صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

الحياة بصورة اخرى ... 2
عبد الحسين بريسم

-2-
الفصل الثاني من كتاب الشعراء الصعاليك اعداد وتقديم واختيار النصوص عبدالحسين بريسم
 
 حسين مردان رائد الشعراء الصعاليك
حسين مردان شاعر مهم ومجدد في المشهد الشعري العراقي ويعد الاب الروحي لجميع الشعراء الصعاليك الذين  حذو حذوهه في الحياة المعاشة وكتابة النص الشعري
ديوانه الاول طبع عام 1949 اثار عاصفة من النقد ، واحدث رجة في الاوساط الادبية في العراق وقد حمل عنوان (قصائد عارية) ، امرت الحكومة العراقية بمصادرته عام 1950 ، وتقديم الشاعر الى المحاكم . استمرت المحاكمة مدة من الزمن ، وشكلت لجنة ادبية من كبار الكتاب للنظر فيه . فقررت (إن ماجاء في ديوان الشاعر لايشكل جريمة) ، وعندها قررت المحكمة الافراج عنه . لكن الضجة حول الديوان لم تهدأ ، وظلت الصحف تكتب عن الشاعر وديوانه سنة كاملة .
يطالع حسين مردان قارئ ديوانه بهذه الكلمات :
(اني لاضحك ببلاهة عجيبة كلما تخيلت وجهك العزيز وقد استحال الى علامة استفهام ضخمة .
 واني لاضحك ببلاهة اعجب كلما تصورتك وقد استبد بك الغضب فرميت بكتابي بحنق واشمئزاز وعلى شفتيك المرتجفتين الف لعنة ولعنة .
ولكن ثق انك لاتفضلني على الرغم من قذارتي ، الا بشئ واحد ، وهو اني احيا عاريا بينما تحيا ساترا ذاتك بالف قناع . فنصيحة مني إن لاتقدم على قراءة هذا الديوان اذا كنت تخشى حقيقتك ، وتخاف رؤية الحيوان الرابض في اعماقك).
  .
 
وقصائد حسين مردان ، اثارت المتاعب حوله بدءا من ديوانه الاول ، فقد قضى عمره مابين المنع والمصادرة . فحين طبع قصيدته (اللحن الاسود) في كراس خاص صادرته الحكومة وقدم الى المحكمة ، عام 1951 اصدر كتابه (صور مرعبة) وهو نوع من النثر اطلق عليه الشاعر اسم (النثر المركز) صورفيه حياة الحشاشين ومتعاطي المخدرات ،  ونهاية عام 1951 طبع قصيدته (رجل الضباب) في كراس خاص ، وفي سنة 1952  اصدر رسالته (عزيزتي فلانة) وفي نهاية السنة نفسها اعتقل وقدم للمجلس العرفي العسكري ، فحكم بكفالة على الا ينشر كتابا لمدة سنة ، لكنه لم يتمكن من دفع الكفالة فبقي في السجن . ثم عاد بعد ذلك الى الصحافة والتاليف .
الشاعر حسين مردان المولود في قضاء طويريج في الحلة عام 1927 ،     اصدر بعد (قصائد عارية) ديوانه الثاني (صور مرعبة 1952 ) وهو كتاب من النثر المركز . وفي العام نفسه تسوقه اهتماماته الوطنية الى المعتقل ويحكم عليه بكفالة على الا ينشر كتابا لمدة سنة واحدة ولعجزه عن دفع مبلغ الكفالة المطلوبة يودع السجن .. لمدة سنة وبعد خروجه من السجن عام 1953 اصدر كتابه (الربيع والجوع) على نمط صور مرعبة في نثره المركز . وعام 1955 اصدر (نشيد الانشاد للملك سليمان) من (العهد القديم في الكتاب المقدس) وله ايضا كتاب نثر تحت عنوان (العالم تنور) (والارجوحة هادئة الحبال) الصادر عام 1958 والذي قام برسم لوحاته كل من الفنانين جواد سليم وشاكر حسن ال سعيد وخالد الرحال وفي عام 1959 يصدر حسين مردان كتابه (هلاهل نحو الشحن) هو اقرب للنثر منه للشعر ، وفي عام 1960 اصدر ديوانا من الشعر الحر اسماه (اغصان الحديد) وفي العام 1967 صدر له في بيروت ديوانه الاخير (طراز خاص)   1969  شغل مردان منصب عضو الهيئة المؤسسة لاتحاد الادباء في العراق ثم عضوا فيه الى إن توفي في بغداد عام 1972 .   
 
