صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الإنصاف بين مدن المحرَرَين والمحرِرِين
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 واقتربت لحظة الانتصار الكبير, في معركة هي من أشرس المعارك, التي خاضتها الشعوب, ضد  عدو همجي, متسلح بعقيدة شيطانية, زرعها في قلوب وعقول أتباعه, خلفت الموت والدمار, وأزهقت الأرواح, وجعلت مدن العراق, أثرا بعد عين .
    فقد شهدت المدن, التي احتلها داعش, بعد عام 2014, دمارا كبيرا, في عمل ممنهج, إستهدف تدمير البنى التحتية, والمباني والجسور والطرق, وجعلها مقرات ومتاريس, لقتال القوات الأمنية, وتم تفخيخ العشرات, من الدور والمنشآت المدنية, فكان أن تحولت, هذه الأبنية العامرة الى ركام, حيث تجاوز حجم الدمار, في بعض المدن 90 % من بناها التحتية .
    كما إن المشاريع النفطية والصناعية, في المناطق التي احتلها داعش, أصبحت ركاما, ولحق الدمار والخراب جميع مرافقها, بعد أن  قامت داعش, بسرقة وتحطيم ما بقي منها, فأصبح مصفى بيجي, وهو من اكبر المصافي في الشرق الأوسط, في طي النسيان, ويحتاج مئات الملايين من الدولارات, لإعادة إنشائه مرة أخرى .
ولا بد بعد التحرير, أن يتم التوجه, لإعادة إعمار هذه المدن المحررة, وإعادة رونقها الزاهي إليها, لتكون عامرة أفضل مما كانت عليه, وتمارس دورها في بناء العراق, وإزالة مظاهر الدمار, الذي طال بناها التحتية, وجعل بيوت ساكنيها, أشبه بخرائب محطمة, وهي مسؤولية وطنية, يتحتم على العاملين, في إدارة البلاد القيام بها .
    ولأن هذه المناطق والمدن, بما يعادل 40% من مساحة العراق, لم يتم تحريرها, وإزالة ظلام الإرهاب عنها, إلا بتضحيات شباب هبوا للدفاع عن أرضهم, وتخليصها من رجس الإرهاب, مابين حشد شعبي وجيش وشرطة, كان غالبيتهم من مناطق الوسط والجنوب, وقدموا أرواحهم ودمائهم, فداءا للدفاع عن وطنهم, وأبناء شعبهم في هذا المناطق, حتى بلغ عدد الشهداء, الذين استشهدوا في عمليات التحرير, أضعاف ضحايا المناطق المحررة .
وكانت أموال نفط البصرة, وميسان وواسط وذي قار, تذهب لتمويل هذه الحرب, التي أثرت على اقتصاد البلاد, وعلى مشاريع التنمية فيه, وخصوصا في المناطق الآمنة, وشرع أبناء الوسط والجنوب, تشاركهم في ذلك العتبات المقدسة في كربلاء والنجف, بتسيير مواكب الدعم والتمويل, لحشدهم وجيشهم ودعم النازحين, الذين هجروا من منازلهم, في عملية تكافل اجتماعي, لم يشهد لها العالم مثيلا .
وما دامت الدماء واحدة, وحجم المعاناة اشترك فيها الجميع, لذلك عند التفكير, في إعادة إعمار المناطق المحررة, يجب التفكير في إعادة إعمار مناطق المحررين أيضا, فهذه المناطق قدمت خيرة شبابها, دفاعا عن الوطن, وبذلت أموالها من اجل تحقيق النصر, ومن حقها أن يكون لها, نصيبها في الإعمار . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/10



كتابة تعليق لموضوع : الإنصاف بين مدن المحرَرَين والمحرِرِين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net