صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمم القنابل وأمم الغوافل!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أقوى أمة في الأرض ألقت "أم القنابل" في أفغانستان , وهي رسالة واضحة على أن أمهات الدمار الفتاك على وشك الإنطلاق من معاقلها.

فالسلوك البشري يخضع لقوانين فسلجية لا يمكنه أن يتخطاها , فالبشر لا يمكنه أن يشد قبضته إلى الأبد , وإنما ذلك محكوم بزمن فسلجي محدد , ولا توجد قوة في تأريخ البشرية إمتلكت قدرة ما وقبضت عليها إلى الأبد , وإنما السائد هو التعبير عن القوة والسطوة بإستخدام القدرات المتوفرة.

وهذا يعني أن ما يحصل في بقاع العالم من بشاعات إجرامية تتناقلها وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي , إنما هي مقدمات لتأهيل النفوس والرؤوس على الفظاعات المنتظرة من إسقاط القنابل النووية وما بعدها , ذات المحق المطلق للموجودات بأنواعها فوق بقاع كبيرة من الأرض.

ومن الواضح أن المضي بتبخيس أرواح البشر وتحويلهم إلى أرقام , بل وإلى جراثيم يجب تطهير الأرض منهم , إنما يقع ضمن هذا التأهيل الذي ينتظر إنفلات القوة الهائلة , التي تسعى لتحويل العديد من بقاع الأرض إلى سقر.

ومن المعروف أن جميع الديمقراطيات تمتلك قدرات تدميرية فتاكة , فحتى الديمقراطيات الهندية والباكستانية إمتلكت قدرات التدمير الشامل , وبهذا فقط تحافظ على ديمقراطياتها , أما المجتمعات المهانة المدمرة الخالية من أبسط القدرات العسكرية , فأنها لا يمكنها أن تبني نظاما ديمقراطيا , وإنما يتحقق فيها ما تحقق في العراق وليبيا واليمن , فالديمقراطيات بحاجة إلى قدرات عسكرية هائلة للحفاظ عليها , ولو أن أي دولة ديمقراطية من الأمم المتقدمة فقدت قدراتها العسكرية والتدميرية , فأنها ستتحول بين ليلة وضحاها إلى وجود متوحش متصارع , كما يحصل في مجتمعاتنا المتوهمة بالديمقراطية.

ويبدو أن حقن الديمقراطية في بدن هزيل يعني إعداد ذلك البدن للموت والإنمحاق , وتحويله إلى سوح للضربات التدميرية النووية وأخواتها , أي أن المنطقة التي ستكون مؤهلة لهذه الضربات ربما هي منطقة الشرق الأوسط , وخصوصا سوريا وليبيا واليمن والعراق , وذلك لتوفر الظروف والمسوغات التي تدفع إلى هذا الإجراء , بحجة أن المشاكل تزداد تعقيدا ولا تجد حلا , وأن كل ما فيها يتعضل , ولابد من الضربات الماحقة لإنهاء الصراعات.

فهذا ما برر إلقاء القنابل النووية على ناكزاكي وهوروشيما , بذريعة أن آخر الدواء الكي , فما دام العرب غير قادرين على حل مشاكلهم , ويشغلون الآخرين بها فأن الحل الأمثل سيكون بالكي , وهو السلاح النووي الذي تعب من الإنتظار , وما عادت اليد قادرة على الإستمرار بالإنقباض , وأنها صارت قاب قوسين أو أدنى من الإنبساط المروع المدجج بالوعيد.

ليس توهما وتخيلا ما تقدم , أو تثبيطا وتخويفا , وإنما قراءة لتحصيل حاصل , ذلك أن العرب يسعون إلى حتفهم , وكأنهم يتوسلون الآخرين بالقضاء على وجودهم , وأقصر الطرق هو السلاح النووي الرهيب!!!

ولربما سيجد العرب أنفسهم أمام تهديد حاسم , يأمرهم بحل مشاكلهم أو سيكون مصيرهم هشيما لقنابل الأبابيل النووية التي ستحيلهم عصفا مأكولا!!!

فهل ستستيقظ أم الغوافل , وتدرك معنى أم القنابل وأبو القنابل؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/18



كتابة تعليق لموضوع : أمم القنابل وأمم الغوافل!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net