صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

العراق عاشر دولة شيعية في التأريخ..!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نُقل حديث عن السلسلة الذهبية لأهل البيت (ع)، عن الرسول الاكرم محمد (ص)، بأنه قال فيما مضمون حديثة، وكان الإمام علي، الى جنبه" سترفع لنا في الأمصار إثنا عشر راية، كلها تشهد لله بالعبودية، ولي ولك بالتصديق والتسليم، وستحكم في البلاد ويستظل بظلها العباد"...

 قبل أن نغوص في يم الحديث عن الحكم السياسي الشيعي للعراق، دعني أخذك بجولة محاكاة لبعض المعلومات الواردة بهذا الصدد، نتعرف من خلالها، على الأطر العامة للحكم السياسي الشيعي عبر التاريخ..

العراق ما بعد( 2003) هل سنعتبره الدولة الشيعية بالرقم ( 10)..؟ على مر الزمن الذي تلى نقطة الانعطاف في عام (41هــ)، حيث تسليم السلطة لــ"معاوية إبن ابي سفيان" وتمرده على بنود الصلح مع الإمام "الحسن إبن علي"، (عليهما السلام) ..

على المستوى السياسي، نستطع أن نقول بأن الإمام "الحسن" برجوعه للمدينة، قد أسدل الستار على العمل السياسي الشيعي (المعارض المتصادم) مع الحكومة، حتى إن الراويات تنقل، بأنه هو أخر من صلى صلاة جمعة بالفقه الشيعي..! و كانت في مسجد الكوفة بالعراق، ولم تصلى صلاة الجمعة من بعده حتى من قبل الائمة من ولده وولد أخيه الحسين، وقد يكون السبب لأنها الفرض الوحيد الذي يكون بتماس مباشر مع السياسة، لاحتواءه على الخطبة السياسية، ومن جانب اخر إنها لا تتم إلا خلف الامام المبسوط اليد في البلاد، كما يرى ذلك ويؤكده الفقه الشيعي (الاثنا عشري)..

من بعد هذه المقدمة البسيطة في بيان نقطة بداية الانطواء السياسي المعارض، قد يقول قائل "وهل ثورة الامام "الحسين" في كربلاء لم تكن تصادم مع الحكومة..؟" فنقول نعم إنها كذلك لدرجة الفاجعة، ولكن لم يكن شأنها شأن سياسي لكسب رهان الحكم على العراق، بل إن خروج "الحسين" كان لطلب الإصلاح في الدين والأمة، وهو كان يعلم بأحاديث جده "الرسول" بأنه مقتول مسلوب، وسيحكم بعده "يزيد إبن معاوية" ومن بعده ولده ثم العباسيين.

وسنورد أدناه الدول الشيعية التسعة، والتي سبقت الدولة العراقية لما بعد عام 2003 وهي كالتالي:-

1- دولة الأدارسة (788 ــــ991 ) م :-

أسسها العلوي "إدريس إبن عبد الله" حفيد الإمام الحسن (ع) في المغرب العربي، وكانت تتدين بفقه الفرقة الزيدية، وإتخذت من مدينة "واليلي" عاصمة لها، ونشأت هذه الدولة على أثر حركة سياسية معارضة، قادها "إدريس بن عبد الله" في الوقت الذي يقود شقيقه "يحيى" حركة أُخرى في إيران، إتسعت نفوذ هذه الدولة بداية الأمر، ولكن الخليفة العباسي "هارون الرشيد" إستطاع إحتواءها والقضاء عليها بعد إغتيال مؤسسها "إدريس" وهو شقيق "محمد النفس الزكية" و "إبراهيم" اللذان قاما بثورة اخرى ضد الخليفة العباسي فيما بعد..

2- دولة العلويين ( 864 ــــ 928) م:-

قامت هذه الدولة في إيران، ومؤسسها هو "حسن بن زيد" وأيضا كانت تتفقه بفقه الفرقة الزيدية، أسقط حكمها السامنيون لمدة أربعة عشر سنة، وإستطاعت بعدها إستعادة الحكم لفترة إخرى.

3- الدولة البويهية ( 934 ـــ 1062) م :-

أسسها "علي بن بويه" من بحر الخزر، قام مؤسسها بالسيطرة على بلاد فارس، واتخاذ مدينة (شيراز) عاصمة له، في الوقت الذي كان شقيقه "حسن" قد حكم السيطرة على منطقة "جيبيال" واتخاذ (الراي) عاصمة له، تمكن بعدها شقيقهم الأصغر "أحمد" من السيطرة على العراق، واتخاذ بغداد عاصمة لدولته عام (954) م وكانت دولتهم تدين بالفقه (الاثنا عشري)، وكان اول حكم "كونفيدرالي" طبق في زمنهم بين ثلاثة امارات (فارس وجيبال والعراق).

