صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

حبيب أحتضنه القبر
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انحنى السجود متضرعاً لبارئه أن يلهمه صبر سيده الكظيم .. 
وتقلدت القيود أذرعه ممتنتاً لحاملها.. والفخر يداعب حديدها ..
بشرى.. يدُ ابن خير الأنام تلامسها ..
تعالى تواضعاً لربه ولم تنسه الدنيا مقامه، بين يدي النبي علا له صوت بالمفاخر هز طاغوت زمانه : سلامٌ لحضرتك سيدي يا أبي ..
وبين كومةِ المآسي بنى ظالمه سجنٌ له ، وقلد السندي مفتاحه..
{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، إذ هَزَ عرش هارون بفكره ..
يومٌ لي ينقضي بغياهب السجن عابداً.. حليف قدس السجدة.. شاكراً لله قضاءه..
ويوم لك ايها الظالم تفرح بزخرف دنياك وتزداد فشلاً ، وحطام القيود سأتركه للزمان يحكم بين وبينك ..
ومن دعواته رقى صدر المحبين تأملاً، والدموع تسيل على وجه الزمان.. كأنها أنهارٌ رقيقة الهدير تبوح بحنين كلماته :
يا مخلِّص الشجرِ مِن بينِ رمل وطين!
يا مخلِّص النار من بين الحديد والحجر!
يا مخلِّص اللبن من بين فَرْث ودم!
يا مخلِّص الولد من بين مَشيمة ورحِم!
يا مخلِّص الروح من بين الأحشاء!
خلّصْني من حبس هارون.
هز الشجون جنون الشوق ملتهب المشاعر ، كأنه سيلٌ جارف أطاح الضيم والظلم ..
فكُتبتَ حبيبي حبيس الظالمين.. ممنوعاً من التشييعِ ..
وعلى جسر الخلود إذ نادى تابعٌ : هذا إمام الرافضةِ قد مات فأين من قال انه المهدي ، ليأتي ذلك الرجل الذي حباه ولم ينسى رابط الدمِ ، فخرق سواد القوم ، وحاز الى التشييع رجال عشقوا الغريب في بغدادِ ..
لم يكن له ذنبٌ سوى : كلمة حقٍ بين يدي جائرٍ جبارِ ..
هتاف السماء مولاي يخاطبك : نم قرير العين أبا حسنٍ ، فأن جفوك من يدعوا القرب من جدك الخاتم المعظم.. فإنا رادّوك وقاروا عين عاشقك ومحبك ، ومسموك باب الحوائج وسيد القضاء بأمر الله العدلِ ..
وارض ببغداد ما أجمل طيبها.. باسمك يا كاظم تسمى كل يوم، وبجودك تلقب وتَسمو .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/27



كتابة تعليق لموضوع : حبيب أحتضنه القبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net