       
 
 
حياة امير الصعاليك حسين مردان
 
 
 
 بحكم وظيفة والده البسيطة تزامن الشقيقان الفقر وحرفة الادب في حياته منذ طفولته، قال عن نفسه (...في السابعة قرأت عنترة، وفي العاشرة نظمت اول بيت، وبدات امي تضايقني، لابد من الانقطاع عن الادب، وهكذا تركت المدرسة...)
ولضيق ذات اليد مارس مختلف المهن وكان منها عامل بناء، الا ان غربته الوجودية كانت متجذرة في داخل اعماقه (.. كنت اقول لنفسي وانا اضع الطابوق على صدري، ليكن، سأضع رجلي فوق الجميع، وبعد ايام جلست مع الشاعر الرصافي).
التقى في بغداد بجماعة (الوقت الضائع) الذين يشترك معهم باكثر من آصرة، وكان التمرد على السائد والشائع في كل شيء اقوى الاواصر، لذلك كثر انتقاله بين المدارس الفكرية الحديثة، تى انه اعتنق الوجوية في فترة من حياته، وحين التقى باديب الوجودية وفيلسوفها الكبير سارتر في باريس ترك الوجودية اثر ذلك اللقاء، لأنه لم يستسغ اسلوب وطريقة سارتر في لقاء المعجبين به.
 
ولا زال اغرب اهداء كتاب هو الاهداء الذي كتبه لنفسه على الصفحات الاولى من ديوانه (قصائد عارية) حيث كتب (لم احب شيئاً مثلما احببت نفسي، فالى المارد الجبار الملتف بثياب الضباب، الى الشاعر الثائر والمفكر الحر، الى حسين مردان، ارفع هذه الصرخات التي انبعثت من عروقه في لحظات هائلة من حياته الرهيبة. حسين مردان بغداد 26/11/1949).
توفي حسين مردان في بغداد سنة 1972
 
 
 
 اعماله الشعرية والنثرية
 
 
•قصائد عارية ط1 سنة 1949، ط2 سنة 1955، ط3 سنة 2007
•اللحن الاسود بغداد 1950
•صور مرعبة بغداد 1951
•الربيع والجوع بغداد 1953
•اغصان الحديد بغداد 1961
•مقالات في النقد الادبي بغداد 1955
•الازهار تورق داخل الصاعقة 1972
 
 
 
 
 
 
 من قصائد حسين مردان
 
 
 
قصيدة ثدي امي
 
 
آن للحب ان يموت ويفنى
حلمي العذب في بريق السراب
انت من انت، شهوة تتلظى
وجحيم احرقت فيه شبابي
فاذهبي، اذهبي بعيداً فقلبي
لم يعد غير حفنة من تراب
وظلال تغيب شيئاً فشيئا
*****
قد رضعت الفجور من ثدي امي
وترعرعت في ظلام الرذيلة
فتعلمت كل شيء ولكن
لم ازل جاهلاً معنى الفضيلة
فدعيني اعيش وحدي غريباً
بين احلام قلبي المستحيلة
يصرخ الكأس فارغا في يديا
 
كل ما في الوجوه شيء قبيح
وقبيح حبي لهذا الوجود
شربت عمري الليالي ونامت
بين جنبي ثورة معمود
فكرهت الهوى، كرهتك انت
فابحثي اليوم عن عشيق جديد
يصطفيك الغرام عذبا شهيا
*****
يافتاة الضباب لم يبق الا
جسد متعب يحضن المنون
وشفاه زرق عليها بقايا
حلم النار والهوى المجنون
فاتركيني.... لا، لا تعالي فانني
لم ازل عبد شهوتي ومجوني
فكلي كل ما تبقى لدينا
 
 
 
 
=====قمر====
 
 
 
 
قمر
أحلى من السهر
أحلى من الغناء في مضارب الغجر
أحلى من القمر
قمر
حاجبها وتر
وعنقها ثمر
وثغرها مدفأة تقذف بالشرر
وكفها لو مر بالحجر
لأينع الزهر
 
====== لن اتوب======
 
لا لن اتوب: وهل يتوب مفكر 
حر على قول الحقيقة مجبر 
هبني سجنت فلست اول ثائر 
يرمى باعماق السجون ويقبر 
هبني شنقت فلست اول مصلح 
اودت بفكرته حبال تذعر 
اني لالعن من يعيش ببلدة 
يعلو الغبي بها ولا يتفجر 
 
 
===  قصيدة (اللحن الاسود) ===
 
 
 
تهتز من هول اللهيب اضالعي
 
فكأنما بين الضلوع جهنم
 
يامن اكاد اذا التقت بعيونها
 
عيناي يأكلني الحنين الاعظم
 
ما بال وجهك كالحجارة جامدا
 
وعلام ثغرك عابس لايبسم
 
آمنت بالحب الذي في خافقي
 
وكفرت بالحسن الذي لايرحم
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/09



كتابة تعليق لموضوع : الحياة بصورة اخرى ... 2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net