4- الدولة الحمدانية ( 890 ــ1004) م :-

مؤسسها هو "حمدان بن حمدون" من إصول عربية، ترجع الى قبيلة وائل، بدأت دولتهم في الموصل، ثن انتقلت الى بغداد، لتستقر بعدها في حلب، وتميزت بعصر ذهبي ملفت للنظر، وعلى جميع الاصعدة، تخرج من موروثها الفكري فطاحل الشعراء، مثل (ابو فراس الحمداني والمتنبي وغيرهم)..

5- الدولة الفاطمية ( 909 ــ1171) م :-

منشأ هذه الدولة منشأ فطري بين البسطاء، إستمد قوته من العشق الحسيني، والإرتباط الشيعي الوثيقي بقضية الامام الموعود، بدأت بالعمل على نطاق واسع من ارض المغرب، لتمتد بالنفوذ الى الدولة الأفريقية، وبالخصوص مصر ، لتمد بعدها الى الشام بمباني الخلافة الشيعية في العالم العربي، مؤسسها هو "عبيد الله المهدي بالله" وهو علوي من نسل الزهراء لولدها الحسين (ع)، كان لهم الدور الاول والأخير بتشيع أهالي مصر وبناء الدولة الفاطمية هناك.

6- الدولة الصفوية ( 1501 ـــــ 1785 ) م :

مؤسس الحراك الأول هو الشيخ "صفي الدين الاردبيلي" وكان ذلك عام (1300) م، كحركة للفرقة الصوفية، الى ان وصل "اسماعيل الصفوي " لقيادة الحركة عام (1494)م ،استطاع ان يفرض سيطرته على بلاد فارس، وإعلان المذهب "الشيعي الجعفري" هو الرسمي للدولة، وكان رجلا متدين بدين وأخلاق أهل البيت، لدرجة كبيرة، الأمر الذي جعله محبوب مقدراً محترماً بين سكان بلاد فارس، ودفعهم ذلك الى أن يتدينوا بدينه و مذهبه، وترك الاديان التي كانوا عليها.

7- الدولة الزندية ( 1750 ـــ 1794 ) م :-

تأسست في بلاد فارس أيضا، ومؤسسها هو "كريم خان زند" وكانت عاصمتها (شيراز)، وهم "أكراد فيليين" وتعتبر اول وأخر دولة اقاموها الاكراد الفيليين، وصل حكمهم حتى منطقة البصرة.

8- دولة أوده ( 1722 ـــ 1858 ) م :- تأسست في الهند على يد "سعادة علي خان" وكانت لها سطوة كبرى في وقتها.

9- الجمهورية الإسلامية الإيرانية (1979) :-

قامت بعد ثورة عارمة إسقط على أثرها حكم الشاه، الحاكم المستبد الدكتاتوري في إيران، مفجر الثورة هو الإمام الراحل "روح الله الخميني" إتخذت من (طهران) عاصمة له، وتتفقه بالمذهب الاثنا عشري، لها الدور الأكبر في تبني الحركات الاسلامية وغيرها المناوئة والمعارضة للحكم الدكتاتوري في العراق ما قبل 2003 م، فضلا عن تبنيها القضية الفلسطينية، والسورية، واللبنانية، واليمنية، وغيرها من حراك يدعو لتحرر تلك البلاد من شبح الإرهاب والاضطهاد، ولازالت قائمة لغاية الان.

10- العراق (2003) م :-

يعتبر السيد" محمد باقر الحكيم" هو رجل المرحلة الأول لأنشاء هذه الدولة، بالإشتراك مع أدوار الشركاء الآخرين، بعد إستشهاد المرجع والمفكر"محمد باقر الصدر" إبتدأ الحراك من العراق لينتقل الى بلاد فارس وسوريا، ومن ثم الى مؤتمرات في امريكا وبريطانيا، ليسقط بعدها الحكم البعثي في العراق بعد (40) سنة من الظلم والاضطهاد، على الرغم من إستشهاد السيد "محمد باقر الحكيم في أول عام من تشكيل الحكومة، وفشل حزب الدعوة في ادارة الحكم، لكننا في النتيجة نستطيع أن نقول : "بأن العراق اليوم، هو عاشر دولة في التاريخ السياسي الشيعي..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/31



كتابة تعليق لموضوع : العراق عاشر دولة شيعية في التأريخ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net