صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

هشام الجنابي .. الصقر الذي حلق عاليا
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    لا تحس بوقع خطواته حين يسير, فلا تشعر إلا وهو بجانبك, عيناه ترقب ما حوله فهكذا تعود, يلقي عليك التحية بكل هدوء, ثم يسير الى المجهول, يغيب ساعات ثم يعود, محملا بشراك الدواعش وفخاخهم .

    التحق خبير المتفجرات هشام الجنابي, بسرايا الجهاد تشكيل فجر, عند صدور فتوى الجهاد الكفائي, التي أطلقها سماحة المرجع السيد السيستاني " دام ظله ", وكانت مشاركته الأولى في تحرير جرف النصر, فكان هشام يتقدم الصفوف, باحثا عن عبوات الدواعش وشراكهم, التي نصبوها للمجاهدين, الذين لا يتقدمون إلا بإيعاز من هشام, الذي رفض أن يترك رفاقه, بعد أن ابلغوه باستشهاد شقيقه, إلا بعد إكمال تحرير جرف النصر, فقد كان يردد: إن حياة إخوتي المجاهدين, أهم من ذهابي, لمجلس عزاء أخي الشهيد .

   وهكذا استمر هشام, في عمله مع تشكيل فجر, في كافة معاركه وأهمها الصقلاوية, التي أجمع الخبراء العسكريون, إن التقدم باتجاهها من قاطع فجر, هو بمثابة انتحار, لكثرة العبوات التي كانت مزروعة, على الطريق السريع وعلى جنباته, وتعدد نوعياتها, فقد تعددت بين المزدوجة والفردية والعنكبوتية, وبين التي تستهدف الأشخاص وتستهدف الآليات, وطول المسافة التي تم زراعة العبوات فيها, فشمر هشام عن ساعده, وصار يذهب بعد مغيب الشمس, ولا يأتي إلا قبل شروقها, ولمدة 15 يوما, أتى بعدها أمر الانطلاق باتجاه الصقلاوية, والمجاهدون يرون إن " مساطر العبوات" قد تم تفكيكها, وهي مرمية أمامهم, حتى أطراف المدينة .

إن كانت فوهات البنادق, هي التي تصنع النصر, فإن أنامل هشام, التي فككت المفخخات, وأزالت عبوات الدواعش, وعيونه التي كأنها عيون الصقر, تلمح أسلاكها التي تصل دقتها أحيانا, بقدر خيط الإبرة, قد صنعت انتصارات وأنقذت أرواح الكثير من المجاهدين, الذين كانوا يعشقونه, وجعلوا ثقتهم به, ولكنه كان دائما ما يتمنى ان يكون شهيدا, وإنه لم يأتي للجهاد إلا لينال الشهادة, فكتب على صفحته الشخصية في الفيسبوك, قبل التحاقه الأخير :" دخلنا مدرسة الجهاد لنتخرج شهداء" .

فكان أن نال ما تمنى, وذهب شهيدا سعيدا, بعد أن كان يعالج شراك الدواعش وفخاخهم, رغم إن رفاقه أوصوه بالحذر, فأجابهم وهو مبتسم : نحن لا نهاب الموت إن وقع علينا أم وقعنا عليه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/28



كتابة تعليق لموضوع : هشام الجنابي .. الصقر الذي حلق عاليا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net