوطة او مضمونيتها لايرتبط فحسب بالخط وحده وانما بمنهجية خط الجلي ديواني باعتباره وسيلة تثقيف وتشويق ونشر فكري بعد ان وظفه (الموسوي) كاداة فاعلة لنقل العنصر التشويقي المبسط من الظهور واليه , وعبر القراءة النقدية لموضوعات خطية كهذه لابد من مواجهة حقة تفرضها علينا تحديات اللوحة او ماشابه كونها كما اسلفنا محاولة تحليلية تخص جانبا معينا من جوانب القراءة في كونها المعطى البنائي والتفصيلي للجمالية المعرفية وهذا بالفعل ماتطلبه بالفعل تسمية معنى الظاهرة الخطية في خط الجلي ديواني ,بعيدا عن المؤثرات البيئية والاجتماعية او حتى الفكرية , لذا ان مايقدمه (الموسوي)من التركيب الانشائي المتوازن يعد مقاربة تأخذ مداها في المقاربات الخطية من الظاهرة النسقية والاسلوبية الخطية ولاحرج ان مرجعياته كانت مشاهداته لخطوط الاسلاف والمعاصرين مما اوجد ارضية ثابتة للاحساس بالخط عند مواجهته وهذا بوصفه عارض تكافؤي لانعتقد بتحولاته وانما بالتخطيط الارادي في حين اكد الخطاط اولوية الجمال اينما يبحر في اعماله ولاغرابة ان نشير الى تجربة الخطاط طيلة عقود من الزمن انها بداية من ذي قار وانتهاءا بكربلاء وبالتالي هي منظومة معرفية تعكس حب الخطاط لشكلانية الخط ومشقه وتفوضه في الابداع بعد الولوج في الوعي الوجداني ومن هنا يمكننا ان نشير الى ان تجربة الخطاط لن تختلف الا عبر مؤثرات سبق ذكرها كالبيئة وتستمر بوجود البيئة الاختزالية( تجربة الخط وحده) كونها رافدا يستمر مع الخطاط في السعي للابتكار كيفما يراه , ونهاية ان المشاركة الفاعلة للموسوي في ريادة المعارض والمشاركة فيها رفد ابتكاري وتجاربي يقوض المسيرة الفنية ويؤكد فاعليتها الاسلوبية .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حازم السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/09



كتابة تعليق لموضوع : جمالية التوازن في النسق الخطي للجلي ديواني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net