صفحة الكاتب : لجنة الأداء النقابي

تقرير لجنة الاداء النقابى – مايو 2017 ملحق المقالات
لجنة الأداء النقابي

لجنة الأداء النقابي

 ¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬

 

تقرير لجنة الاداء النقابى – مايو 2017

ملحق المقالات

( 3 مايو ) وافق اليوم العالمى لحرية الصحافة فهل نال الصحفيون فى مصر حريتهم ؟  بقلم : على القماش

الى زملائى ب " مجلس الصحفيين " بقلم : اسامة داود

هل يحل اغلاق الفيس بوك المشكلة ؟! بقلم : حنان فكرى

فن صناعة الشائعات بقلم: هالة العيسوى

قتلة عثمان وعلى والمسيحيين! بقلم: عبدالمحسن سلامة   

من اسرار الصحافة والصحفيين .. الصحفى الذى عملت أمه خادمه لصفوت الشريف.. الفريق شفيق وأخلاق النسور بقلم : محمد على ابراهيم

حكايتى مع الفيتورى بقلم : عصام العبيدى

صبرى ابو علم .. وجمال بدوى بقلم : وجدى زين الدين

 

السادة اعضاء مجلس النقابة  ..  عفوالسنا درجة ثانية بقلم : صالح رجب

مطلوب " شاموشى "  بقلم : محمد كمال

صحافة قطعة اللبان بين «المواطن» والسلطان بقلم: أنور عبد اللطيف

أشواك الكلام فى مسائل الإعلام بقلم: محمد شعير

إصلاح الإعلام أمن قومى بقلم: سمير الشحات

مع الإرهاب‏..‏ إعلام يدفن رأسه في الرمال بقلم: جمال زايدة  

عصر أحمد بهاء الدين بقلم: د‏.‏ جلال أمين

الصحافة بداية.. ولا نهاية بقلم: د-أحمد الخميسى

مأزق الصحافة   بقلم : د . وحيد عبد المجيد

واقع الصحف العربية فى دراسة احمد عاطف

قامة شيخ الأزهر.. والأقزام! بقلم: منصور أبو العزم

الخطاب الدينى بين فهم الأزهر ومفاهيم المدَّعين بقلم: أشرف محمود  

ردا على " دراويش " الملك واعداء عبد الناصر : كيف يترك الملك منجم ذهب فى وقت كان فيه ينفق الاموال بسفه على الملذات ؟! بقلم : على القماش

الإعلام الإيجابي.. لكى لا ننسى بقلم: سمير عمر

 

 

( 3 مايو ) وافق اليوم العالمى لحرية الصحافة فهل نال الصحفيون فى مصر حريتهم ؟

بقلم: على القماش

أحتفل العالم فى الثالث من مايو ب" يوم حرية الصحافة " بينما الوضع فى مصر ما بين تصريحات معسولة للمسئولين وبين واقع به أعداد السجناء من الصحفيين ما بين صحفي ومصور، تم القبض عليه أثناء ممارسة عملهم أو من داخل منازلهم أو مكاتبهم،  وحتى مع افتراض الاتهامات الموجهة من جهات الامن فقد قضى كثيرون منهم فترات حبس احتياطي تجاوزت السقف الأعلى المنصوص عليه في القانون ،  ويعاني الكثيرون منهم أمراضا ويحتاج بعضهم لعمليات جراحية عاجلة ترفض إدارات السجون السماح لهم بذلك ولو على نفقاتهم الخاصة في مستشفيات خارج السجون التي لا تصلح مستشفياتها لتلك الحالات  ، ولا تستطيع النقابة سوى توجيه نداءت من وقت لاخر

وإلى جانب الانتهاكات السابقة فقد تكررت أيضا الانتهاكات الميدانية بحق الصحفيين والمراسلين والمصورين الميدانيين أثناء عملهم سواء من حيث الاعتداء البدني أو اللفظي عليهم أو منعهم من التغطيات، أو احتجاز بعضهم لبعض الوقت في مراكز شرطة وشملت حتى الزملاء من الصحف القومية ، كما تواصلت حالات المنع من السفر 

اضف الى هذا احكام بالسجن فى قضايا نشر رغم نص الدستور بايقاف الحبس فى قضايا النشر ومنها سجن الزميل مجدى احمد حسين 8 سنوات فى قضيت ين نشر ، وكلك الحكم على عدد من الزملاء وجارىى استئناف الحكم ، وكذلك قضية الزميل عصام عمران والحكم بحبسة ستة شهور والتى توقفت بالتصالح مع الزند

وحتى الغرامات اصبحت قاسية ولا تقل فى اى قضية عن عشرة الاف جنيه وهو مبلغ قاسى بالنسبة لمعظم الصحفيين ، خاصة مع الاعتماد على لفظ ذكر بالموضوع الصحفى ودون الاعتداد بالمستندات

أما عن حرية تداول المعلومات فرغم النداءات المتكررة لم يصدر بعد .

وفى ذات السياق جاء قانون لتنظيم الهيئات الإعلامية بتعيين  رؤساءها وعددا من أعضائها بما يفقدها الاستقلال الذي ضمنه لها الدستور وبما يجعلها صوتا للسلطة التنفيذية ومنفذة لرغباتها 

بالطبع هناك فروق بين الحرية والفوضى .. ولكن نثق ان من يدافعون عن الحرية بحق هم اول من يطبقون مواثيق الشرف

الى زملائى بـ " مجلس الصحفيين "

بقلم: اسامة داود

قبل الجمعية العمومية الأخيرة لنقابة الصحفيين وإجراء انتخابات التجديد النصفي تقدمت بمقترح لعرضه على الجمعية العمومية لإصدار قرار بضرورة عدم تمتع أعضاء المجلس أو النقيب بأي مزايا من مؤسساتهم تخالف ما كانوا عليه قبل وصولهم إلى مقاعدهم النقابية.

أهمية هذا المقترح تكمن في أنه يحافظ على استقلالية عضو مجلس نقابتنا وعدم انسياقه خلف مصالح شخصية ضيقة قد تؤثر على قراره النقابى

وقد أشرت في المقترح إلى أن مجلس النقابة يشارك في اختيارات أعضاء الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام، بينما نفس الهيئات هي من تتولى اختيار رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء تحرير الصحف القومية وهنا يكون السؤال: كيف لهيئات تتولى اختيار من يشغل المناصب القيادية بالصحف من وسط أعضاء مجلس نقابة يتولى اختيارهم ؟ .

وبمقترحنا هذا لم نكن نزايد على ضرورة استقلالية مجلس نقابة الصحفيين، ولكن مؤسسة مثل البرلمان يقر قانونها في إحدى مواده على عدم جواز تمتع عضو البرلمان بأي مزايا من عمله خلال فترة عضويته.

هنا يكون الالتزام وضمان استقلالية القرار والخروج من دائرة الشبهات والطرق الملتوية وأسلوب قدم "السبت" في تشكيل الهيئات لتحصل على "الأحد" ممثلا في المناصب القيادية بالصحف.

كلي ثقة في أن الزملاء أعضاء مجلس النقابة سوف يدعمون هذا المقترح بترفعهم عن أي ترشيحات لمواقع رؤساء مجالس الإدارات أو التحرير بالصحف القومية

هل يحل اغلاق الفيس بوك المشكلة ؟!

بقلم: حنان فكرى

 خرج علينا بعض نواب البرلمان منذ ايام بمشروع قانون اعلنوا عن تقديمه الى البرلمان .. تمهيد لاقراره .. والمحزن ان اللجنة المكلفة بدراسة محور الأمن القومي ببيان الحكومة في مجلس النواب أوصت في أولى اجتماعاتها بوضع ضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدًا "فيس بوك"، بما يوجه أدائه بحيث لا يؤثر بالسلب على الأمن القومي المصري.!! المحزن ايضا ان تقتصر رؤية لجنة الامن القومى فى البرلمان على توصيات دون اللجوء للخبراء قبل اعلان تلك التصريحات على الراى العام .. وباختصار فان مشروع القانون يتضمن شقين الاول منهما هو تسعيرة جبرية على استخدام الفيس بوك !! وهذا تم الرد عليه عبر وسائل الاعلام المرئية فورا .. بالردود القانونية التى تمنع فرض اية مبالغ او ضرائب او تسعيرة على استخدام الفيس بوك الذى له حقوق ملكية لا يمكن تخطيها .. اما الشق الثانى الذى لاقى هوى فى نفوس البعض هو تقنين الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعى بالبطاقة الشخصية ومنعها واغلاقها اثناء انتخابات الرئاسة !! وللرد على تلك الاقتراحات غير المتخصصة يجب الاستناد الى معلومات الخبراء التى يبدو ان البرلمانيون لم يستندوا اليها فى مشروعهم المزعوم..اولا :اذا اغلقتم الفيس بوك فماذا عن تويتر وماذا عن لينك ان وماذا عن يوتيوب وهانج اوت .. وماذا عن سائر الشبات التى تضم مستخدمين ولا تعرفونها ..واذا ظهرت شبكات اجتماعية جديدة كيف ستغلقونها ام انكم ستشرعون لاغلاق اية شبكة جديدة تنشأ .. هل يمكن اغماض الاعين عن كل ما هو جديد ظنا من البعض ان العزل هو الحل ؟!! ثانيا سبق وتم التقدم بدعوى قضائية من المحامي محمد حامد سالم لأغلاق الفيس بوك وتويتر ورفضتها المحكمة يوم 31 اغسطس.فقرار غلق فيس بوك وتويتر ليس هو الحل لانهاء الشائعات وابعاد شبح الارهاب لان الارهاب قائم فى مصر قبل ظهور الانترنت اصلا.. ولا علاقة له بفيس بوك انما علاقته بالمحتوى الموجود فى العقول .. تلك العقول التى لن تقبل الاحتلال الا اذا كانت ممهدة لذلك. ثالثا : تجربة إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي تمت في عدة دول بدعوى الحفاظ على الأمن القومي ..كالصين وإيران وكوريا الشمالية وبنجلاديش وإفغانستان، وليبيا، وباكستان، وتايلاند ،وكوريا، الجنوبية، وسوريا، وإريتريا، وتركيا وغيرها..وفى الصين اتخذت الحكومة الصينية قرارًا بغلق مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"بلوجر" وخدمة الـ"جى ميل" منذ 2009، لما شهدته البلاد من أحداث عنف بين مسلمي "الإيجور" والشرطة في مدينة "أورومتشي" التي تقع شمال غرب الصين، إضافة إلى مواقع أخرى، كما حجبت السلطات موقع "أمازون"، بسبب بيع الموقع لكتاب ممنوع من النشر فى الصين يتحدث عن الثورات. وذلك من خلال بناء مشروع ما يسمى بجدار نار الصين العظيم أو مايعرف رسميًا باسم مشروع الغطاء الذهبى رغم ضخامة المشروع "الغطاء الذهبي" إلا أنه يتم اختراقه فطبقا لتصريحات الدكتور محمد عبد العزيز الاستاذ بكلية الحاسبات ،والمعلومات بجامعة عين شمس عبر موقع مصر العربية،لم يستسلم الصينيون لواقع الحظر ولم يكتفوا بالمواقع البديلة التى قدمتها لهم الدولة، وظهر ذلك فى الاحصائيات وجاءت الصين في صدارة الدول المستخدمة لموقع التدوين المصغر "تويتر" كما تمكنوا من استخدام برامج "البروكسى" -اى كسر الحواجز دون ظهور لدى مراقبة الدولة - لتغيير "الأي بي" – اى عنوان الدخول فيبدو المستخدم و كانه من مكان غير المكان الذى يتواجد به فعليا- وهذا دليل قاطع على استحالة حجب الإنترنت والتحكم به بشكل مطلق..الخلاصة ان العزل وحجب التواصل عن المجتمع خاصة عن الشباب سوف يؤدى الى نتائج عكسية وخيمة تزيد من الاندفاع تجاه كل ما هو مخفى او ممنوع .. افيقوا يرحمكم ويرحمنا الله

 

فن صناعة الشائعات

بقلم: هالة العيسوى

لم يكد ليل كتابة هذه السطور أن ينتصف إلا وسرت في الوسط الصحفي "تسريبة"‬ عن التعيينات لرئاسة مجلس إدارات وتحرير بعض المؤسسات والصحف القومية. لم يكن مر علي تشكيل الهيئات الصحفية والإعلامية الجديدة المنوط بها اختيار القيادات الصحفية والإعلامية حسب الدستور سوي يومين، ولم يكن أعضاء هذه الهيئات قد حلفوا اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، يعني الوليد لم يكن حصل بعد علي شهادة ميلاده الرسمية. مع ذلك سرت تلك التسريبات أو لنقل الشائعات في أوساط الصحفيين انتشار النار في الهشيم. ورغم أنها كانت تسريبات ناقصة فلم تتناول سوي بضعة أسماء تنتمي جميعاً لمؤسستي الأهرام ووكالة أنباء الشرق الأوسط فقط دون باقي المؤسسات، إلا أن ما شجع علي تصديقها تزامنها مع تصريح منسوب لأحد القيادات الإعلامية الجديدة جاء فيه أن التغييرات الصحفية لن تشمل كل المؤسسات الصحفية القومية بل ستشمل خمس مؤسسات فقط من أصل سبعة.

هذه الشائعة في رأيي - وقد وئدت سريعاً - تضع الهيئة الوطنية للصحافة في حرج بالغ. فإن هي استقرت علي اختيار أحد الأسماء المسربة سيبدو الأمر وكأنه لا سلطة أو ولاية فعلية لها في اختيار القيادات الصحفية وأن الأسماء مقررة سلفاً من جهة أو جهات أخري وكل ما عليها هو التوقيع علي القرار بما يجعلها في أول اختبار عملي لها تبدو كالبصمجية يأتيها قرارها من فوقها أو من يمينها أو من شمالها. وإن هي أرادت النأي بنفسها عن تلك الشبهات والانتصار لصلاحيتها القانونية واستقلال قرارها في اختيار القيادات الصحفية فستضطر لاستبعاد بعض الأسماء المعلنة. في الحقيقة أشفق عليهم فالاختبار الأول أصعب مما كان متوقعاً.

قتلة عثمان وعلى والمسيحيين!

بقلم: عبدالمحسن سلامة   

كان سيدنا عثمان بن عفان من أحب الصحابة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتزوج أبنتى الرسول بعد أن توفيت الأولى فتزوج الثانية، وهو الذى بشره النبى بالجنة والمغفرة، لما قام به من أعمال رائعة وعظيمة لخدمة الدعوة الإسلامية فى مهدها، ومع ذلك أحتجزه الخوارج فى منزله، ودخلوا عليه ومنعوا عنه الماء قبل أن يقتلوه، وهو الذى اشترى بئر «رومة» فى المدينة ليشرب المسلمون منه، ثم قطعوا يديه وقتلوه.

