صفحة الكاتب : احمد طابور

الكرة العراقية ، اين يكمن الحل ؟
احمد طابور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العنوان ليس مفاجاة وليس بهذا العرض الذي يمكن ان نتوه به ، فقد وضعت هذا العنوان لاتساءل  واياكم عن حل لمعضلة التقهقر والهزائم التي تمر فيها كرة القدم العراقية . 
بدءاًدعونا نتفق بان الرياضة العراقية بمجملها اصابها التقهقر وعجزت عن اللحاق بالركب التطوري الذي يتسابق فيه العالم رغم وجود الخامات والامكانات البشرية واللوجستية التي ان وظفت بصورة صحيحة لكان حال الرياضة العراقية باحسن من حالها الحالي بكثير . 
فالمشكلة تكمن في سوء الادارة فقد اثبتت التجارب الحضارية ان سبب تقدم تلك البلدان هي حسن ادارتها ، ولذلك تلاحظ بان للادراة  قصبة السبق في التحصيل  العلمي والمادي ، فلايدخل كليات الادارة  والاقتصاد الا ذوي المعدلات  العالية اسوة في الطب والهندسة عراقيا،  وتكون دراستها جدا صعبة والمتخرج منها بالضرورة سيجد عملا مربحا وراتبه يزداد طرديا مع حسن ادارته   ، عكس حالتنا العراقية فكلية الادراة والاقتصاد لا يذهب اليها الا ذوي المعدلات المنسحقة وتعتبر من الكليات الترفيهية ان صح تعبيري وخريجوها على افضل الاحوال باعة عند اصحاب المحلات !! 
الرابط في مثالي هذا ان ادارة  الرياضة واتحاد كرة القدم والذي هو اساس موضوعنا وقعت في فخ سوء الادارة  هذا والكل يعتقد بانه مدير ناجح وبامكانه  الادارة اذا ما حصل على طاولة وقلم ودفتر وكلمة استاذ !! ، والسبب يكمن في سوء الاختيار والية الانتخابات وضعف القانون ، الذي جعل من مجموعة ليس لها اي دور مجتمعي سابق في الادارة وفنها ، بان تتصدى للشأن الاداري الكروي  ولتتحكم بمصير الكرة العراقية وحين تسأل لماذا ؟ ياتيك الجواب جاهزا هي اللعبة الانتخابية ، فلذلك علينا التوقف طويلا امام تلك المعضلة وخصوصا  باننا نسير في درب التشكيل الديموقراطي  لمفاصل الحياة المختلفة والرياضة احداها ويجب ان نقاتل لترسيخ هذا الاساس . 
اين يكمن الحل ؟ 
هل هو بالفوضى الخلاقة  ام لي الاذرع ام بالقوة الجماهيرية ؟ 
اذا ماكانت بالفوضى الخلاقة ومن مبدأ ( اخبطها واشرب صافيها ) وذلك من خلال ترك الامور على عواهنها وزج الجميع في المشاكل وضرب هذا بذاك مع استمرارية الحركة افقيا وعدم التوقف الا ان تحدث  عملية الغربلة لنحصل على نتائج ايجابية وهذا الحل ربما سيكون سليما ، الا ان وقته طويل خصوصا عند مجتمع مثل مجتمعنا يطرب للمشاكل ويتغنى فيها فضلا عن اننا شعب صعب المراس.  
اما لي الاذرع وذلك بتدخل الحكومة كما كان يفعل عدي صدام مستغلا قوته والتي كان الجميع  يخضع لها مهما كان مقامه ولا احد يجروء ان يتحرك دوليا ، في العراق الجديد لايمكن ان يطبق هذا الفعل كوننا قد جربنا ذلك فسكن اعضاء الاتحاد مبنى الاتحاد الدولي شاكين ومتظلمين مما سبب مشكلة كبيرة باعتبار تدخل الحكومة المرفوض من قبل الاتحاد الدولي في شؤون الاتحاد العراقي ، ولذلك نأت الحكومة عن التدخل بعدما صدمها ابناءها باللجوء الى هكذا امر ولضعف الدولة لم تتخذ اي اجراء ضد من تجرأ ( وشرشح ) الحكومة دوليا ، فعليه اعتقد بان الحكومة اضعف من ان تنتهج منهاج لي الاذرع وتقرر ماهو مناسب وبالاخص وزارة الشباب  والرياضة التي يحاول وزيرها ان يرضي الجميع  ولا يتدخل في مشاكل ربما ستسبب له ضعفا في المستقبل ووجع رأس كما حدثت مع الوزير السابق  . 
اما القوة الجماهيرية والمتمثلة بالضغط الاعلامي والجماهيري من خلال المظاهرات والاعتصامات فهو حل سلمي حضاري جيد لكنني اتحفظ عليه وذلك لانه يتكون بلا رؤيا سابقة وخطط ستراتيجية مدروسة وحلولا بديلة ، واغلب المتصدين لهذا الشان تتغلب  عليهم  المصلحة الشخصية وهم طلاب مناصب او ثارات شخصية ، فأن نجحوا في تغيير الاتحاد فسيصدمون بذات المشكلة ،  من وكيف سينتخب الاتحاد الجديد لانهم كما اسلفت بلا رؤيا او خطة لادارة هذا الملف ، فسنعود الى مربعي الفوضى الخلاقة ولي الاذرع وسندور في دوائر المشاكل والتي تهدم ولا تبني شيء . 
الحل برايي يكمن في اعادة شاملة لالية الانتخابات لتشمل تصحيح جذري لهامن خلال استشارة واقحام ذوي الخبرة والمخضرمين بصورة جدية لا كما يحدث باستمرارمن اجل الترقيع الاعلامي وذر الرماد في العيون واسقاط فرض . ليتضمن  ايضا وضع عوامل الاطاحة بمن لا يقدم فعلا ايجابيا يتمثل في الانجاز وكذلك تشديد العقوبات على المزورين وتحديد الرئاسة لمرة واحدة يمكن تجديدها بعد دورة اخرى وتقليل المنح التي يسيل عليها اللعاب وسن قوانين تقلل من  الايفادات المترهلة والتي هي (سبيل ياعطشان ) ، وحصر وتقليل كل فعل يراد فيه الوجاهة والمنفعة من خلال التشديد على العقوبات التي اتمنى ان تصل للسجن وفرض غرامات مالية باهضة على من يثبت جرمه في التزوير او الاستفادة غير المشروعة ... الخ من بنود يضعها المختصون ، حينها سيهرب الطارئون وسيرجع اتحاد الكرة في حضن ابناءه الذين فعلا  همهم رفع اسم بلدهم ، وانا مؤمن وبقوة بوجود اشخاص همهم الوطني يفوق كثيرا منفعتهم الشخصية ، الا ان مثل هؤلاء حجبهم المنتفعون والانتهازيون . 
وكما قالوا " قد تحرك الهزيمة المشاعر ، وتظهر الامجاد مثلما يفعل النصر " 
ahmed.taboor@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد طابور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الكرة العراقية ، اين يكمن الحل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net