صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

بشرلوغيات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يُقال بالعامية "حيوان لوغية " أو "حيوان لوغيات" , أو "سرسرلوغي" و "سرسرلوغيات" ,  بمعنى القيام بما هو سافل ومنحط وطائش ومضر بالشخص وما حوله من السلوكيات وإتخاذ القرارات , وربما يكون أصلها من لغات أخرى , ولا أظنها من كلمة "لوكي".
 
تذكرت هذه المفردة اليوم وقد وضعتُ طعاما للحيوانات من باب الرأفة والرفق بالحيوان خلف سياج الدار , وفي الصباح وجدت جزءً من السياج عند موضع الطعام قد أصابه ضرر , فتأملت المنظر وأخذت أقارنه بالبشر!!
 
فهذه حيوانات وجدت نفسها أمام طعام مجاني لا يكلفها جهدا ولا عناء بحث , وإذا بها تتقاتل حوله وتتصارع وتتدافع وتصيب سياج البيت بضرر , أي كأنها تعاقب أو تنتقم من الذي أعطاها الطعام. 
 
ترى مالفرق بينها وبين البشر الذي يجد نفسه أمام ثروة ما , إرثا عائليا أو ثروة وطنية كالنفط , ماذا سيكون سلوكه؟
 
تأملوا معي ما سيحصل , الحيوانات تصارعت مع بعضها وحطمت سياج الدار , والبشر يتصارع ويسفك الدماء ولا يقتنع بما يغنم , ويحطم البلاد التي هي مصدر تلك الثروة.
 
قارنوا ما يحصل في بلاد نفطية كالعراق وليبيا وغيرها من الدول من حولكم , وستجدون السلوك البشري الطائش الذي لا يختلف عن سلوك الحيوانات التي وضعتُ لها طعاما رأفة بها , وإذا بالطعام يكون سببا للتقاتل والعدوان على بعضها وعلى الذي قدم لها الطعام.
 
هذه خلاصة سلوكية , وأكاد أجزم بأنها قانون سلوكي فاعل في الحياة البشرية , فهلا وجدتم إخوة وأخوات لم يتصارعوا على إرث ويتسببوا بأضرار جسيمة لجميعهم , وهل وجدتم أحزابا تسمي نفسها سياسية أو غير ذلك لم تتصارع وتسفك الدماء ,  وتلحق الضرر ببعضها البعض وببلادها؟!
 
هل ستجدون جوابا غير أنها "بشرلوغيات" , لا يمكن تمييزها عن "حيوان لوغيات" , وبسببها أصاب العباد البلاء وتدمرت البلاد , مما يشير إلى أن الثروات لا تنفع عندما يتحكم بها قانون  البشرلوغية , وأن على المجتمعات أن تدرك بأن القوة في العقل , وإذا ذهب العقل وإنطلقت النفس الأمّارة بالطيش والفساد والإنحطاط , فأن الأيام بلا حياة.
 
فانهروا "لوغيتكم" أي طيشكم , وعودوا إلى إنسانيتكم لكي تعز بكم الأوطان!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/31



كتابة تعليق لموضوع : بشرلوغيات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net