صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

اليمن والسعودي وحروبه العبثية ... تحت أي عناوين وحجج يبرّرها !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في اليمن ، مازال يؤكد مسار العدوان السعودي – الأمريكي بعامه الثالث وعلى أرض الواقع، إنه ما زال السعودي ومن معه  مستمرّين في معركتهم العدوانية على اليمن، مرتكزين على قاعدة دعمهم من أميركا وبريطانيا وغيرهما، فهم اليوم ما زالوا يفتحون وبشكل واسع، معارك كبرى بالداخل اليمني وعلى جبهات ومحاور مختلفة، مع أنّ السعوديين يعلمون جيداً، ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات التي ستفرزها هذه المعارك، وبالأحرى، يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي في هذه المعركة، على الداخل السعودي جنوباً، ومع كلّ هذا وذاك، قرّر السعوديون أن يخوضوا هذه المعركة الجديدة، لعلهم يستطيعون أن يحققوا انتصاراً، حتى وإنْ كان إعلامياً، أو على حساب جثث أطفال ونساء الشعب اليمني، لعلّ هذا الانتصار يعطيهم جرعة أمل، بعد سلسلة الهزائم المدوية التي تلقوها في أكثر من ساحة صراع إقليمي.
 
في اليمن أيضاً ،يجمع معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين ويدركون، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار الرئيس هادي المتحالفين مع السعودية، طبيعة ومسار الحرب العدوانية التي فرضتها السعودية وحلفاؤها، على الدولة اليمنية والتي تستهدف اليمن كلّ اليمن، فمعظم صنّاع القرار اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، أنّ اليمن أصبح ساحة مفتوحة لكلّ الاحتمالات، التي قد تشمل، بالإضافة إلى الحرب الخارجية، حرباً داخلية تشمل تجويع وتركيع شمال اليمن،وبالاضافة إلى ذلك تمثلت هذه الحرب بسلسلة اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهايية، وخصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني، المرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج لتفجر الإقليم بكامله.
 
 
 
ولكن هنا وبالتحديد، عند الحديث عن الداخل اليمني، يجب الإشارة إلى ملاحظة هامة، خصوصاً بعد مرور عامان من هذه الحرب العدوانية المفروضة على الدولة اليمنية، فهنا يمكننا القول، إنّ اليمنيين نجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة الحرب السعودية. وهم بالفعل، أثبتوا أنهم قادرون على الردّ وما زالوا يعملون ولليوم، على بناء وتجهيز إطار عام للردّ على مسار هذه الحرب العدوانية.
 
 
على الصعيد الدولي والاقليمي، تدرك القوى الإقليمية والدولية أنّ استمرار مغامرة السعوديين الأخيرة، على حدودهم الجنوبية وإشعال فتيل حروب وصراعات جديدة في المنطقة، ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب. فاليوم مسار الحرب العدوانية السعودية على الدولة اليمنية، بات يحمل الكثير من المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية ولا يمكن لأحد أن يتنبأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلاً. وستكون لنتائج الميدان مستقبلاً، الكلمة الفصل وفق نتائجه المنتظرة، في أيّ حديث عن تسويات للحرب السعودية على الدولة اليمنية ومعظم الملفات الإقليمية العالقة وتغييرا كاملا ومطلقا في شروط التفاوض. فالمرحلة المقبلة، من المؤكد أنها ستحمل الكثير من التكهّنات والتساؤلات حول مستقبل ونتائج كلّ ما يجري في الإقليم بمجموعه.
 
 
 
ختاماً، إنّ مسار الحرب العدوانية السعودية على الدولة اليمنية، بعد دخولها عامها الثالث، يقودنا إلى طرح سؤال رئيسي يشتق من نمطية وتراتبية مسار حروب الدولة السعودية، في الإقليم ككلّ وهو: ما الفائدة التي ستعود على السعودية ونظامها، من تداعيات هذه الحروب الشعواء التي تشنّ اليوم على اليمن أو غيره؟ فالنظام السعودي منغمس اليوم في مجموعة أزمات افتعلها في الإقليم، بدءاً من الحرب على الدولة السورية وليس انتهاء بانغماسه المباشر في الحرب على اليمن. اليوم، النظام السعودي يستطيع تقديم مئات المبرّرات والحجج الواهية لأسباب ومبرّرات حروبه في المنطقة، على تعدّد أشكالها. ولكن الواضح اليوم، أنّ كلّ الرهانات السعودية على كسب معركة واحدة من هذه المعارك والأزمات المفتعلة، باءت بالفشل. فالسعوديون يدركون حقيقة هزيمتهم في ميادين عدة، مؤخراً، خصوصاً في الميدان السوري. والواضح أنهم يسيرون بمسار واضح وهو تلقي المزيد من الهزائم والانتكاسات، سياسياً وعسكرياً والأخطر اقتصادياً ومجتمعياً.
 
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/02



كتابة تعليق لموضوع : اليمن والسعودي وحروبه العبثية ... تحت أي عناوين وحجج يبرّرها !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net