صفحة الكاتب : جعفر جون

رسالة متأخرة
جعفر جون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين يكشر الغول عن انيابه، ويكشف عن لثامه، ويفصح عن هويته السوداوية، التي كثر الحديث عنها في العقود الاخيرة، ليملأ بغيِّه ارجاء المعمورة، ويتسلق على دماء المغدورين من ابناء جلدته، ممتطياً غباء وسماجة الفكر الرديء وسيلة له، طالق العنان لشره، مبتغياً الوصول في سبيل البقاء، وديمومة سيلان الدماء، نعم...!! فتلك من سجايا الاشرار.

لم يكن مجيئه امراً يستحسنه البعض، لانه لم يأتي على متن طائرة رجال اعمال، او لعله لم يوافق على دفع الجزية، من اجل البقاء على قيد الحياة، او لربما جاء على ظهر الدبابة البريطانية، وهذا مسوغ كافي وسبب مقنع لقتله، وعذر قد تصدقه اغلب العقليات المهترئة، التي تشكل النسبة الكبيرة، والتي تستطيع لعنه متى حان ذكره، لانه شخصية نفعية جاء من اجل مآرب يرموا لتحقيقها.
 
انه عبد المجيد الخوئي، سليل تلك العائلة الدينية المعروفة، وابن المرجع الاعلى للطائفة الشيعية (السيد ابو القاسم الخوئي)، والراعي الرسمي (لمؤسسة الخوئي الخيرية)، والذي عاد الى العراق ابان سقوط النظام الصدامي، المقتول في النجف بتأريخ ٢٠٠٣/٤/١٠، ذلك التأريخ المشؤوم ، الذي ثقف فيه لثقافة( السحل)، والتمثيل بالاجساد، والرقص على جراح الموتى، من اجل القبح السياسي، والاخذ بزمام السلطة.
حتماً انا لا اريد ان اخوض في كيفية الحادثة، والمجريات التي حصلت وقتها، او تلك الايادي التي كانت ورائها، لكنني اود ان ابين، ان التواريخ والاحداث البعيدة، حازت على بطاقات النسيان، والتحريف المتعمد، ولم تسلم من الايادي الحقيرة، لكن وببساطة ان الحادثة لم يمر عليها ذلك الزمن الطويل، الكفيل بتحريفها و وضعها في الخانات الزمنية المتروكة، حيث تباكى من اجلها الجميع ، خجلاً من الخوئي،  ونسوها خوفاً من الجاني، وعلقت على شماعة للأنتظار مفادها( ان ملف الخوئي يشتت الصف الشيعي)، هذه الاعذار التي جائوا بها المنتفعين من دهماء الساسة ورعاعهم، ليصلوا الى ما يريدون، وهم متكئين على دماء الشهداء، وسخافات النضال المسلح.
 
ان كثرة الاقاويل، والرهانات على طمر تلك الدماء، في غياهب الساحة السياسية، ما هي الا ابشع ما اقترفته الحكومات المتعاقبة من خطايا، قد ظهرت عفونتها للعلن، حيث ان ملف الخوئي، من ابرز الملفات التي يجب ان تنصف، ويأخذ الجاني قصاصه العادل منها، لكن ..!! يجب على الجميع ان يعي ما سوف تؤول اليه الاحداث، فلعل فتح ملف الخوئي، لا يكون بداعي احقاق الحق والوقوف عليه، بل لانه مادة دسمة، يمكن استخدامها كورقة ضغط في سبيل تحقيق غاية ما، وبالتالي سوف يقتل مرة اخرى.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر جون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/10



كتابة تعليق لموضوع : رسالة متأخرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net