نفس العقلية القاتلة والهمجية هى التى قتلت سيدنا على بن أبى طالب الذى أفتدى رسول الله بنفسه فى مواقف كثيرة، لكن ذلك لم يشفع له عند القاتل الفاجر عبدالرحمن بن ملجم الذى قتل سيدنا على رضى الله عنه اثناء خروجه لصلاة الفجر.

إذا رجعنا إلى الوراء قليلا نجدها نفس العقلية «المنحطة» التى حاولت قتل وصلب سيدنا عيسى عليه السلام رغم كل المعجزات التى آتى بها سيدنا عيسى منذ ولادته فهو الذى كان يشفى المرضى بإذن الله ويبصر الأعمى بإذن الله، وهو الرسول العظيم الذى أرسله الله لهداية الناس، ومع ذلك كان هناك مجموعة من القتلة «الفجرة» الغائبة عقولهم عن الوعى فحاصروه وعذبوه حتى النهاية.

هى نفس عقلية القاتل المأجور انتحاري الكنيسة المرقسية محمود حسن مبارك الذى كان يعمل بإحدى شركات البترول، وقام بتلغيم نفسه وذهب ليقتل أبرياء خرجوا للصلاة فى كنيستهم بالاسكندرية وليس لهم هدف سوى الصلاة والتقرب إلى الله، لكنه لم ينجح فى مهمته الخبيثة فقتل الضباط والجنود الأبرياء الذين يؤدون واجبهم بكل جد وانضباط ليختلط دم المسلمين بالمسيحيين.

بذات الطريقة وبكل الخسة والنذالة قام المجرم ممدوح أمين محمد بغدادى بتفجير كنيسة مارجرجس بطنطا ليقع العشرات من الضحايا الأبرياء اثناء تأدية صلواتهم خاشعين لله رب العالمين.

هذه هى عقلية المجرمين السفاحين على مر التاريخ، فعلوها مع سيدنا عيسى عليه السلام، وفعلوها مع سيدنا عثمان بن عفان، وسيدنا على ابن أبى طالب، وفعلوها فى احداث كثيرة ومتنوعة ثم كانت آخر جرائمهم البشعة ما حدث فى الكنيستين بطنطا والاسكندرية.

تلك العقلية تحتاج إلى ضرورة التصدى لها ومحاصرتها منذ نشأتها الأولي، فلا يجب الصمت عليها حتى تكبر وتنمو، لأنه فى تلك الحالة يصبح من الصعب السيطرة عليها، بل ربما يكون من المستحيل لان الذى يؤمن بقتل نفسه، وقتل الآخرين يستحيل أن يكون له علاج، أما قبل ذلك فان أمر إصلاحه قد يكون ممكنا، وهى البداية منذ النشأة فى المنزل والمدرسة والمسجد.

المصيبة الكبرى أننا نجد أن من بين الارهابيين من هم حاصلين على درجات البكالوريوس والليسانس، ومن هم فى مستويات مادية معقوله، كل هذا يؤكد أن الازمة هى أزمة «تربية» فى المنزل والمدرسة، ولابد ان تكون هناك إعادة صياغة لكل هذه المفردات، وفى القلب منها تجديد الخطاب الدينى لأن دور العلماء هو الأكثر أهمية فى هذا الشأن، فمن آتى هؤلاء القتلة بهذه الفتاوى الضالة، وهل كان مقتل سيدنا عثمان صحيحا؟ ومقتل سيدنا على صحيحا؟!

 

لابد أن يفتح العلماء هذا الجرح النازف وتطهيره من كل التخاريف والأباطيل، وإلا فإن الأمور يمكن أن تزداد تعقيدا وتأزما وتنال من المسلمين. وتسهم فى تشويه صورتهم أكثر مما عليه الآن.

أتمنى أن يقوم المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراره أخيرا بوضع استراتيجية شاملة لاستئصال العنف والإرهاب من التربة المصرية ليقدم نموذجا يحتذى به لكل الدول العربية والإسلامية.

هذه الاستراتيجية تكون لها أبعاد سياسية واجتماعية ودينية وإعلامية واقتصادية وأمنية والبداية لابد أن تكون من المناهج التعليمية فى دور الحضانة والمدارس ثم كل المراحل التعليمية المختلفة. بحيث لا نجد بعد ذلك إرهابيا يحمل درجة الليسانس أو البكالوريوس أو حتى المؤهلات المتوسطة.

أيضا فإن الاستراتيجية لابد أن تتضمن رؤية حول تجديد الخطاب الدينى بالحوار مع مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها العالم الجليل أحمد الطيب. ووزارة الأوقاف ووزيرها محمد مختار جمعة وليس من خلال إسلام بحيرى أو الشيخ ميزو، بحيث تكون هناك رؤية دينية مستنيرة لكل العلماء ولكل من يصعدون على المنابر تؤكد حرمة الدماء وتلفظ كل دعاوى العنف والإرهاب، ولن يتحقق ذلك إلا بالدورات التأهيلية الملزمة لكل العلماء كبيرهم وصغيرهم، وفتح أوسع حوار فى هذا الصدد لنصل فى النهاية إلى تنقية التراث الاسلامى من كل الشوائب والأباطيل.

أما الإعلام من صحف وإذاعات وتليفزيونات فهو الذى يجب أن يكون فى القلب من هذه الاستراتيجية، لأن الاعلام فى كل منزل، ودوره غاية فى الأهمية والخطورة لمحاصرة التطرف والإرهاب، وأعتقد أن دور الاعلام لابد أن يمتد إلى الدراما والأفلام، وأتمنى أن نشاهد مسلسلات هادفة وراقية يتم توظيفها لمحاربة التطرف والإرهاب، وليت الزعيم عادل إمام وغيره من الاسماء الكبيرة تشارك فى تلك الأعمال، وبدلا من أن يقدم محمد رمضان دور البلطجى والسفاح يقدم أعمالا كبيرة ومهمة تحارب الإرهاب والتطرف وتغفر له أدواره السابقة السيئة.

نحن الآن فى لحظة «فارقة» ومهمة فى تاريخ مصر، ولابد أن تكون هناك نهاية لتلك الأعمال الإرهابية الخسيسة، لأن الإرهاب حينما يتمكن من «رقبة» دولة ينهى هذه الدولة، وأمامنا وحولنا الصومال تلك الدولة التى ضاعت منذ عدة عقود ولن تعود، وكذلك ليبيا، والعراق، وسوريا، واليمن، ولذلك فلا بديل أمامنا سوى وحدة الصف والإصرار على اقتلاع الإرهاب من جذوره، ولكن ذلك لن يحدث بالتمنيات والنوايا، وإنما برؤية شاملة يتم تطبيقها الآن ومستقبلا.

لا نريد أن نشتعل حماسا لمجرد وقوع الحادث ثم نهدأ وننسى حتى يقع حادث جديد ـ لا قدر الله ـ وإنما نريد إستراتيجية حقيقية يتم تنفيذها بكل دقة حتى بعد استئصال الإرهاب إن شاء الله.

أخيرا أتمنى أن يكون المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى وأن تكون له صلاحيات عليا تتخطى حدود الوزارات. بحيث تكون قراراته ملزمة للجميع، وهذا هو السبيل الوحيد لنجاحه.

 

من اسرار الصحافة والصحفيين ..

 الصحفى الذى عملت أمه خادمه لصفوت الشريف

الفريق شفيق وأخلاق النسور

 بقلم: محمد على ابراهيم

انت مصر على الاستقالة يا محمد"؟ أجبته نعم يا فندم .. استطرد: لابد أن تحضر اجتماع الغد ويمكن تغير رأيك.

هذا حوار دار بيني وبين الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق الذي احتفظت بصداقة مميزة معه كانت تسمح بالسهر وتناول العشاء في أماكن عامة مع صديقنا المشترك د. زاهي حواس.

كنت قد فاتحته عقب تكليف مبارك له برئاسة الوزراء أنني لن أستمر في رئاسة تحرير الجمهورية لأن التيار عالي وقوي وصعب أسيطر على جريدة ارتدى الجميع فيها رماح وسيوف دون كيشوت وتنكر رئيسها لكل ما فعلته من أجله وبدأ يكتب ضدي في الجريدة واتهمني صراحة أنني سبب 25 يناير .. ارتدى مسوح الثوار في غمضة عين ونسى كل ما فعلته ليتبوأ منصبه حيث كان صفوت الشريف وقتها يلاعبنا ويدخر اسم د.طه عبد العليم لرئاسة المؤسسة.. عرفت وأبلغت الرئيس الأسبق وما أن طرح صفوت اسم طه إلا ورفض الرئيس وتراجع الشريف ليختار من أوصيت عليه ويرغمه مبارك على اختياره، بعد أن كان قد طرح اسم طه أيضا للأهرام لكن الرئيس اختار الدكتور عبد المنعم سعيد.

رد شفيق بغضب: ستقفز من المركب إذن، الرئيس سيغضب جداً .. قلت له الرئيس لن يستمر.

 رد شفيق بغضب: ستقفز من المركب إذن، الرئيس سيغضب جداً .. قلت له الرئيس لن يستمر .. المهم أنني حضرت الاجتماع الذي دعا إليه الفريق مع رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية والخاصة والنقيب الأسبق مكرم محمد أحمد والراحل يحيى الجمل الذي ظهر أنه كان أول من ركب موجة الثورة وأصبح مسئولاً عن الصحافة في غفلة من الزمن.

قال لي علي محرز آخر أمين عام لمجلس الوزراء في عهد مبارك، الاجتماع بدون ترتيب جلوس والفريق يريدك وعبد الله كمال إلى يساره فتحرك الآن .. قلت له أنا جاي أتفرج ولن أتكلم .. رد ماشي لكن نفذ .. جلسنا وكان الجميع بمن فيهم من تمنى نظرة من مبارك أو مجرد السلام عليه يشن هجوماً عنيفاً على نظامه ورجاله .. الجلسة ساخنة جداً والنجوم الإبراشي وخالد صلاح وحمودة وعبد الله السناوي وفريدة الشوباشي انتشوا بصيحات الميدان ومعهم بعض الزملاء من الصحف القومية (باستثناء مجدي الدقاق وعبد الله كمال وكاتب هذه السطور) ينهالون لوما وتجريحاً في مبارك ونظامه ووزرائه ويطلبون عزل وزراء ويضغطون على الفريق الذي كان مرتدياً "بلوفر" أسود بدون رابطة عنقه ويدون ملاحظاته بيده اليسرى.

تخيل رجل يواجه الثوار مبتسماً ويعتدون على اختصاصاته ويطالبونه بالاعتذار لأنه تحدث مع مبارك هاتفياً وأنه قال أنه مثله الأعلى في العمل .. لم تهتز شعره في رأسه .. قبل بكل الغضب وقال الأتي: "اتصلت بمبارك لأطمئن عليه بعد شائعة الوفاة وكان في شرم الشيخ .. نعم قلت أنه قدوة لي في العمل وكان رئيسي وهو أفضل من قاد القوات الجوية .. كما أن حكمه على الأمور عادة لا يخضع لهوى أو صداقة أو استلطاف" .. وتجرأ الجميع عليه حتى من كانوا يتوسلون منه تذكرة سفر أيام كان وزيراً وقالوا له أنت امتداد لمبارك فما الذي تغير .. رد بثبات هذا أول يوم عمل لي وانتظروا أدائي لتحكموا علي بعدها .. لكن الموج كان عالياً .. صافحته بعد الاجتماع وقلت له طبعاً لن أخرج للسهر والعشاء مع رئيس الوزراء.. رد عيب يا محمد أنا لست كذلك .. قبلته فريدة الشوباشي قائلة لا تحزن نحن معك "في قمة التلون والازدواجية".

هذه المقدمة الطويلة سببها ما يثار وأثير عنه في وقت سابق، فمن زعم أنه يخطط لانقلاب أو يخطط للعودة رئيساً .. هؤلاء لا يعرفون الفريق شفيق نسر حرب أكتوبر فقد سألته مرة كم طائرة إسرائيلية أسقطتها في الحرب فرد قائلاً رأيت بعيني خمس طائرات والمراقبة الأرضية تقول أنها 9 طائرات .. رجل دقيق وصريح كالسيف .. لا يلجأ للمباهاة أو التفاخر .. دخل في صراع مع أحد أصدقائي من رجال مبارك المقربين وأصر على انتزاع المساحة التي كان قد خصصها لنفسه من "حرم" الفيلا التي يشغلها، وعندما سأله الرئيس الأسبق رد: القانون يا فندم.

صديقي الراحل عبد الله كمال كان مستشاراً لحملته الانتخابية التي نجح فيها رئيساً للجمهورية وطلب مني الانضمام له، قلت له "أنا مطارد من الإخوان وأحاكم أمام الكسب غير المشروع وانضمامنا أنا وأنت للفريق سيؤثر سلباً عليه .. أنت تتحمل الضغوط أفضل مني .. استمر أنت وإذا احتجت شيئاً مني لن أتأخر" .. هذا النسر من جيل أكتوبر وهو بالمناسبة جيل لم يعرف مكاسب مادية أو عينية بعد الحرب .. رجال حقيقيون تعلموا أن خدمة البلد أمانة .. من أجل هذا قبل رئاسة الوزراء رغم أنه كان يمكن أن ينضم لثوار الميدان مثل أعضاء المجلس العسكري أو يمسك العصا من النصف مثل وزراء يخدمون مع السيسي الآن وكانوا مع مبارك.

هو الوزير الوحيد الذي ترك منصبه كوزير للطيران في حكومة نظيف محمولاً على الأعناق من موظفي وزارة الطيران ومصحوباً بالدعوات الصالحات من القلب .. كثيراً ما زرته في مكتبه وكنت أرى القسوة التي يتعامل بها مع مرؤوسيه ومع ذلك مازال حبه محفوراً في قلوبهم فهو أنجح وزير طيران بشهادة العالم كله وطور المطارات المصرية كلها، وهو الوحيد الذي كسب قضية ضد مصر في التحكيم الدولي المعروفة باسم "فلاش إير".

أقول لكم بثقة تامة فيه بعد صداقة 25 عاماً، هذا الرجل لا يتآمر.

هذا النسر لا يمكن أن يحلق في سماء مصر الآن بعد أن أصبحت ملبدة بالغيوم والغبار الذي يحجب الرؤية .. رضي طائعاً مختاراً بظلم تلاميذه رغم علمهم بأن قضيته مفبركة ومركونة في الأدراج من قاضي ينتمي للجماعة المحظورة وتمت إقالته إلى أن أغلقت القضية مؤخراً ورفع اسمه من قوائم الترقب.

