يا .. علي
مؤيد حميد
   قد يراني البعض , أروج في هذا الموضوع , للفكر والمذهب الشيعي على حساب المذاهب الاسلامية الاخرى .. ولا أريد هنا , تحويل مدينة الموصل أو أخرى , من مذهب الى أخر .. فلكل عراقي معتقده , ولا يجوز لاي منا , أن نجبر الاخرين على تغيير طائفتهم أو مذهبهم أو عرقهم .. لاننا هكذا عراقيون …......
  حكايتي ..
    أبو ذنون , رجل عراقي , أجتاز الخمسين للتو , من أهالي حي الزهور , من ساحل الموصل الايسر , الذي كان خاضعا تحت سيطرة عصابات داعش الاجرامية لسنتين ونصف السنة .. متزوج , وله ثلاث بنات باكرات , وصبي في العاشرة من عمره .. في كل مرة , يحاول الهرب من الحي بأتجاه القوات الامنية , ألا أن عصابات داعش , كانت له ولسكان الحي بالمرصاد .. وقبل دخول القطعات العراقية حي الزهور بتسعة أيام , سمع طرقات على باب بيته الخارجي .. وأذا بثلاثة رجال مسلحين من داعش , يطلبون من أبي ذنون , أن يجهز له بناته الثلاث صباح يوم غد , لجهاد النكاح , بأمر ( والي الموصل الايسر ).. لم يستطع أبو ذنون من قول أي شئ , لهؤلاء البهائم , وعاد مسرعا الى عائلته التي سكنت في سرداب البيت , وجسده يرتجف رعبا ..
  أم ذنون .. من كان يطرق الباب
     أبو ذنون .. أنها مصيبة , مصيبة أم ذنون .. وبينما كان يروي الحكاية , راحت بنات أبو ذنون بالبكاء والعويل , متضرعات الى الله القدير أن يحميهن ويستر على أعراضهن من كل شر .. وبقيت العائلة هكذا لنحو خمس ساعات عصيبة , مرت وكأنها خمس ثوان , تفكر في حل مناسب لهذه المشكلة .. أستبعدوا الهرب , لان عناصر داعش ينتشرون في الازقة والشوارع , والقوات الامنية العراقية , ما زالت بعيدة عن الحي .. والمطر الشديد كان معوقا , هو الاخر ..
    أحدى بنات أبو ذنون قالت مستذكرة : ( يمه , بيت أبو صالح , كلما يوكعون بضيج , يذكرون علي .. ويكولون , يا  بو الحسنين يا علي .. خلونه يمه ندعي يا .. علي , بلكي يخلصنه من هاي الشده ) .. ( أبو صالح رجل من أهالي الموصل من الطائفة الشيعية , ويسكن حي الزهور منذ أربعين سنة , مقابل بيت أبو ذنون ) ..
    جلس أبو ذنون وعائلته في شكل دائرة , والمرارة تخرج من أفواههم التي لم تذق طعم الاكل , والخوف يعتري أجساد العائلة المنكوبة , وصباح الغد يأتي مسرعا ..
  وبدأ ابو ذنون بالقول , والعائلة تردد من بعده .. ( يا علي , حل مشكلتي يا أبو الحسن , وأستر على بناتي بحقك عند الله .. يا علي ) ..
    وقبل الفجر بساعة .. سمعت العائلة التي لم تعرف النوم , طرقات الباب الخارجي .. حتى سارع الخوف أركان العائلة , والنحيب يعلو قلوبهم .. ذهب أبو ذنون ليفتح الباب , وأذا برجل مسن , وبلحية بيضاء , يطلب من أبي ذنون أن يجمع العائلة بسرعة , وأن يركضوا الى نهاية الشارع , حيث سيارة صغيرة بأنتظارهم .. أعتقد أبو ذنون أن هذا الرجل , هو من عناصر داعش .. ألا أن الرجل المسن أبلغه , أن السيارة ستأخذ عائلته الى بر الامان ..
    يقول أبو ذنون ( لم أصدق ما يحصل ) .. وبدأت بالركض الى سرداب البيت .. وخلال ثوان معدودة , جمعنا ما يسهل حمله , وخرجنا من المنزل مسرعين باتجاه نهاية الشارع .. وبالفعل ركبنا السيارة , والخوف يتملكنا , والافكار تتزاحم في مخيلتنا .. ومن شدة الاعياء والفرح الذي بدأ يسري في دمنا , غفونا دقائق , ليست ألا .. يقول أبو ذنون .. وبين اليقظة والحلم , لاحت أمام عيني قبة ذهبية , في نهاية شارع طويل ..                فسألت السائق : نحن في النجف أذن , وهذا ضريح علي ..
   وبعد شهر من أقامة عائلة أبو ذنون في النجف الاشرف , وبالصدفة يلتقي بجاره أبو صالح .. وبعد السؤال والجواب , سأل أبو صالح ( من خلصكم من داعش ) , فأجاب أبو ذنون .. علي ….....
   
 
   الحكاية , كما سمعتها , وحذفت منها فقط أسماء الشخوص …......
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مؤيد حميد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/06



كتابة تعليق لموضوع : يا .. علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net