صفحة الكاتب : ماجد شناطي نعمه

مبدأ شرعية العقوبة الانضباطية
ماجد شناطي نعمه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   يقصد بمبدأ الشرعية في القانون الجنائي أن المشرع هو الذي يحدد الجرائم والعقوبات الجنائية وأن القاضي لا يملك أن يوقع عقوبة غير التي حددها وعينها النص ولا أن يقضي في جريمة بغير العقوبة المقررة لها في التشريع فتحديد الافعال التي تعد جرائم وبيان اركانها وتحديد العقوبات المقررة لها من حيث نوعها او مدتها كل ذلك يجب ان يرد صرحة في نص قانون مكتوب يضعه المشرع سلفا وهو ما يعني وجود ارتباط كامل بين كل جريمة على حدة وبين ما يقابلها من عقوبة تناسبها وبذلك تنحصر سلطة القاضي في توقيع العقوبة المقررة بالنص للجريمة المعروضة عليه في إطار الحدين الأدنى والأقصى المبينين في القانون ، أما مبدأ شرعية العقوبة في المجال الانضباطي فإن له مفهوما خاصا يختلف عنه في المجال الجنائي إذ يعني فقط تحديد العقوبات الانضباطية على سبيل الحصر بأن يكون للعقوبة الانضباطية سند في نصوص القانون بمعناه العام ومن ثم يترك للسلطة الانضباطية المختصة حرية اختيار العقوبة الملاءمة للمخالفة الانضباطية من بين قائمة العقوبات الانضباطية المحددة سلفا بالنصوص .
   وحكمة هذا المبدأ واضحة وصريحة وهي إلزام سلطة الانضباط – أيا كانت هذه السلطة – بتوقيع ( العقوبات الانضباطية المحددة بالنصوص على سبيل الحصر) بحيث يمتنع عليها ابتداع عقوبات جديدة خارج نطاق العقوبات المحددة مهما كانت تلك العقوبات ملاءمة مع موضوع المخالفة المرتكبة وذلك لان مهمة سن العقوبات الانضباطية ليس من اختصاصها ولا يتعلق بولايتها ، ولقد نص قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام في العراق رقم 14 لسنة 1991 على قائمة العقوبات الانضباطية التي يجوز توقيعها على الموظفين الخاضعين لأحكامه ، وذلك في المادة (8) منه وحددها بالعقوبات التالية ( لفت النظر والإنذار و قطع الراتب و التوبيخ  و إنقاص الراتب و تنزيل الدرجة و الفصل و العزل) ويترتب على مخالفة هذا المبدأ نتيجة منطقية تتمثل في بطلان القرار الصادر بفرض العقوبة الانضباطية التي لم تحددها النصوص القانونية وذلك لمخالفتها للقانون وبهذا الصدد ذهبت المحكمة الادارية العليا في العراق في قرارها المرقم 487 / قضاء موظفين -تمييز / 2013 في 14 / 8 / 2014 الى تصديق قرار محكمة قضاء الموظفين الذي ابطل قرار الادارة بنقل الموظفة من محافظة بغداد الى محافظة ميسان بعد فرض عقوبة التوبيخ عليها ، ومما جاء في حيثيات القرار قول المحكمة ( ... وحيث ان النقل حصل في صورة العقوبة المقنعة وانه واقع من محافظة بغداد الى محافظة ميسان وهي غير المحافظة التي تسكن فيها المدعية مما يلحق اضرارا جسيمة بالمدعية ، وحيث ان المقتضى القانوني ان يكون جزاء المخالفة الانضباطية هو العقوبة الانضباطية ... وحيث ان دائرة المدعية فرضت العقوبة التي تراها تناسب الفعل الذي ارتكبته المدعية ... فلا يجوز ان تتخذ العقوبة غير صورة العقوبات الانضباطية التي حددها القانون . ذلك ان القانون حدد العقوبات الانضباطية وترك للإدارة حرية تحديد الفعل الذي يقابل هذه العقوبة ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد شناطي نعمه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/28



كتابة تعليق لموضوع : مبدأ شرعية العقوبة الانضباطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net