أقول لكم بثقة تامة فيه بعد صداقة 25 عاماً، هذا الرجل لا يتآمر .. لو أراد النزول للقاهرة سيعلن قبل إقلاع الطائرة ولو قرر خوض الانتخابات لن يتوارى أو يخشى شيئاً .. اتركوه في حاله ولا داعي للشائعات والتشويه المتعمد خصوصاً وأن الذين اختاروا تفجير الفبركة الآن معروف من يحركهم ولماذا يفتعلون ذلك الآن .. التاريخ القذر للصحفيين الذين يتولون تشويه شفيق حالياً معروف .. لا أريد أن أفضح اسم والدته التي عملت عمرها كله خادمة في منزل صفوت الشريف .. الفريق ليس مريضاً بالزهايمر كما تشيعون فذاكرته مثل الحديد .. بالمناسبة يستطيع لو أراد أن يكشف أسراراً مذهلة عمن يهاجمونه لكنه يحجم لأنها لا تتفق مع أخلاق النسور والفرسان .. اتقوا الله في شفيق .. وإذا كان المسئولون عن الصحافة الآن راضين عن "أقذر" من أمسك بقلم والذي عمل في تسهيل وجلب الفتيات لرئيسه، فهذه المهنة انتهت ولن ينفع فيها "لجنة" أو "هيئة" .. لا 

 

 

حكايتى مع الفيتورى

بقلم: عصام العبيدى

قبل 25 سنة من الآن.. ذهبت الى الاستاذ عبداللطيف المناوى.. وكان مديرا لمكتب مجلة «المجلة» السعودية بالقاهرة.. وهى التى تصدر عن مؤسسة الشرق الاوسط السعودية.. وقدمت له نفسى قائلاً: 

اسمى عصام العبيدى.. وأعمل صحفياً بـالوفد.. وأريد أن أعمل معك فى المجلة لأحسن دخلى.. وليس لدي أى واسطة لك.. إلا عملى.. فيمكن لسيادتك اختبارى !!

 فانبهر الرجل بطريقة تقديمى لنفسى.. وبساطة حالى ومظهرى.. والذى لا يخفى ثقة مفرطة فى النفس !! 

 وهنا قدم لى قصاصة صغيرة من الورق.. وقال لى هذا أول وأصعب اختبار..فالشاعر السودانى الكبير محمد الفيتورى.. موجود فى القاهرة.. وسيسافر صباح غد الى لندن.. إذا نجحت فى عمل «حوار» معه.. فأنت معنا من الآن !!

 وهذا هو رقم غرفته فى النيل هيلتون.. ونبهنى الى أن هذا التكليف هو أول اختبار لى.. وجواز عبورى الى المجلة !

 وهنا طلبت الفندق.. وأبلغتهم برقم الغرفة.. وبعد قليل جاءنى صوت شاعرنا الكبير.. وبمجرد أن طلبت منه إجراء الحوار.. حتى قال استحالة يا ابنى.. فيومى كله مشحون.. وسأغادر القاهرة صباح الغد.. وليس لدى دقيقة واحدة لكى امنحها لك

. هنا لم أجد بدا من أن أصارحه.. بالتحدى الكبير الذى وضعنى فيه «المناوى».. وأننى فى أشد الاحتياج المادي لهذه الفرصة التاريخية.. وقلت له بلهجة أقرب للتوسل:

«أرجوك لا تضيع منى هذه الفرصة.. وأنا سأكون فى انتظار لقائك حتى لو كان الموعد فجراً.. أو عند منتصف الليل !!»

ففوجئت بالشاعر الإنسان يقول لى بلهجة أبوية حانية.. خلاص نلتقى الساعة الحادية عشرة مساء.. فطرت من الفرح.. وشكرته بحرارة.

 وقبل الموعد المحدد بساعة كاملة.. كنت أجلس فى استقبال الفندق انتظارا للموعد السحرى، الذى جاءنى كهدية من السماء.. وقبل موعدى بربع ساعة صعدت اليه فى غرفته.. وعاملنى الرجل بإنسانية وكرم ولطف لم أشاهد مثلهم.. إلا عندما تعاملت مع الأديب العالمى نجيب محفوظ.. رحمة الله عليه.

 المهم أننى قضيت فى صحبته حوالى ساعة ونصف الساعة.. وأجريت معه حوارا مطولاً..وكشفت فيه عن أمور كثيرة فى حياته.. ورؤاه فى الشعر والأدب عموما.. وشكرته بكل حب وغادرت الفندق بعد منتصف الليل!

 وخرجت من الفندق.. وأنا أشعر بأننى أحمل بين يدى كنزا غاليا.. وركبت ميكروباص الى سكنى.. الكائن بإحدى المناطق النائية بحلوان.. وتناولت طعامى البسيط.. ولم اذق طعم النوم حتى انتهيت من اعداد الموضوع.. أو «تبييضه» بلغة أهل الصحافة..وبذلت فيه مجهودا خرافيا.. حتى يكون فى أحسن صورة.. أليس هذا الحوار هو جواز عبورى لـ«جنة» المجلة

وما ان طلع النهار.. حتى طرت أسابق الريح لمقابلة الاستاذ المناوى.. والذى اندهش بشدة بمجرد أن سلمته الموضوع..وطالع عناوينه..وعلق بكلمة واحدة!!.. هايييييل

 وكانت هذه الكلمة وكأنها فتحت لى ابواب السماء بعد ذلك..ونشر الحوار على خمس صفحات من المجلة..بالاضافة لصورة كبيرة لشاعرنا العظيم على غلافها..وهنا فوجئت بالمناوى يصرف لى مكافأة تعادل خمسة أضعاف مرتبى الشهرى فى «الوفد».. فطرت من السعادة.. وسرت على قدمي من مقر المجلة بجزيرة العرب فى المهندسين.. حتى جريدتى «الوفد» بالدقى من فرط سعادتى.. ومن ناحية أخرى خوفاً من امتداد يد نشال ابن حلال للثروة التى فى جيبى!!

 بل إن هذا النجاح الذى حققته فى هذا الاختبار.. جعل «المناوى» يعاملنى ماديا معاملة خاصة.. لأنه أدرك دأبى ومجهودى.. وحرصى على التجويد فى عملى.. مما أثار حقد الكثيرين من الزملاء بالمجلة !!

 ومن هنا.. بدأت بينى وبين «المناوى».. علاقة إنسانية لم تنته حتى الآن.. ولعلى الوحيد الذى أنصفته بعد أن تعرض لظلم فادح فى ماسبيرو.. عندما كان يعمل رئيساً لقطاع الأخبار.. وتحديت الجميع من أجل إنصافه.. وقلت فى مقال شهير..لو ان ثوار التحرير..قدروا الخدمة العظيمة التى قدمها عبداللطيف المناوى.. لإنجاح الثورة لأقاموا له تمثالا من ذهب بميدان التحرير.. فقد أذاع البيان الأول للجيش.. والذى أعلن انحياز الجيش للشعب.. وكان بمثابة ضوء أخضر للثوار حتى يتقدموا ويكملوا المشوار.. أذاعه «المناوى» على مسئوليته الشخصية.. دون أن يبلغ عصابة الحكم بمحتواه.. ولما ثاروا عليه ثورة عارمة.. وأرسلوا له قراراً من مبارك بإقالة المشير طنطاوى.. رفض «المناوى» إذاعته.. وسلمه للقوات المسلحة.. فأخفوه.. ويعلم الله لو انحاز «المناوى» لعصابة الحكم وقتها.. لأجهضت الثورة وماتت فى مهدها..خاصة فى وجود شلة الشيطان التى أحاطت بمبارك!

 المهم تمضى الأيام.. ويتقدم بنا العمر.. لكننا أبدا.. لا يمكن أن ننسى أفضال الناس.. ومن قدم لنا يد المساعدة ونحن فى بداية الطريق.. نعانى من قسوة الفقر..وعناء الكفاح.. ووعورة النحت فى الصخر.. حتى أكرمنا الله من وسع فى نهاية المطاف.. وقرب وصول قطار العمر لمحطته الموعودة!

< واليوم.. وأنا أطالع خبر وفاة شاعرنا الكبير.. محمد الفيتورى لا أملك إلا أن أترحم عليه.. وأذكر فضله علي فى اجتياز أصعب اختبار صحفى.. وأنا فتى صغير.. أحبو فى بلاط صاحبة الجلالة.. أتمسك بأهداب الأمل.. وأصارع بشر.. هم الى الوحوش أقرب.. لم يرحموا ضعفنا.. ولا قلة حيلتنا.. ناسين الحكمة التى تقول من لا يرحم.. لا يرحم !!

 رحمك الله أيها الشاعر «الإنسان».. وغفر لنا جميعاً.

 

صبرى ابو علم .. وجمال بدوى

بقلم: وجدى زين الدين

 

فى  13 إبريل عام 1997، كتب أستاذى الجليل الراحل الكاتب الكبير جمال بدوى مقالاً فى جريدة «الوفد» بمناسبة ذكرى رحيل الوزير الوفدى صبرى باشا أبوعلم، ويطيب لى بعد عشرين عاماً من نشر هذا المقال الرائع أن أعيد نشره مرة أخرى بمناسبة مرور سبعين عاماً على رحيل «صبرى أبوعلم» أحد زعماء حزب الوفد وفيما يلى مقال جمال بدوى:

فى مثل هذا اليوم رحل أحد أقطاب الوفد الذين أعطوا دون أن ينتظروا الثمن. إنه قطب الوفد ووزير عدله مرات عديدة وسكرتيره العام الكبير: محمد صبرى أبوعلم.

ففى مثل هذا اليوم رحل سكرتير عام الوفد بعد أن حمل الأمانة فى فترة من أخطر فترات العمل السياسى المصرى.. تولاها والحرب العالمية الثانية تهدد أمن الوطن وقوات الألمان  والطليان تدق أبواب مصر، وطائرات المحور تدك مدنها الرئيسية.

وجاءت حكومة الوفد عام 1942 لتنقذ البلاد من أزمة سياسية خطيرة.. ووسط هذه المخاطر تولى الرجل مسئولية وزارة العدل لينفذ سياسة الوفد العظيمة فى حماية القضاء وليحفظ هيبة القضاة ويبعدهم عن أي سلطة تنفيذية.. وقدم الراحل الكبير صبرى أبوعلم هدية  الوفد الكبرى للقضاة.. ألا وهى قانون استقلال القضاء الذى أصدرته حكومة الوفد فى يوليو 1943.

وجمع صبرى أبوعلم بين منصبه الوزارى ومنصبه الحزبى.. فعمل بجانب زعيمه مصطفى النحاس سكرتيراً عاماً للوفد، فكان خير الوزير ونعم الحزبي الملتزم بمبادئ وفده

. وسيذكر التاريخ السياسى المصرى لصبرى أبوعلم انه أمسك بدفة الوفد فى فترة من أخطر فترات الحكم فى مصر.. تلك الفترة التى شهدت حكومات الأقلية المتعاونة مع القصر الملكى. تلك الفترة التى تلت إقالة القصر لحكومة النحاس باشا فى أكتوبر 1944 فى اليوم التالى لتوقيع النحاس لميثاق الجامعة العربية!!

واستطاع الوفد فى هذه الفترة الحاسمة من تاريخ مصر أن يقود النضال السياسى وتم تكوين اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التى جسدت وحدة النضال الوطنى... ونجح صبرى أبوعلم سكرتير عام الوفد فى تكتيل قوى الوفديين فى كل مكان متحدياً بذلك بطش حكومات الأقلية ابتداء من إسماعيل صدقى الى أحمد ماهر وإلى النقراشى تلك الحكومات التى جاءت لتبطش بالوفد وقياداته.

وليس هناك خلاف فى أن صبرى أبوعلم من موقعه بالوفد مهد لعودة الوفد الى الحكم فى يناير 1950 بأغلبية كاسحة لم تشهدها أى انتخابات ديمقراطية فى تاريخ مصر السياسى.

وعندما يمر شباب اليوم فى شا رع صبرى أبوعلم بوسط القاهرة ربما لا يعلمون كثيراً عن صاحب هذا الشارع لأن هؤلاء عاشوا للأسف وسط نظام كانت من مهامه الأساسية غسيل عقل الأمة ومسح ذاكرتها.. ولكن جاء الوقت لكى يعرف شباب اليوم من هم هؤلاء القادة وفى مقدمتهم: صبرى أبوعلم سكرتير عام الوفد.

وبعد رحيل أبوعلم جاء فؤاد سراج الدين ليحمل الراية، ويتحمل المسئولية كسكرتير عام للوفد، ليكمل المسيرة ويؤكد أن الوفد هو حزب الأمة بكل طوائفها.. ويقود حركة النضال السياسى الوطنى بجوار زعيمه الخالد مصطفى النحاس لتعيش مصر أزهى فترات عمرها السياسى والاجتماعى

. وتجىء حكومة الوفد فى يناير 1950 لتعلن الحرب ضد بطش القصر الملكى ومؤامراته  وتقود النضال المسلح ضد الاحتلال.

<< رحم الله صبرى أبوعلم ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين وجمال بدوى وكل رجال حزب الوفد الوطنيين الذين ضمهم الثرى، جزاء ما قدموا للوطن من تضحيات كبيرة.

 

كرسي في الكلوب

السادة اعضاء مجلس النقابة.. عفوا لسنا درجة ثانية

بقلم: صالح رجب

مجلس في مجلس النقابة المنتخبين حديثا بسبب قانون يسمح لصحفيين لم يحصلوا علي اكثر من ١١ % من أصوات الناخبين في الجمعية العمومية للصحفيين ان يكونوا اعضاء بحجة ان القانون يلزم المجلس ان يكون تشكيله به ستة صحفيين لم يمضوا بالنقابة ١٥ سنة بالتالي اصبح علينا ان ندفع الثمن وان يضم المجلس ستة ليس لديهم الخبرة والقدرة علي الادارة حتي ان احدهم الذي يتفاخر بأنه سافر لإسرائيل لزيارة القدس رغم حصوله علي ٦٠٠ صوت الا انه نجح رغم وجود شيوخ بالمهنة حصلوا علي اكثر من الف صوت والحجة انه شاب صغير حسب القانون

 المهم يا سادة ان جريدة ام القري السعودية أرسلت للنقابة دعوة لثلاثين صحفي لزيارتها وأداء فريضة العمرة ولان اكثر من نصف اعضاء مجلس النقابة شباب في مقتبل عمرة لم يكون نفسه ويفتقد الخبرة ويريد تكوين مصادر سواء معنوية اومادية او تشملهم التعينات الجديدة في رئاسة مجالس وإدارات الصحف القومية لذلك قرروا ان تكون الرحلة بالقرعة ولكنها قرعة خاصة جدا وليست ككل قرعة فهي أيها السادة تنقسم الي عدة اقسام الاول الصحف القومية اصحاب التكتلات الانتخابية وهؤلاء قرعة خاصة بعدد كبير وأربعة مقاعد لاعضاء مجلس النواب مكافأة لهم علي اختياراتهم في الهيئات الوطنية للاعلام والصحافة وما تبقي فيخصص لابناء البطة السوداء او الدرجة. الثانية التي تضم الصحفيين من الصحف الخاصة والحزبية والمستقلة وبدون قرعة لأربعة من اعضاء مجلس النقابة لتكملة الوفد ونحن أيها السادة لسنا فئة ثانية بل ان من بيننا من هم أكفأ منكم الف مرة كما اننا لم ولن تتلقي الرشاوي من مجلس النواب ولهذا فنحن جميعا نرفض هذه القرعة بل ونرفض وجودكم يا مطبعي الصهاينة وموعدنا في المحكمة الدستورية لابطال هذا القانون المعيب القائم علي التميز وانا واثق أنكم بعد إلغاء هذا القانون سوف تذهبون الي الأماكن التي تستحقونها اما السادة اعضاء المجلس المعرض فلنا معهم وقفة اخرى

مطلوب " شاموشى "

 بقلم: محمد كمال

قبل النقطة – بنقطة عن الفارق بين الحرية الإعلامية و الديمقراطية .. بعض الزملاء في الحقل الإعلامي المرئي والمسموع والمكتوب يسيرون في اتجاه مستقيم دون الوقوف في اشارات تشغيل العقل او حتى المنطق بل و لايكترون للتداعيات السلبية الرهيبة التي تنجم عن تحليلاتهم واصدار آرائهم من باب ” انا الأعلم بما يدور على الساحة ” لمجمل القضايا التي تمر بها بلادنا دون وازع وطني او حتى أدلة دامغة فيما يفتون فيه وهو امر جعل الكثيير من المصريين يهجرون شاشاتهم وصحفهم واذاعاتهم ليقعوا في فخ وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تعج بالأكاذيب والشائعات ما جعل من بعض ما يعملون في هذا المجال الاتجاه الى وظائف أخرى أكثر واقعية ومصداقية !! – النماذج ” مرطرطة” في مكاتب العلاقات العامة و الإعلام في العديد من الجهات الحكومية و القطاع الخاص .. لتقديم الاستشارات !! وتيجي تسأل أحدهم أنت بتشتغل إيه ؟ مستشار .. إعلامي ؟ 1 – لو بتدور على شغل ممكن تكون ” سندباد ” .. اليوم فقط آخر موعد ؟ ترغب الشركة الأميركية ( ثيرد هوم) في تعيين شخص للسفر حول العالم براتب 10 آلاف دولار شهريًا فيما وصفتها الشركة بـأفضل وظيفة على الكوكب . وتعد «ثيرد هوم» شركة عقارات فاخرة وناديا للسفر حيث يمكن لأعضائه عرض منازلهم الفاخرة الشاغرة لتبادلها مع غيرهم خلال العطلات. وستتطلب تلك الوظيفة شخصا ذا مهارات كتابية وإدراك لوسائل التواصل الاجتماعي من أجل عيش حياة السفر الفاخر لمدة ثلاثة أشهر لأهم مواقع تأجير الشركة ونشر تجربته. ونشرت الشركة الإعلان عن الوظيفة من خلال صفحتها على «فيسبوك» . وللتقدم لتلك الوظيفة : يجب إرسال فيديو من دقيقة واحدة يصف فيها المتقدم لماذا هو الأفضل لتلك الوظيفة ويشترط الطلاقة في تحدث اللغة الإنكليزية وضرورة الابتكار وأن يكون لدى الشخص جواز سفر سار على أن يكون آخر موعد للتقدم للوظيفة اليوم. .. 2 – جرت العادة تسمية المنجد الخياط المحترف بإسم ” شاموشي ” : نشر الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة البريطانية إعلانا ذكر فيه أن الملكة إليزابيث الثانية تبحث عن خياط جديد للأثاث الموجود في بعض قصور العائلة. وجاء في الإعلان: “المرشح للمنصب الجديد سيحصل على راتب سنوي قدره 22 ألف جنيه استرليني بالإضافة إلى المكافئات وراتب تقاعدي ويتوجب عليه خياطة وتنجيد الأثاث والستائر الموجودة في كل من قصر باكنغهام وقلعة وندسور وقصر سانت جيمس.. .. الخياط الجديد يجب أن يكون طموحا بما فيه الكفاية ليستطيع صنع أشياء جميلة تحمل الفرحة للأجيال القادمة. ( من كان منكم ” شاموشيا ” – يتقدم ) 3 – هل ممكن أن تشتغل ” دجاجة ” ؟ بعد أن أمضى أسبوعين داخل نحت مجوف لدب وأسبوعا داخل صخرة بدأ الفنان الفرنسي أبراهام بوانشيفال أحدث مغامراته وهي الرقاد على بيض الدجاج. وسيحاكي الفنان البالغ من العمر 44 عاما دجاجة بالرقاد على عشر بيضات داخل حاوية زجاجية واستخدام حرارة جسده حتى تتم عملية الفقس. ومن المقرر أن تستغرق المحاولة ما بين 21 و26 يوما وكان ابراهام – ” سأصبح بشكل عام دجاجة ” آخر السطر: ” التعبيط ” لا ” العبط ” .. أثبتت الدِّراسات أنَّ للعناق فوائد كبيرة خاصة بين الزوجين فهو يساعد على تعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة والأمن ويدفع الجسم للتخلص من الاكتئاب والتوتر.

 

صحافة قطعة اللبان بين «المواطن» والسلطان

بقلم: أنور عبد اللطيف

من وحى العنوان الهابط لـ (هاشتاج لأحد المواقع الالكترونية) فى توصيف فعل خروج الرئيس السيسى من مؤتمر القمة العربية الـ 28 فى أثناء إلقاء حاكم قطر كلمته بقوله (السيسى ..... تميم) أكتب مدليا بدلوى فى ردائة التعبير و مستوى الأداء الصحفى الذى يفرض تحديات أمام نقيب الصحفيين الجديد ومجلسه قبل أن يفكر فى توفيق أوضاع صحفيى المواقع الإلكترونية لضمهم إلى نقابة الصحفيين . وقد يقول البعض ما شأننا وما تنتجه المواقع الالكترونية؟ 

أقول: صحيح إن الخطر لم يأت هذه المرة من صالات تحرير تٌمنع من دخول النقابة بسبب غياب العدالة وازدواجية فى المعايير والمحاسبة ـ ولكنه جاء نتيجة تسرب المضمون الهابط عبر «هاشتاج» موقع صحفى مسئول عن صحيفة تخضع لقانون النقابة وميثاقها الأخلاقى. 

وإنتاج هذه المواقع محل جدل عالمى ، فمنذ سنوات حضرت مؤتمرا لمناقشة مستقبل الصحافة المطبوعة والإجابة عن سؤال مجلة «الإيكونوميست» بعنوان «من قتل الصحيفة؟» وألقت المجلة فيه المسئولية كاملة على مواقع التواصل الاجتماعى والفيسبوك، وكاد رئيس تحرير صحيفة «الباياس» الإسبانية يصرخ خلال المؤتمر: هل سنترك منظومة القيم لصالات تحرير يسيطر عليها مجموعة من الصبية والمتطوعين هل نترك الثقافة وتشكيل عقول الناس للهواة أم نأخذ بيد الصحفيين المحترفين ليستعيدوا دورهم؟‏!‏ 

واستشهد الرجل بأن مواقع «الفيسبوك» والتواصل الاجتماعى وقتها ضخمت حملات تسويق قطعة لبان لفظتها الحسناء الأمريكية «بريتنى سبيرز» وصل سعرها فى مزاد إلكترونى إلى ‏14‏ ألف دولار‏..‏ فأصبح هذا الرقم خبرا للصفحات الأولى فى الصحف الورقية! 

فرد عليه وقتها «إيزيو مايور» رئيس تحرير صحيفة «لاريبابليكا» الإيطالية قبل أن تنجح حملته التى كان يقودها ضد بيرلسكونى لنشره صورا ساخنة مع عشيقاته صغيرات السن ، وقال يا سيدى إن الإعلام الجديد هو سر صمودنا، ولا نعيش دون حماية منه! 

حدث هذا قبل أقل من عشر سنوات وقبل أن يتعاظم دور شبكة الإنترنت فى الصحافة الغربية ‏ كوسيلة لنشر المحتوى الصحفى ثم استخدام الصحف لها كوسيلة لنشر محتوى خاص بالتفصيل أو بالاختصار، صحافة يحررها الصبية والمواطنون العاديون تصنع من موضوعات تافهة‏ قضايا مصيرية‏ وتصف قضايا مصيرية جدا بلغة هابطة, والآن امتد هذا الهبوط عبر خيط سرى اسمه صالات التحرير المدمجة التى تسرب المضمون غير المسئول عبر نسخها الورقية، وبعد أن كان المطلوب هو وضع دستور أخلاقى وميثاق شرف صحفى للصحف الورقية وملزم للمواقع الألكترونية الراغبة فى الانضمام للنقابة انتقلت عدوى الانفلات من المواقع الالكترونية لتصبح أخبارا وقضايا وغذاء يوميا لترويج الصحف الورقية. وبعد أن كان المعقل الأخير عندنا للقيم والتقاليد فى الصحف الورقية التى تتصدرها المؤسسات القومية الحارس على قيم الدولة والراعى الأمين لوحدتها ومصالحها القومية العليا ، كما أن لهذه المؤسسات دورا فى برامج التنمية سواء بتنبيه الحكومة إلى مواطن الخطر وتقويم اعوجاجها أو تسويق برامجها أو بتوفير فرص عمل لبعض الخريجين، فوجئنا بأن الدولة أو من يمثلها يضع ودنا من طين وأخرى من عجين لأوضاع حياة الآلاف من رعاياها ولما يجرى داخلها بل ووصل الأمر بأن يعتبر ممثل المالك أن مجرد النظر فى أمر المؤسسات منة واحسانا و«بنصرف عليها» وليس ردا للجميل ! 

وبدلا من أن تكون الإجابة عن السؤال الذى أثارته «الإيكونوميست» منذ سنوات «من قتل الصحيفة» هى إنه التحدى الذى تفرضه التكنولوجيا وكيفية الاستفادة من النشر الالكترونى فى تطوير المحتوى وخطوط الانتاج، وأن صحافة المستقبل يجب أن تكون مثل الكتاب الأنيق الممتع الذى تقرأه على مهل فى بيتك أو فى العمل وليس مجرد أشياء تافهة تتصفحها وتلقيها بسرعة‏ قبل أن تضبط متلبسا بها, تكون الإجابة على أن قاتل الصحف هو الجمود والإهمال والمصير الغامض الذى يكتنف مستقبلها ومصداقيتها واضطرار بعض العاملين فيها للعمل بعقلية مزدوجة، فهو مسئول عن «شفت» فى صحيفة لها أصول وقواعد جامدة صباحا وهو فى المساء صاحب قرار فى «موقع» متحرر من ضغوط الحياة وضغوط المعايير والقيم بعد الظهر ! 

منذ أكثر من 50 سنة قال الأستاذ خالد محمد خالد فى كتاب بعنوان «أزمة الحرية فى عالمنا» إن الصحافة المؤممة هى إلى حد كبير تخضع لسلطة الدولة الأمر الذى يجعل الصحفى يتلفت حواليه عشرين مرة قبل أن يكتب كلمة أو ينشر خبرا أو يحرر نقدا، وما زالت هذه العلاقة الشائكة هى التى تحكم العمل قبل أن تفد إلينا «صحافة المواطن» الذى صار كل من يملك جهاز محمول يملك مؤسسة صحفية متحررة من قيود السلطة أو السلطان. 

وفى ظنى إنه إذا استمرت هذه الحالة فى النظر إلى أوضاع الصحافة والإعلام القومى بشكل عام, فحتما لن نعيش حتى يكون مصيرنا مثل مصير العديد من الصحف الكبرى الأمريكية التى فقدت مصداقيتها بعد فشلها فى معركتها السياسة فى مواجهة الرئيس ترامب الذى فرض عليها أن تلهث ـ ولا تزال ـ وراء بوستاته وتويتاته ، بل سنخطو بخطى متسارعة نحو النهاية التى بدأت تباشيرها فى مشوار الهبوط بالوصف الشائن الذى ورد فى الهاشتاج ، ولو مر دون حساب ووقفة حتما سننقرض مثل الديناصورات ـ كما قال «فيليب ميلر» فى كتابه «الصحيفة المختفية» ـ وأن آخر نسخة مطبوعة سيتداولها القراء ستكون فى أبريل عام‏2040.‏!

 

أشواك الكلام فى مسائل الإعلام

بقلم: محمد شعير

بالنسبة لي.. يبدو هذا الكلام مشيا فى طريق الأشواك.. فمن الصعب أن تختلف - فى العلن- مع زملاء وأصدقاء.. ومن الخطر أن تخالف - فى الاتجاه- مسيرة جماهير غاضبة.. هى مخاطرة إذن أو مغامرة.. ولكن لا بأس.. فالأشواك حقا قد تدمي.. لكنها أيضا قد توقظ وتنبّه.

هذه واقعة عرفتها.. ففى يوم إعلان وزارة الداخلية بيانها، الذى كشفت فيه اسم الانتحارى مفجر الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، كان أحد الصحفيين يجلس داخل مبنى «ماسبيرو»، فى انتظار الظهور كضيف فى برنامج يبث على الهواء، للتعليق على تطورات الأحداث الجارية. وبالرغم من أن موعد البرنامج كان بعد ساعة كاملة من إعلان البيان المهم، إلا أن الصحفى فوجئ بعدم تناول الموضوع من الأصل فى «سكريبت» الحلقة. سأل صاحبنا عما إذا كان سيتم التعديل وفقا للتطور الجديد، لكن أحد القائمين على البرنامج ردّ عليه - نافيا- بحركة «تشويح» بيده، وابتسامة صغيرة ممتلئة بالإحباط!.قد يبدو هذا الكلام صادما.. لأن 60 دقيقة بالنسبة للإعلام هى كافية لأن تقوم فيها ثورات.. وليس فقط أن يحلل خلالها إعلام الدولة حدثا مهما أعلنته جهة رسمية فى الدولة!.. لكن المسألة - بالنسبة لي- ليست مفاجئة الآن.. لماذا؟!.أعرف «أهل ماسبيرو» جيدا.. ولى بينهم زملاء وأصدقاء وأحباء.. وأعرف أن بعض البرامج يكون مطلوبا منها أن تتقدم كل أسبوع لإدارة القناة بقائمة الموضوعات التى ستتناولها.. وبذلك قد تضطر إلى مناقشة قضايا.. كانت هى الأبرز.. ولكن خلال الأسبوع السابق!.أعرف «أهل ماسبيرو» جيدا.. وأعرف أن عوامل عديدة تكبّلهم رغما عنهم.. البعض منهم استمرأ الحال.. فصار هؤلاء «موظفين» بدرجة «إعلاميين».. وأعرف أيضا آخرين.. يشتاقون إلى الإصلاح.. ويتمنون أن تجتمع بهم الهيئة الوطنية الجديدة للإعلام.. لتستمع إلى رؤاهم وشكاواهم.. لأجل «ماسبيرو» لا لأجل أنفسهم.بالنسبة لي.. «ماسبيرو» فى الإعلام هو مثل «الأهرام» فى الصحافة.. كلاهما بيت للخبرة الإعلامية والصحفية.. مهما واجههما من عقبات أو اعتراهما من مشاكل.. فالحل هو الإصلاح لا الهدم.. «ماسبيرو» مثل «الأهرام».. مثل «الأهرامات» فى مصر.. أفنهدم «الأهرامات» لأن ساحتها تحتاج إلى التنظيف من الملوثات؟!.على أى حال.. كل الوقائع تلك الليلة بعد بيان وزارة الداخلية كانت كاشفة أيضا.. ففى المقابل.. كان إعلاميون فى الفضائيات الخاصة قد سابقوا الحدث.. وساهموا فى صنع الخبر.. غيروا خرائط برامجهم بل مواعيد بثها ذاتها.. ونزلوا بأنفسهم لإجراء اللقاءات مع أهالى الإرهابيين.. ولكن.. ما فعلوه أثار غضب الجماهير!.. لماذا؟!.اشتعلت الجماهير غضبا.. واعتبرت أن هؤلاء الأهالى مسئولون عما حدث لأن الإرهابى تربّى وسطهم.. أو لأنهم لم يبلغوا عنه.. وأنه كان لا بد من العنف معهم.. ليس فقط من جانب الإعلام.. بل الشرطة أيضا.. لتحقيق الردع!.

بدا ذلك بالنسبة لى ضربا من الجنون.. فقررت أن أسير عكس اتجاه الجماهير الغاضبة.. لأقف فى مواجهتها صارخا بأعلى صوت قائلا.. أنتم متطرفون.. أنتم بذور الكراهية فى أرض الجنون.. تدّعون العقل والفهم وما أنتم عاقلون أو فاهمون.. لا أدرى حقا من أخاطب منكم.. إذ كيف تخاطب من جعل غضبه حاكمه ثم راح يغدق علينا بحكمته؟!. 

بالدين - فى المجتمع المتدين بطبعه- نجد فى القرآن الكريم أنه «ولا تزر وازرة وزر أخري» (الآية 164 من سورة الأنعام)، وفى العهد القديم نجد أنه «وإن حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه. أما أنت فقد خلّصت نفسك» (حزقيال إصحاح 33 عدد 9).. فكل إنسان مسئول عن تصرفاته وحده. وبالقانون - فى المجتمع الذى يكره القانون بطبعه- نجد أن هناك عقوبات محددة بالنسبة لمن يخفى أو يتستر على مجرم، ولو كان ذلك قد ثبت بالنسبة لأولئك الأهالى لما انتظرت السلطات توجيهات خبراء الـ «سوشيال ميديا» بضرورة محاكمتهم. 

وبالسياسة - وهى هنا شديدة الأهمية- نجد أن الرسالة الأهم هى أن أهالى أى إرهابى وعائلته وقريته، سيكونون أول الضحايا لفعله، دونما أى تنكيل بهم، ولكن من خلال نظرة المجتمع لهم.. لماذا لم يفكر السادة الخبراء فى «الإطار الاجتماعي» الذى سيحيا هؤلاء الأهالى محاصرين داخله أبد الدهر؟!.. هذا الكلام ليس دعوة أبدا للتعاطف معهم.. لكنه تفسير للرسالة المرجوة وإعمال للعقل.. فالدول تخطط وتحارب وتحاكم.. وليست عصابات تثأر!. 

وبالسياسة أيضا، فإن كشف التفاصيل عن شخصيات الإرهابيين وعائلاتهم تظهر لنا أعداءنا وبيئاتهم وحاضناتهم.. فيكونون عدوا مرئيا معروفا أمامنا.. بما يقطع الطريق أيضا على بيانات «داعش» الكاذبة.ولكن.. كل ما سبق لا يمنعنا من السؤال.. لماذا تم الترتيب مع القنوات الخاصة فقط دون التليفزيون المصرى للقاء أهالى الإرهابيين؟!.. قد يقال إنها القنوات الأكثر مشاهدة.. وسنقول إنه لو تم عرض هذه اللقاءات وغيرها من الحوارات المهمة على التليفزيون لارتفعت مشاهدته شيئا فشيئا.. فهل تكون مسألة إصلاح العلاقة بين «تليفزيون الدولة» و«أجهزة الدولة» هى أولى مهام الهيئة الوطنية للإعلام؟.. يبدو السؤال مؤلما.. لكنه الواقع الذى لا بد أن نغيره. 

أخيرا أقول.. برغم اضطراب الخطى وتفرق السبل.. فإننا نتمسك بالأمل.. فالأشواك حقا قد تدمي.. لكنها أيضا قد توقظ وتنبّه.. ولا بديل لإدراك السبيل عن الأمل.. ذلك هو شعاع النور الذى يضيء الطريق.. به نتخطى الأشواك.. ونتجاوز الأوحال أيضا!.

 

إصلاح الإعلام أمن قومى

بقلم: سمير الشحات

قل لى ولا تخش الملامة، هل سيادتك مبسوط وسعيد بما يقدمه الإعلام المصرى هذه الأيام؟ هل مازلت تتابعه كما كنت تفعل فى الماضى القريب، بل والبعيد؟ لو كان ذلك كذلك فلماذا هذا الإقبال المتزايد يومًا بعد يوم من الجمهور على قنوات النوستالجيا والزمن المفقود، مثل ماسبيرو زمان، والكلاسيكيات، بل وقنوات ال «هِشّك بِشّك» إياها؟

إنك ولا شك سوف تفاجئك حالة الإعجاب والانبهار تلك التى يحدثك عنها زملاؤك فى العمل كل صباح بما شاهدوه فى تلك القنوات القديمة، وسترى من يسألك مفاخرًا: شفت الأستاذ العقاد بالأمس وهو يتحدث إلى المذيعة اللامعة ليلى رستم؟ أو من يقول لك: يا سلام على أغانى الزمن القديم، لعبد الحليم، والست، وفريد، وفوزي.. طيب هل رأيت الكاريوكا مع شكرى سرحان فى «شباب امرأة»؟.. يا عينى على التمثيل.. سيبك انت.. حاجة تانية خالص! 

لا تقل لى إن هذا الإعجاب عائد فقط إلى الحنين إلى كل ما هو قديم، أو أن أعيننا ملت الألوان فاشتاقت إلى الأبيض والأسود، أو أن الناس زهقت من حديث المشكلات والمصاعب والآلام فراحت تبحث عن نسمة أمل ينهبونها نهبًا من روائح الزمن الفائت.. لا، بل إن هناك ما هو أهم من هذا كله، ألا وهو أن إعلامنا المعاصر فشل فى الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم، فإن سألتنى عن السر قلت لك: ابحث عن « المهنية». 

دعنى أسألك: هل حدث ورأيت المطربين والممثلين ولاعبى كرة القدم (بتوع زمان) هم الذين يقدمون البرامج.. أم أنهم كانوا دائمًا على مقاعد الضيوف وتحاورهم كوادر إعلامية نابهة مدربة تعرف متى تتكلم ومتى تصمت؟ افتح سيادتك التليفزيونات كل مساء فماذا سوف تشوف؟ يا للعجب، لقد انقلبت الآية فصار الفنانون هم مقدمو البرامج، فلمن تركوا الفن وسنينه يا تري؟ 

 

الأصل فى منطق الحياة أن نرى العربة وأمامها الحصان وليس العكس، أما الحادث الآن، فهو أن العربة هى التى تجر الحصان بينما الحصان البليد الكسول هو ما يتم شده ويبرطع. سيقولون لك: وفيها إيه؟ فيها يا حضرة أن الأصل فى الأشياء أن يقوم بكل عمل المتخصصون فيه، وليس أى كائن من كان حتى لو كان عبقريًا. فما أسباب ما يجرى عندنا بالضبط؟ 

هناك تعليلات ثلاثة، أولها أن ثمة رغبة من المتحكمين فى الإعلام فى ترييح أنفسهم والبعد عن المشاكل. وستجدهم يقولون لك: يا عم.. أدمغتنا وجعتنا من المشكلات والهموم والأعباء اليومية المتراكمة.. فهيا بنا نضحك. لكن هل صحيح أننا بتنا نضحك أكثر؟. 

التعليل الثاني، هو أن الإعلام بات متهمًا بأنه يثير اليأس فى النفوس، ويشعل غضب الغاضبين من أوضاعهم الصعبة، ولكى يتخلص من تلك التهمة الشنيعة، راح يغرقنا فى التسلية الممجوجة، والبرامج «العبيطة»، والتبسيط المخّل، فإذا بالناس يهربون إلى فيديوهات المواقع، وتفاهات الفيسبوك، وشائعات المغرضين.. يعنى جئنا نكحلها فأعميناها ! 

فأما التعليل الثالث، وهو فى اعتقادنا حديث إفك كاذب، فهو أن «الدولة عاوزة كده». والرد بسيط على هذا الافتراء: لو أنها حقًا عاوزة كده فلماذا إذن سارعت بتشكيل هيئات الإعلام الجديدة وراحت تنتظر منها إصلاح المشهد الإعلامي؟ لو أن الدولة فعلًا راضية عن هذه النوعية من الإعلام لما سمعنا مسئوليها يجأرون بالشكوى كل ليلة وكل يوم من حالتنا الإعلامية البائسة، حتى أصبح الكثير من مسئولى الحكومة يهربون من الظهور فى الإعلام، إما خوفًا أو قرفًا . 

لا يمكن لدولة ناضجة نابهة، تسعى إلى إقامة المشروعات الكبري، وإلى إصلاح المائل فى واقعنا البائس، أن يكون هذا مسعاها، لسبب بسيط، هو أنها هى من سيدفع الثمن فى النهاية. 

 

أين المشكلة إذن يا أبا العُريف؟ صدق أو لا تصدق.. إنها فى منظومة إعلامنا كلها، وما لم نسارع إلى لجم هذا التدهور، ووضع لوائح جديدة ذكية وحداثية تقوم على كوادر حقيقية واعية ودارسة، والتوقف عن ترك الأمر للهواة، أو لأصحاب المصالح الضيقة، أو للذين جاءوا إلى مواقعهم بالمجاملات والواسطة، فسوف يزداد الأمر سوءًا، خاصة أن الزمن لا يقف عند أحد، وما الحياة إلا تحد واستجابة، فإن لم نسارع إلى الاستجابة لمنطق التطور.. فسنتعب أكثر وأكثر. 

الإعلام يا سادة ليس سهرة ليلية يرقص على وقع هزات بطنها الناس ثم يذهبون إلى النوم هانئين، بل هو أمن قومى وسمعة بلد، ولم يعد من المقبول أن ترفع الحكومة يدها عن إصلاحه بحجة أن المشكلات كثيرة (والحكومة ها تعمل لكم إيه ولّا إيه). وعلى فكرة..الكرة الآن فى ملعب الدولة، ومن يحسب أن ترك الإعلام للإعلاميين أنفسهم يفعلون ما يشاءون مخطئ فى حق وطنه. 

والمتحججون بأن الحرية تقتضى رفع الدولة يدها عن كل شيء واهمون، فليست تلك هى الحرية أبدًا بل هى الفوضى فى أوضح تجلياتها، وأخطر أنواع الفوضى هى الفوضى الإعلامية، لأن الإعلام هو ما يشكل وعى الجماهير، فكيف ستبنى أسس دولة قوية محترمة والمذيعون وضيوفهم يشتمون بعضهم بعضًا ليلا ونهارا؟ اسمعوا علشان نجيب من الآخر؛ إن بناء الدولة المصرية الحديثة لن يكتمل بدون إصلاح العمودين الأساسيين لها، وهما التعليم والإعلام.. وبدون ذلك لا معنى لأى إصلاح اقتصادى أو اجتماعى.

 

مع الإرهاب‏..‏ إعلام يدفن رأسه في الرمال

بقلم: جمال زايدة  

هذا هو الواقع‏:‏ إعلام يدفن رأسه في الرمال الا القليل ممن يحافظون علي معايير المهنية والنزاهة والموضوعية‏..‏ ولنبدأ بالمشهد الحالي بالغ الخطورة‏:‏ فضائيات دينية تبث سمومها في وجوه الناس صبحا ومساء بلا تدقيق حول هوية المتحدثون وهل هم مؤهلون للحديث في المسائل الدينية أم لا‏..‏ وهل هناك احتياج الي مثل هذه القنوات من أساسه أم لا‏.‏

لقد شاهدت في مدينة الانتاج الإعلامي بحكم ترددي عليها نشأة الكثير من القنوات الدينية بعد25 يناير2011 رسالتها نشر التعصب وكراهية الآخر.

وفي الريف طلبت أحد الفنيين لضبط إرسال القنوات الفضائية ورجوته بشكل محدد أن توضع القنوات الإخبارية كلها بالانجليزية والفرنسية والعربية علي رأس القائمة ثم قنوات الأفلام الأجنبية والعربية.. فوجئت بعد رحيله انه وضع علي رأس القائمة حوالي20 قناة دينية تطل منها وجوه مكفهرة تنطق بالتعصب ونفي وإنكار الآخر.. فهذا يعني أن تشكيل العقل والوجدان لدي الملايين من المصريين يتم بطريقة خاطئة.

في الريف ميكروفونات عملاقة فوق المساجد تبدأ عملها بشكل فيه عنف صوتي بدون مراعاة للأطفال النائمين والمرضي من كبار السن.. من أقنع هؤلاء أن الدعوة للصلاة تتم بهذا الشكل.. وهل يوجد من رجالات الأزهر أو الأوقاف من يقنع هؤلاء أن الإسلام دين محبة وسلام وهدوء وأن بلال مؤذن الرسول كان لديه صوت جميل وهو يرفع الآذان من علي المسجد.. هل هناك من هؤلاء من يقنع من يضعون أربعة ميكروفونات علي مسجد صغير ليس من الإسلام وأن الدعوة للصلاة تتم بلطف ومحبة!

هل يمكن للهيئة الوطنية للإعلام أن تنظم عمل هذه القنوات الفضائية وأن تضع ضوابط لها وهل سيكون لديها من الوسائل العملية ما يمكنها من تنفيذ ما تري أنه الصواب لحماية المجتمع من التعصب والكراهية!

 

أما القنوات العامة فيسودها قدر كبير من عدم المهنية علي المستوي الفني فلا قدرة علي متابعة الحدث بموضوعية ولا عرض لوجهات النظر المختلفة ولا اعتماد علي الصورة في التغطية الإخبارية.. انه أعلام الحشد والتعبئة بامتياز.. هذا ما اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة.. الدولة الراعية والحارسة للإعلام.. عدنا أكثر مما كنا.

هذا عن الفضائيات.. ماذا عن الصحافة المطبوعة التي تشهد أزمة كبيرة بسبب المواقع الالكترونية والسوشيال ميديا؟

الصحافة المطبوعة في أزمة بسبب قضية الملكية وطالما استمر الوضع علي ما هو عليه.. لا أمل في تطوير المهنة وسوف يوصم دائما بأنه إعلام الدولة.. التحرر من هذه الصيغة ليس صعبا.. هناك خيار ملكية العاملين للصحف.. هناك خيار طرح الملكية في شكل أسهم علي الجمهور العام بالبورصة.

أما المواقع الالكترونية فتطرح تحديا حقيقيا أمام المهنة.. هناك انطلقت حرية التعبير إلي أخر مدي.. والمنع والقمع لن ينفعا للسيطرة علي الإعلام.. غرف الأخبار أصبحت في الفضاء الافتراضي وللأسف أفرادها ليسوا أعضاء في نقابة الصحفيين.. النقابة أصبحت مقصورة فقط علي العاملين في الصحف المطبوعة أما غرف الأخبار التي تشكل القلب الحقيقي للصحافة فلا تحظي بأي تنظيم. أما عن مواجهة الإرهاب عبر الإعلام فلا أدري كيف سيقوم المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام بمواجهته.. هل يطرح علينا أي من أعضاء هذه المجالس والهيئات تصورا واضحا متكاملا للمواجهة!

 

عصر أحمد بهاء الدين

بقلم: د‏.‏ جلال أمين

فى هذا الأسبوع يحتفل أصدقاء أحمد بهاء الدين، الكاتب الكبير الراحل، ومحبوه الكثيرون، بالذكرى التسعين لمولده.

 

لم يكن فى ظروف نشأة أحمد بهاء الدين أو تعليمه ما يدعو إلى توقع هذا المستقبل الباهر، ولكن حدث غير المتوقع لحسن الحظ، فظفرنا بهذه الموهبة التى كان لها أثر نادر المثال فى الصحافة والثقافة المصرية.

اجتمعت لأحمد بهاء الدين مجموعة من الصفات التى يندر اجتماعها، أهّلته لأن يكون كاتبا مؤثرا ومحبوبا، ومفكرا سياسيا يتوافر لديه ترتيب صحيح للأولويات، ومعلقا حكيما وبليغا على مختلف الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية، ومتابعا دءوبا لما يجرى فى العالم من أحداث ذات أهمية لما يحدث فى مصر والعالم العربي.

كان له أسلوب فى الكتابة، رشيق يتسم بالوضوح والبساطة، يصل مباشرة إلى عقل القارئ دون التواء أو حذلقة، ويسمح للكاتب بأن يقول كل ما عنده فى أقل عدد من السطور، ولكن يتوافر له أيضا التعاطف مع قضايا مجتمعه الأساسية، فيدرك أهمية العدالة فى توزيع الدخل، والديمقراطية السياسية، وكذلك المزايا التى يمكن أن يحققها العرب من التوحد، أو على الأقل التعاون فيما بينها، كما كان له ذوق رفيع فى تقييم الأعمال الثقافية والفنية، وشجاعة فى التعبير عن رأيه فى هذه الأعمال. لم يكن ضميره يسمح له قط بأن يكتب أو يقول ما يخالف اعتقاده. ربما سكت أحيانا على مضض ولكن لا أعرف له مثالا واحدا كتب فيه ما يخالف ضميره من أجل الحصول على مكسب من السلطة أو من أصحاب النفوذ.

كان اجتماع هذه الصفات الطيبة فى شخص واحد صدفة سعيدة بلا شك، ولكنى أميل أيضا إلى الاعتقاد بأن هذه الصدفة السعيدة لم يكن من الممكن أن تحدث فى أى عصر.

 

كان «عصر أحمد بهاء الدين» عصرا مناسبا لظهور هذا الرجل، رغم ندرة اجتماع هذه المزايا فى شخص آخر، لقد ولد بهاء فى أواخر العشرينيات من القرن العشرين، وتوفى فى أوائل التسعينيات، فهو لم يكمل السبعين عاما. شهد فى حياته (مع اختلاف درجة الوعى بالطبع) عصر إسماعيل صدقى والنحاس، والكفاح الوطنى من أجل الجلاء، وتأميم قناة السويس، ونمو حركة الإخوان المسلمين حتى مقتل النقراشى وحسن البنا، وفرح الناس بقيام حركة الجيش فى 23 يوليو 1952، وأعمالها الأولى المجيدة التى استحقت من أجلها وصف الثورة، شهد تفاؤل الخمسينيات وأوائل الستينيات، ثم إحباط أواخر الستينيات ونكوص الثورة على أعقابها فى السبعينيات والثمانينيات. كانت الظروف تسمح له بتولى رئاسة تحريرة مجلة واعدة (صباح الخير)، قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، واستطاع أن يجعلها، بسبب ما له من ثقافة ومواهب، مجلة ناجحة فى الوصول إلى «القلوب الشابة والعقول المتحررة»، كما وصفت المجلة نفسها عن ظهورها. ولكن المدهش هنا كيف كان عقدا الخمسينيات والستينيات بالفعل عصر «القلوب الشابة والعقول المتحررة». لم يكن هذا الوصف ينطبق فقط على مصر فى ذلك الوقت، بل كان يصلح أيضا لوصف حالة العرب بصفة عامة، بل وكثيرا أيضا من الأمم الأخري، سواء من المتحررة حديثا (كالهند والصين)، أو الدول التى كانت تعيد بناء ما دمرته الحرب فى أوروبا، كان عصرا متفائلا شهد عبد الناصر فى العالم العربي، ونهرو فى الهند وسوكارنو فى إندونيسيا ونيكروما فى غانا، وديجول فى فرنسا، وكيندى فى الولايات المتحدة، وخروتشوف فى الاتحاد السوفيتي. لا يمكن الخوض الآن فى محاولة لبحث عن تفسير ما حدث من تراجع فى الطموحات منذ السبعينيات أو أواخر الستينيات، ولكن أحمد بهاء الدين شهد مع من شهد صعود هذه الطموحات خلال ربع القرن التالى لانتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان لأبد أن تفجر هذه الظروف طموحات ومواهب كثيرة كان من بينها طموح ومواهب أحمد بهاء الدين.

 

من القصص الطريفة التى تروى عن أحمد بهاء الدين أنه فى فترة اتسمت بالاتجاه البوليسى فى عهد جمال عبد الناصر، ومن ثم اشتداد بعض الحركات المعارضة لنظامه، أشار البعض على عبد الناصر بأنه قد يكون من الحكمة اعتقال بهاء الدين من بين المعتقلين، بسبب ما يبدونه من معارضة، فرفض عبد الناصر قائلا: إن أحمد بهاء الدين «مخه كده»، بمعنى أنه ليس عنصرا فى تنظيم يخشى منه على النظام، ولا تحركه طموحات شخصيته، أو غيرة وطنية بل يعبر فقط عما يعتقده، وهذا النوع لا يهدد نظام الحكم.

وقد كان أحمد بهاء الدين كذلك بالفعل، «مخه كده»، بأحسن معانى هذه العبارة: يكتب ما يقوده إليه تفكيره الحر لصالح الوطن، وليس طموحات إلى الاقتراب من السلطة أو تحقيق ثروة.

لم يكن ممكنا فى رأيى أن يعجب رجل من هذا النوع بما فعله أنور السادات فى السبعينيات، مما أطلق عليه بهاء نفسه وضعا لا يزال يتردد حتى الآن فى وصف تلك الفترة وهو «انفتاح سداح مداح»، أى انفتاح على العالم الخارجى دون ضابط أو تعقل، بما فى ذلك فتح أبواب الاستيراد لدرجة تهديد الصناعة الوطنية التى بنتها مصر فى الستينيات، فلما اشتد هذا الاتجاه وظهرت صعوبة أو استحالة وقفه، قبل بهاء عرضا من الكويت لرئاسة تحرير مجلة شهرية ثقافية، بعد أن كان رئيسا لمجلس إدارة ورئيس تحرير أكبر وأهم صحيفة يومية مصرية، وظل هناك حتى ظهر بعض الأمل فى أن يوضع حد أو بعض الضوابط على هذه السياسة بتولى حسنى مبارك الحكم فى أوائل الثمانينيات، فعاد بهاء إلى مصر يكتب يومياته فى الصحيفة التى تركها، إلى أن تبين أن التدهور قد أصاب المنطقة العربية كلها إلى درجة قيام العراق بغزو الكويت فى 1990، وهى بالضبط السنة التى وقع فيها بهاء مريضا لعدة سنوات انتهت بوفاته.

 

بدأ أحمد بهاء الدين إذن حياته المهنية فى سن مبكرة فى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، كاتبا فى مجلة محترمة، وإن كانت قليلة الانتشار (الفصول)، ثم شهد وعبر عن الآمال العربية الكبيرة وطموحاتها فى الخمسينيات والستينيات، ثم انزوى فى ركن ثقافى فى السبعينيات، ثم تراوح بين اليأس والأمل فى الثمانينيات، قبل أن يستبد به اليأس ويتوقف عن الكتابة فى أوائل التسعينيات.

لم تجتمع لبهاء فقط مجموعة من المواهب النادرة، ولكنه أيضا استخدم هذه المواهب فى التعبير عن تقلبات العصر الذى شهده، وطموحاته ونكساته، فأصبح من الممكن جدا، ربما أكثر من أى كاتب آخر، أن تتخذ كتاباته سجلا وافيا لتطورات هذا العصر.

الصحافة بداية.. ولا نهاية

بقلم: د.أحمد الخميسى

يقول الشاعر العظيم رسول حمزاتوف: «من خرج يفتش عن الحقيقة حكم على نفسه أن يبقى دائما فى الطريق». وأظن أن الكاتب الصحفى ينتمى لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة فيظلون دوما على الطريق.

يبدأ الصحفى صغيرا ثم يكبر، لكن ما حدث معى كان العكس تماما، فقد بدأت وأنا رئيس تحرير مرة واحدة، ولأننى أنا من منحنى هذه الصفة فإنها لم تدم وقتا طويلا.

كان ذلك حين خطر لى وأنا فى العاشرة من عمرى أن أصدر مجلة، فاشتريت كراسة صغيرة من «كراريس المدارس» وسجلت على غلافها «مجلة اليوم»، وكتبت تحت اسم المجلة بعناية بالغة «رئيس التحرير فلان الفلانى»، ثم وهو الأهم: «الثمن قرشان». فى عام 1960 كان «قرشان صاغ» ثروة لأى صبى.

قمت بعد ذلك بكتابة المقالات، ولم يكن المقال يزيد على عشرة أسطر بخط متضخم، ولأننى لم أر مجلة يحررها كاتب واحد باسمه من الجلدة إلى الجلدة قررت أن أغير اسمى من مقال لآخر. فرغت من العدد الأول ووقفت عند باب شقتنا أسلم العدد لكل قريب ساقه سوء حظه إلى زيارتنا، ثم أقف أمامه حتى ينتهى من القراءة فى لحظة فأطالبه بالقرشين بكل ثقة، وأيضا بالعدد لأنه ليس لدى سوى هذه النسخة! بسبب المجلة أوشك أقاربنا أن يكفوا عن زيارتنا، فتعرضت صحافتى إلى الرقابة والمصادرة حين منعتنى والدتى من إصدار عدد آخر! هكذا بدأت رحلتى مع الصحافة يسيرة دون مشقة.

فيما بعد التحقت بالعمل فى مجلة الإذاعة والتليفزيون وكان مقرها يقع فى شارع المبتديان فى مواجهة دار الهلال، ثم انتقلت للعمل مع الكاتب الكبير يوسف السباعى فى منظمة التضامن، وكانت تصدر مجلة اسمها «لوتس»، وكنا ثلاثة نعمل معا: أنا والشاعر أمل دنقل، وأحمد فؤاد نجم، لكننا لم نكن نداوم على الذهاب إلى أن استدعانا السباعى ذات صباح، وهدد بفصلنا إن لم ننتظم فى الحضور، فقال له أحمد فؤاد نجم: «لكن إن فصلتنى هذه المرة فستصبح المرة الثالثة التى تفصلنى فيها يا يوسف بك»! فاستغرب السباعى قائلا: «وإيه يعنى؟». فقال له نجم بما حباه الله من سرعة بديهة: «فى هذه الحال سنحتاج إلى محلل لكى أعود إليك»! وانفجر السباعى ضاحكا وصرفنا نحن الثلاثة يائسا من انتظامنا.

وظلت الصحافة حتى ذلك الوقت مفهوما مطاطا بالنسبة لى، إلى أن وقعت على كتاب «الصحافة حرفة ورسالة» لسلامة موسى الصادر عام 1963، فغير نظرتى إلى الصحافة وجعلنى أدرك أن دور الصحفى هو بالضبط كما قال رسول حمزاتوف «البحث عن الحقيقة والبقاء دوما على ذلك الطريق».

وتتعرض معظم مقالات الكتاب لوضع الصحافة المصرية فترة الاحتلال الإنجليزى، وكيف أن سلطات الاحتلال أغلقت ما بين 1920 و1930 أربع عشرة جريدة كان يصدرها عبدالقادر حمزة لمعارضتها الاحتلال، ويضرب سلامة موسى مثلا بالتعطيل المتعمد للصحافة الوطنية وذلك حينما اشترى لجريدة البلاغ ماكينة طباعة بسبعة آلاف جنيه فأوقف إسماعيل صدقى عملها حتى باعتها الجريدة مرغمة بأبخس ثمن. ومع أن الكتاب تأريخ للصحافة قبل ثورة يوليو، إلا أنه يحدد فى خطوطه العامة دور الصحافة فهى: «عين الشعب على الحاكمين.. التى تعين الأخطاء وتفضح الخيانات وترتب المسئوليات»، ويضيف موسى: «يجب على الصحفى الشريف أن يشتبك وألا يبالى بما يؤدى إليه هذا الاشتباك إلى التورط فى الحبس أو الوقوع فى الاضطهاد.. إذ عليه أن يتحمل كل ذلك باعتباره جزءا من حرفته بل من شرف حرفته».

ثم ينتقل مبكرا إلى الربط بين الصحافة والأدب قائلا: «إن الصحفى العظيم، كما أحب أن أكرر القول، هو الذى يرفع الصحافة إلى الأدب.. والصحافة كالشعر والأدب والفن..». وهو الرأى الذى عبر عنه الروائى العظيم جابريل ماركيز حين اعتبر أن الصحافة تقع فى نطاق الأدب. وما زالت نظرة سلامة موسى صحيحة جديرة بالإحياء والتذكير، خاصة ونحن على أعتاب الثالث من مايو المقبل حين يحتفل العالم كله بيوم حرية الصحافة، وبدورها، وكتابها، وأقلامها، ومفكريها، وتضحياتها، وقد قطعت طريقًا طويلًا نسبيًا فى الكتابة الصحفية، وتعرضت- كما قلت من قبل- للمنع والرقابة حين أوقفت والدتى صدور مجلة «اليوم» حرصا على أقاربنا، وكتبت بعد ذلك على مدى ثلاثين عاما فى صحف مصرية مختلفة وفى عدد من المجلات العربية، لكنى ما زلت إلى الآن أتهيب الكتابة فى كل مرة أمسك بالقلم، وأشعر أننى أخرج وأنضم إلى الكثيرين «بحثا عن الحقيقة» وأن هذه الرحلة مسئولية ضخمة يتجدد الشعور بها مع كل كلمة وفاصلة ونقطة، خاصة حين يمتد وراء الصحفى تاريخ صحافتنا المصرية الطويل بكل ما ينضوى تحته من مواقف مشرفة دفاعا عن الحرية والوطن والتطور.

مأزق الصحافة

بقلم: د . وحيد عبد المجيد

مازال إغلاق صحيفة «السفير» يثير جدلاً فى الأحاديث البيروتية رغم مرور نحو شهرين على توقفها عن الصدور.سمعتُ فى بعض الجلسات، خلال زيارتى لبنان قبل أيام، جانباً من هذا الجدل حول الرواية الشائعة التى تفسر إغلاق «السفير» بعدم قدرتها على توفير الموارد المالية اللازمة فى ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة وانخفاض معدلات التوزيع. وهناك روايات أخرى أقل انتشاراً تدور حول خلافات داخل عائلة مالكها الصحفى الكبير طلال سلمان بشأن طريقة إدارتها.

غير أن الرواية المتعلقة بالأزمة المالية وصعوبة معالجتها تظل أقوى، وخاصة حين نذكر أن هذه الأزمة كادت تؤدى إلى إغلاق الصحيفة أكثر من مرة فى السنوات الأخيرة. وفى كل مرة كان هناك جدل بشأن تفسير استمرارها بعد أن بدت قاب قوسين أو أدنى من الإغلاق.

ولكن قضية «السفير» ليست إلا جزءا من أزمة عامة تواجه الصحافة الورقية المطبوعة فى العالم كله، وليست فى منطقتنا وحدها، بعد التغيير الجوهرى الذى أحدثته ثورة الاتصالات فى أنماط الحياة. بدأت الأزمة، أو مقدماتها، بتطور البث التليفزيونى من الأرض إلى الفضاء. وأصبح كل ما يحدث فى أرجاء المعمورة فى متناول مشاهدى القنوات الفضائية بشكل فورى. ولكن الأهم من ذلك أن الإعلام انتقل من عصر الكلمة إلى عصر الصورة بجاذبيتها وسحرها، حيث أصبحت صورة واحدة أكثر تأثيراً من آلاف الكلمات

. وازدادت الأزمة عندما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى فرصة لكل شخص أن يكون «صحفياً» ينقل الخبر بالكلمة والصورة، ويُعلق عليه، ويتفاعل معه. وفى كثير من الأحيان يسبق أشخاص عاديون الصحافة الورقية المطبوعة فى نقل أحداث يتصادف وجودهم فى مسرحها، ويستخدمون كاميرات هواتفهم المحمولة فى التقاط صور فورية لهذا الحدث أو ذاك. كما أتاحت الثورة الرقمية إمكانة إنشاء أعداد لا تُحصى من الصحف الإلكترونية بتكلفة أقل جدا، وقدرة أكبر على المتابعة والتحديث لحظة بلحظة، الأمر الذى دفع معظم الصحف الورقية إلى تأسيس مواقع إلكترونية.

ولكن رغم أن أزمة الصحافة الورقية تبدو مستحكمة على هذا النحو، فهى ليست مستعصية بل قابلة للحل عبر تفكير جديد خارج الأطر التقليدية سعياً إلى مواكبة تطورات ثورة الاتصالات 

واقع الصحف العربية فى دراسة

بقلم: احمد عاطف

منذ حوالى عدة شهور نحو نهاية عام 2016، نشرت جامعة نورث ويسترن الامريكية دراسة مفصلة مليئة بالأرقام والاحصاءات عن واقع الصحافة اليومية الورقية العامة فى العالم العربى ما بين عامى 2010 و2015. كجزء من دراسة كبيرة قامت بها الجامعة عن واقع الاعلام والترفيه و الانترنت لنفس المنطقة وعن نفس الفترة. ولم تعتمد الدراسة على اقوال مرسلة او معلومات متداولة بل نشرت كذلك منهجيتها فى عمل الدراسة. فقالت انها اعتمدت على مزيج من الابحاث والدراسات الميدانية ومعلومات مستقاة من دراسات اكاديمية ومن شركات ابحاث الاسواق مثل مؤسسة مونيتور ديلويت بدبي، واراب ادفايزورس جروب بالاردن ووكالات ابسوس وكيبكو ودليل الاعلام فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجلوبال وورد بيزنس والمعهد العربى للابحاث ووكالة المحاسبة الدولية بى دبليو سى وتقارير البنك الدولى والمنتدى الاقتصادى الدولى والمؤسسة الدولية للصحف وناشرى الاخبار وزينيث اوبتيميديا وغيرها. و بالطبع كان السؤال الرئيسى الذى حاولت الدراسة الاجابة عنه عن مستقبل الصحف الورقية اليومية فى مواجهة التطور التكنولوجى المذهل و ارتباط الاجيال الجديدة بكل ما يبث على الانترنت. وتعترف الدراسة صعوبة معرفة الارقام الحقيقية لتوزيع الصحف. لكنها تعترف ان الصحف المصرية الاكثر توزيعا فى العالم العربى بنسبة 37% تليها الجزائر بنسبة 21% والسعودية (13%) والامارات ( 12%) وان هناك 16.6 مليون صحيفة تباع يوميا فى المنطقة العربية. وان توزيع الصحف اليومية يفوق مثيله فى بلاد كثيرة بالعالم وقد زاد فى منطقتنا بنسبة 1.4% بينما زاد فى قارة آسيا بنسبة 32.7% وقل فى امريكا الشمالية بنسبة 8.7% وفى اوروبا وفى امريكا الشمالية بنسبة 21.3%. وتتمتع منطقة مينا (شمال افريقيا والشرق الاوسط) بهذا الوضع المتميز لعدة اسباب، منها ازدياد نسبة من يتحولوا من الامية الى التعليم فى المنطقة مما يعوض انصراف بعض القراء عن تلك الصحف او لجوء الاجيال الاحدث للانترنت. والقدرة التوزيعية لبعض الصحف ووصولها الى مختلف انحاء بلادها (الاهرام مثال رائع) فيما لا يصل الانترنت القوى الى كل المناطق. ميزة اخرى هى قدرة الصحف على تخصيص صفحات لمناطق بعينها او مهن او فئات بعينها (مرة اخرى الاهرام مثال جيد على التبويب المتنوع من التوجه للمحافظات وصولا لاصحاب الاعاقة). الصحف الورقية تجذب انواعاً خاصة من المعلنين مثل (الاعلانات الحكومية والمؤسسات الدولية و حسابات البنوك والمناقصات وغيرها).

وتدعى الدراسة ان مصر من اقل البلاد فى نسبة (نسخة لكل مواطن) من حيث عدد السكان وهذا مفهوم بسبب تعداد المصريين الكبير. وتضيف الدراسة ان عدد الصحف الجديدة التى دخلت السوق واخذت نصيبا من النسخ المبيعة تناقص من 2011 حتى الآن. و من الامور المتوقعة ذكرت الدراسة ان جريدة الاهرام هى الاكثر توزيعا فى مصر والعالم العربى وان هناك اربع صحف عربية غيرها تحتل جميعا 80% من توزيع الصحف فى المنطقة العربية. وان هناك خمس مؤسسات هى التى تحتكر النسبة الاكبر من التوزيع فى بلادها منها دار الخليج فى الامارات والشركة السعودية للابحاث فى السعودية ودار الحياة بلبنان. وتبلغ نسبة توزيع الصحف غير العربية بمصر 4% و بالامارات 23% لوجود نسبة اجانب كبيرة هناك. وتعترف الدراسة إن الصحف العربية كلها لها مواقع الكترونية بعضها متطور وبه مميزات عصر الديجيتال كالتعليقات (9%) وان عدداً منها باشتراك فيما العدد الاكبر مجانى وعلى رأسها مصر مجددا. كما ان اغلب الصحف الكبرى (79%) لها تطبيق خاص بكل منها على التليفون المحمول.و64 % توفر ارشيفا للموضوعات وبحثاً متقدما وبوابات لبث الاخبار بشكل منتظم.

وتقول الدراسة ان ميزانية الاعلانات فى العالم العربى قلت أخيرا من 2.284 مليار دولار عام 2010 الى 1.772 مليار دولار عام 2015. نصيب الصحف الورقية اليومية منها كان 45% وهبط الى 32% عام 2015. واكثر بلدين تأثرا بذلك هما مصر والامارات. واكثر الاعلانات هجرة الى عالم الديجيتال والانترنت هى الاعلانات المبوبة لطبيعة البيع والشراء الآن. ورغم ذلك الانخفاض فإن الصحف اليومية بالمنطقة تستأثر بنسبة عالية من اجمالى حجم الاعلانات بالمقارنة لمناطق اخرى فى العالم اقل بكثير مثل اوروبا الغربية ( 17%) وامريكا الشمالية 11%. وتبلغ اعلانات الصحف بالسعودية 406 ملايين دولار وبالامارات 335. وان الاعلانات بالصفحات الداخلية للصحف نسبتها من 70 الى 80% من حجم الاعلانات. مع تأكيدهم ان الاهرام صاحب اكبر نسبة من اعلانات الصحف.

 

قامة شيخ الأزهر.. والأقزام!

بقلم: منصور أبو العزم

ماذا يريد الإعلاميون من الأزهر، وشيخه الدكتور أحمد الطيب؟.. وماذا تريد الدولة من هذا العالم المحترم؟.. منذ عدة شهور والهجوم يتصاعد على «الطيب» ثم يهبط ليتصاعد من جديد.. ولا نعرف تحديدا من الذى يحرك موجات الهجوم.. ولا ماذا يريد من الشيخ؟.

لم أصدق وأنا أشاهد بعض من يدعون أنهم «مذيعون» بالفضائيات الذين أصبحوا زعماء وقادة رأى فى هذا الزمن الرمادى، وهم يطالبون فضيلة الإمام بالاستقالة.. دون أن يذكر واحد منهم ما هى ملاحظاته أو انتقاداته للطيب، أو ماذا يريد منه أن يفعل بالتحديد.. وإنما يبدو أن هؤلاء «المذيعين» تلقوا تعليمات شفوية من جهة أو جهات ما بمهاجمة شيخ الأزهر ومطالبته بالاستقالة لأنه لا يمكن عزله، وردد هؤلاء ما تلقوه من تعليمات مثل الببغاء، لأنهم لا يملكون رفاهة الرفض.. ولا أملك إلا أن أسأل هؤلاء على طريقة العقيد الليبى الراحل معمر القذافى: من أنتم حتى تطلبوا من هذا العالم الفاضل الاستقالة أو حتى توجيه انتقادات إليه؟، ولا يعنى ذلك أن الشيخ يتمتع بقدسية تحول دون انتقاده.. ولكن عندما يكون النقد موضوعيا.. ومن ذوى أهل الخبرة والعلم وليس من أشخاص لا أهلية ولا كفاءة لهم.. هل يستطيع أحد هؤلاء المذيعين أن يعمل جراحا ويجرى عملية؟، بالطبع لا يمكن، إذن لماذا يسمح المذيع لنفسه بأن يتدخل فى شأن لا يعرفه ولا يمكنه أن يفتى فيه.. ولو كان حصيفا.. لاستضاف عالما أو اثنين من الأزهر الشريف أو من غيره لانتقاد الأزهر وشيخه حتى تبدو الانتقادات منطقية ومن أهل علم!.

ليس من مصلحة مصر داخليا ولا خارجيا هدم مؤسسة الأزهر أو التقليل من شأن شيخه العالم الجليل، بعد أن تفننا فى هدم كل الرموز المصرية دون وعى.

وعلى العكس، فإن قامة هذا العالم ترتفع وسوف ترتفع أكثر على جثث هؤلاء الأقزام بعلمه وتفتحه وإسهاماته فى خدمة الأزهر والإسلام والمسلمين!

 

الخطاب الدينى بين فهم الأزهر ومفاهيم المدَّعين

بقلم: أشرف محمود  

لم تتكرر جملة في وسائل الاعلام بتنوعها مثلما تكررت في الفترة الاخيرة جملة تجديد الخطاب الديني ، غير أن من رددوها تفاوتت مفاهيمهم لمضمونها ، وتعارضت مصالحهم فتفرغوا لتوجيه الاتهامات لمؤسسة الازهر وشيخها الجليل ، ولم يتوقف احد امام مايطالب به من تجديد ليحدد لنا ماهيته او الآلية التي يتم بها لضمان تحقيقه بالصورة المرجوة ، والغريب أن اطلاق الجملة على عواهنها كان يستتبعه عند الكثيرين اشهار اصابع الاتهام مرتين في وجه الازهر ، الاولى بتهمة العجز عن التجديد والثانية بالوقوف حجر عثرة في وجهه، ودخل على خط الازمة هواة الشهرة والصيد في الماء العكر ممن توهموا ان خلافا حادا نشب بين مؤسسة الرئاسة والازهر وشيخه ، فأرادوا أن يتوددوا للاولى ، وراحوا يتحدثون عن الثانية بما لايليق بمكانتها الدينية والوطنية عبر التاريخ ، وساء بعضهم الادب في حق المؤسسة والامام الاكبر، وكذلك شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل ، ومعلوم ان هدف الداعين لتعديل المادة اقالة الدكتور الطيب ، الذي اتهموه صراحة بانه يقف في وجه التجديد ، واستندوا الى انه لم يكفر داعش ، وكأن تفكيرها ومن على شاكلتها من الجماعات المتطرفة سيقضي عليها واخواتها من جماعات الشيطان ، وتناسى هؤلاء ان الازهر اكد غير مرة أن هذه الجماعات ارهابية ووجب دحرها ، اما مسألة التكفير فهي امر لايقره الازهر لمن يؤمن بالتوحيد ، 

غير أن مايدعو للاسف ان التعامل مع تجديد الخطاب الديني يأتي في الغالب على لسان غير ذوي الاختصاص ، من شاكلة الذي تفتح له الشاشات لينفث سمومه ضد الازهر والسلف الصالح ويسىء للامامين البخاري ومسلم ، ممن تحملوا عبء جمع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تتح ذات المساحة الاعلامية لعلماء الازهر ليوضحوا للناس صحيح الدين ، حتى اننا في فترة سابقة كانت البرامج الدينية حكرا على غير المتخصصين في علوم الدين ، وبنظرة سريعة لاسماء غالبية من يقدمون في وسائل الاعلام بلقب الداعية الاسلامي ستجدهم من غير خريجي الازهر ، بينما يهمش اصحاب العلم واهل الفقه الذين افنوا عمرهم في تلقى علومه ، كما ان وسائل الاعلام هذه التي اعتبرها المتهم الرئيسي في الازمة ، لا تعير مايصدر عن الازهر وجامعته العريقة أي اهتمام ، والا كانت توقفت امام مؤتمر نظمته كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنين في جامعة الازهر ، تناول تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم ، وهو عنوان كاف لجذب الاهتمام والتفريق بين الغث والسمين ، 

 

وللاسف لم يتوقف أحد بالاشارة والمناقشة لتوصياته التي اراها محاولة جادة لرسم خريطة طريق لتجديد الخطاب الدينى فعلا لا قولا ، إذ اكدت التوصيات على أن التجديد لايعني التجرد عن أصول الدين وثوابته وانما البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط مايتفق منها ومتطلبات العصر. واشارت التوصيات أن للتجديد أصلا في القرآن الكريم ، فلا يخفى على أحد أن الخطاب القرآني تغير من النداء من «يا أيها الناس» في العهد المكي إلى «يا أيها الذين آمنوا» في العهد المدني، وكذلك في السنة النبوية المطهرة في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة تناولت التجديد من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، وتوقفت التوصيات امام ضوابط التجديد وأسسه التي يقوم عليها، ومن أهمها التخصص وامتلاك أدوات استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع التراث الخالد واحترام العلماء والالتزام بآداب الخلاف والموضوعية في المناقشة، وطالبت التوصيات العلماء بالقيام بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة وما يبني عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها،على أن يراعي العلماء طبيعة المتلقى للخطاب الديني زمانًا ومكانًا وثقافة ونوعًا ، هذه التوصيات لم تجد منبرا من منابر الإعلام يتبناها ليسهم في التجديد المنشود دون توجيه سهام النقد واساءة الادب للازهر الذي لاينكر دوره في نشر الفكر الوسطي للاسلام الا جاحد ، كما ان دوره الوطني عبر تاريخ النضال المصري يشهد له ، 

ويكفي ان أمير الشعراء أحمد شوقي خصه بقصيدة تبرز مكانته استهلها بقوله: قمْ في فم الدنيا وحيِّ الأزْهرا، وانثر على سمع الزمان الجوْهرا ، وَاذكرْهُ بعْد المسجديْن معظما لمساجد الله الثلاثة مكبرا ، وبعد نحو قرن من قصيدة شوقي ، خصه الدكتور اسامة الازهري بقصيدة عنوانها الازهر يتحدث عن نفسه ، جاء في ختامها على لسان الازهر : ومناجمي ملآى وبحري لم يزل ، يروي بفضل الواهب المنان ، ولسوف أبقى شامخا والعلم في صحني منير والشيوخ لساني ، ارفعوا ايديكم عن الازهر وشيخه ، ليبقى كما قدر الله منارة للاسلام .

ردا على " دراويش " الملك واعداء عبد الناصر

كيف يترك الملك منجم ذهب فى وقت كان فيه ينفق الاموال بسفه على الملذات ؟!

بقلم: على القماش

لا اعرف لماذا لا يكل ولا يمل كارهى عبد الناصر حتى ان أحدهم كتب مائة مقال ومقال يردد فيه خزعبلات من اوهامه على انها حقائق ، من اشاده بالملك فاروق الى تسفيه بضباط ثورة يوليو 

ان يكون احد ضد الثورة او ضد أى نظام أو ضد أى حاكم ، فهو أمر طبيعى  " فالقلب وما يريد " ولكن لاحترام العقل والمنطق احكام  ، حتى لا تكون المعلومات وبالادق المغالطات تثير السخرية ، و لا تصلح سوى لافلام الفانتزيا ، وافيهات كذبة ابريل !

ولان ما يقوله هؤلاء، يردده البعض ، ويتناقله بعض الصغار دون علم أو  تمحيص ، فنحن نرد عليهم من باب الوقائع والمنطق الذى يستسيغه العقل

أكثر الاكاذيب التى يرددها هؤلاء ، تزعم ان الملك فاروق ترك منجم ذهب السكرى عام 1948 ليكون ثروة مدخرة للاجيال القادمة حتى يعلموا ان اجدادهم لم يفرطوا فى ثرواتهم !

المعلومة " الحمضانة " والتى كررها الاعلامى الاخوانى احمد منصور ونقلها غيره مرات ومرات ، لا اساس لها من الصحة ، ولا يجروء ان يقول صفة مصدرها ، لانه فى الغالب من خيال مريض أو من " باعة البطاطا " .. وقد سألنا من قبل شيخ الجيولجيين فى مصر المرحوم الدكتور عاطف دردير ، وأكد ان هذا القول كذب وافتراء ، وترك المنجم وقت الملك لانه لم يعد اقتصاديا وقتها ، فلم تكن المعدات الحديثة التى استعان بها " السكرى" بعد أكثر من نصف قرن أكتشفت بعد ، ولو يعلم الانجليز ان بالمنجم ذهبا ما تركوه ابدا

وهل يعقل ان يكون الملك الذى بدد الاموال الطائلة على الملذات والنساء وترك الشعب البائس يعانى الفقر والجهل والمرض، ونشرت عشرات الصور للحفاء والتسول فى زاوية " رعاياك يا مولاى " بجريدة مصر الفتاة وقت وجوده  ، هو الذى يدخر للاجيال القادمة ؟!!!

ويلمز هؤلاء الى ان ضباط الثورة كانوا وراء مقتل الملك ، رغم ان ايطاليا بلد ملجأ الملك نفت ذلك ، وانه مات من التخمة ، وكيف لهم ان يقتلوه بعد 13 سنة من تركه البلاد وكان يمكنهم قتله فى حينه بينما ودعوه دون اهانة ، وكان ما يبحث عنه الملك هو مدير شئونة للحسنوات مستر بوللى  ؟!

ثم يزعم كاتب اّخر ان الملك بدء الاصلاح الزراعى بتوزيع خمسة أفدنة بقرية كفر سعد من الاراضى المستصلحة دون المساس بملكية الاخرين

أى اصلاح زراعى واى ملكية اراضى يتحدث عنها ؟ وقد تم سجن ابراهيم شكرى وهو نائبا بمجلس الامه لرفضه التبرع لهدية فرح الملك واحتجاجه على السفه !!

ثم من اين جاءت هذه الاراضى التى امتلكها الملك ، ووثيقة  الملكية الموجودة بدار المحفوظات تقول ان الخديو اسماعيل أعطى لنفسه فوق الاراضى التى ورثها من الاراضى التى سلبها الباشا الكبير من اصحابها- بلغت 950 ألف فدان ، اى ما يقرب من المليون فدان ، ومثلها منحها لمن يعملوا فى القصر حتى الحلاق و العربجى حصلوا على مساحات شاسعة ؟!

ويعد كاتب من هؤلاء  توقيع الغاء معاهدةة 1936 اكبر انجاز للتحرر الوطنى وقت الملك ، وكأن من تورطوا فيها  ووقوعها من البداية  ضباط ثورة يوليو !!!!  تماما مثلما يتحدث ذات الكاتب عن الغاء المحاكم  المختلطة فى عهد فاروق رغم انها انشئت فى عهد اسرته ! ،علما بان الغاء الاتفاقية لم يحرر الوطن ، بل حرره الكفاح الوطنى فى مدن القناة ضد رغبة الملك وحاشيته والذين كانوا يناصرون الاحتلال مقابل استمرارهم على كرسى العرش !

وبالمناسبة يتجاهل هؤلاء ان الاتفاقية الملعونة كانت أول من نبه الشباب السودانى فى التفكير بالانفصال عن مصر ، وأصبح هؤلاء الفيصل فى الاستفاء بالانفصال عن مصر بعد الثورة 

أعرف ان المساحة لا تتسع للرد على كل ما يزعمه ويروجه هؤلاء ، ولكن أى قارىء يمكنه كشف ما فيه من أوهام دون عناء

أما اخر النكات فتأتى فى ترديد هؤلاء لمثل هذه الخزعبلات كأنها حقائق دامغة لتتوارثها أجيال خاصة من أنصاف المتعلمين عملا بمقولة أكذب أكذب أكذب حتى يصدقك الناس !

رحم الله عبد الناصر ، حتى بعد نحو نصف قرن من رحيله البعض مازال يبحث عن دائرة الانتقام !

 

الإعلام الإيجابي.. لكى لا ننسى

بقلم: سمير عمر

من أشهر الأقوال التى ذكرت فى أصل كلمة الإنسان، هى أنها مأخوذة من النسيان، والنسيان لا يكون إلا بعد العلم فسمى الإنسان إنسانا لأنه ينسى ما علمه، وهو هنا نقيض البهيمة إذ سميت البهيمة بيهمة، لأنها أبهمت عن العلم والفهم فهى لا تفهم ولا تعلم على خلاف الإنسان.

ولأننا فى مصر كما قال أديبنا الأشهر نجيب محفوظ «آفة حارتنا النسيان» فقد ابتكر التدوين ليحفظ للإنسان ما قد ينساه فيعود إليه فيذكره، ويقول الحكيم المصرى القديم بتاح حتب: «إن صوت الناس يفنى ولكن صوت الكاتب يعيش أبد الدهر» وهذا لأن صوت الكاتب يدون ويحفظ ليكون شاهدا على الأحداث والوقائع.

أقول هذا لأن حالة السيولة المعلوماتية التى وفرتها ثورة الاتصالات واتساع رقعة وتأثير وسائل التواصل والتدوين، منحت البشرية فرصة ذهبية لحفظ الآراء والمواقف وتسجيل الوقائع والأحداث، لكنها أيضا منحت الراغبين فى التزييف وإظهار بعض المواقف والوقائع على غير حقيقتها فرصة مهمة عبر إغراق وسائل التدوين بملعومات غير صحيحة، لتضيع الحقيقة ويبقى الزيف فيسرح الإنسان المجبول على العلم والمعرفة والنسيان ويمرح البهائم المجبولون على عكس ذلك.

هل طالت المقدمة بعض الشىء؟ ربما لكنها مقدمة ضرورية جدا لما سأسرده عليكم حضرات القراء الأفاضل.

الموضوع وما فيه إن مجموعة من العاملين فى مجال الصحافة والإعلام ساءهم حال الصحافة والإعلام فى مصر، فقرروا أن يفكروا فى طريقة قد تصلح المعوج أو على الأقل تسعى لأن تحفر مجرى مهنيا وأخلاقيا جديدا للصحافة والإعلام، وأدركوا أن المهمة جدا صعبة، وإن العبء ثقيل فتواصلوا مع جهود متميزة فى هذا المجال، وقرروا أن يكونوا جملة مفيدة فى الجهود الرامية لإصلاح الحال وأسسوا حركة سموها حركة الإعلام الإيجابى معا من أجل إعلام أفضل «ولكى لا تسرح العقول فى تفسير المعنى قدموا تفسيرا مانعا لشعار حركتهم فقالوا: إن ما نقصده بالإعلام الإيجابى هو:

أولا: الإعلام الذى يلبى احتياجات المجتمع المختلفة بضمان تغطيات مهنية تبرز القيم الإيجابية ونقاط الضوء القادرة على إعطاء صورة متكاملة عما يدور داخل البلد بلا تحيز.

ثانيا: إعلام ضد الإرهاب والتمييز والعنصرية والطائفية

ثالثا: إعلام ضد التخوين والتشويه وانتهاك الخصوصية والابتزاز

رابعا: إعلام ضد الابتذال والإسفاف

خامسا: إعلام ضد سيطرة رؤوس الأموال وتحكم الإعلانات فى الخدمة الإعلامية

سادسا: إعلام يدافع عن القيم العليا وينحاز للناس والمجتمع والحق فى المعرفة

سابعا: إعلام يرى الأمور بعينين مفتوحتين دون تهوين أو تهويل ويبث طاقات إيجابية فى نفوس الجمهور المتلقى تمنحه قدرة على التفاؤل والعمل بإيجابية تجعله يرى حلا لكل مشكلة لا مشكلة فى أى حل.

وأضافوا ومعا نقصد بها

أولا: نحن القائمون على هذه المبادرة من العاملين فى مجال الصحافة والإعلام بأجنحته المختلفة من صحف وإذاعات وتليفزيونات ومواقع إلكترونية.

ثانيا: الزميلات والزملاء العاملون فى المجال الإعلامى الذين ندعوهم للالتزام بما سنلزم به أنفسنا من قيم وسلوكيات تتفق وقواعد المهنية.

ثالثا: الدولة ومؤسساتها التى نتابع أخبارها وننحاز لها إن أصابت ونلقى الضوء على سلبياتها إن أخطأت من منطلق وطنى وقومى.

رابعا: المجتمع الذى يستقبل الخدمة الصحفية والإعلامية فيتأثر بها ويتفاعل معها أو ضدها.

ليس فى الأمر أى التباس، ولكن هذا الجهد لم يلق قبولا من أطراف كنا نعلمها ونتوقع منها الهجوم على الحركة ومنهم المستفيدون من هذه الأجواء الذين انتفخت كروشهم بأموال الإعلام وهى بالمليارات، وهؤلاء يعرفون تماما أن تسييد القيم المهنية الصحيحة فى الفضاء الصحفى والإعلامى يعنى انهيار إمبراطورياتهم وربما ضياع ثرواتهم، ومنهم كذلك «المؤيدون على بياض والمعارضون على سواد» وهؤلاء وإن اختلفت منطلقاتهم إلا أن استمرار حالة السفه الإعلامى السائدة تمنح كل منهم أسباب وجوده «فالمؤيدون على بياض» سيرون فى الأمر انحرافا عن مبدأ التجييش والتعبئة التى لن تفيد إلا أعداء المهنة وأعداء الوطن، وأما «المعارضون على سواد» فيريدون استمرار تلك الحالة حتى تشكل رافدا متجددا للهجوم على الدولة والبلد التى تسمح بوجود واستمرار هذه الحالة واتساع نفوذ القائمين عليها.

أقول كنا نتوقع ذلك تماما كما كنا نتوقع، أن هناك من سيلتف حولنا ويشملنا بدعمه ورعايته ويمد لنا يد المساعدة ولأننا نعلم أن الطريق طويل وأن المهمة ليست سهلة نقول للجميع نحن نمد أيادينا لكل مخلص يريد إصلاح حال مهنة الصحافة والإعلام ونبنى مع كل جهد يريد حفر هذا المجرى الوطنى والمهنى الجديد، وسنقف بالمرصاد لكل من يريد استمرار هذا الوضع المترد 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لجنة الأداء النقابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/10



كتابة تعليق لموضوع : تقرير لجنة الاداء النقابى – مايو 2017 ملحق المقالات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net