صفحة الكاتب : صالح المحنه

مرحلةُ مابعد داعش وقلقُ الفاسدين
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تساؤلات كثيرة تُثار وتُطرح في الشارع العراقي وفي وسائل الإعلام  عن مرحلة مابعد داعش بقصد وبغير قصد ، وكلّما أقتربت نهاية تنظيم الكفر الداعشي كلّما إزدادت شدة التساؤل وتصاعدت حمى التوقعات والإحتمالات عما تحمله المرحلة الزمنية القادمة من أجندات ، ويبدو أن  حالة  الخوف والقلق والترقّب لجديد المرحلة القادمة بعد القضاء على الإرهاب الداعشي ظاهرة بشكل واضح عند بعض المواطنين وهم صادقون بنياتهم وإحتمالاتهم لأنهم يخشون على مستقبل ومصير عوائلهم وهم غيرُ ملومين على ذلك لأنهم الطرف الأضعف والمتضرر في جميع المتغيرات وهم الهدف والضحية لكل المؤامرات ، ولكن ثمّة فئةٌ في الدولة العراقية هي الأشدُّ قلقاً من طي صفحة هذا العدو الداعشي ! وهذه الفئة تمثّل عصابة من رؤوس الفساد، تتغلغل في مفاصل الدولة ، هؤلاء لايسرّهم إنتهاء الحرب وتوجه الدولة للشأن الداخلي ! فلقد أدمنوا الرذيلة وتنازلوا عن الشرف وارتبطوا بأجندة خارجية ومافيات عالمية لتهريب وسرقة المليارات العراقية ، هؤلاء قدّمت لهم داعش خدمات جليلة لتسهيل مشروعهم الإجرامي ووفرت لهم غطاءً مهما لفسادهم وسرقاتهم ، عندما شاغلت أجهزة وأمكانيات الدولة الرقابية في حربها. فهذه الفئة تسعى بكل جهدها وبمساعدة عملاء الداخل والخارج لإفتعال الأزمة تلو الأزمة ومنذ العام  2003 لمشاغلة الدولة وأجهزتها الرقابية عن متابعة ملفات الفساد المتراكمة، ولعل هذا هو أهم أسباب مخاوف وقلق المواطن من مرحلة مابعد داعش ، لأن أولئك الفاسدين لايعنيهم من البلد شيئا إلا مصالحهم وحتى لو باعوا الأرض والعرض ، وهم الآن من يشيع ويبث المخاوف عن مرحلة مابعد داعش في الشارع العراقي لتهيئة الأجواء العامّة والشعبية لأزمة جديدة توفر لهم الإفلات من المتابعة الرقابية والقانونية ، وللأسف أن بعضهم يحتل مناصبا مهمة  في الدولة قد ضمنتها لهم المحاصصة الطائفية والحزبية . ولو كانوا يمتلكون شرفا وطنيا لما بثوا هذه المخاوف ولسخّروا جميع امكانياتهم لترميم ماخربته داعش . فالقضاء عليها عسكريا لايعني إزالة آثارها التخريبية وتركتها التدميرية على البلاد والعباد حتى يفكّر البعض بماسيحدث بعده ؟  مئات الآلاف من الأسر النازحة والمشرّدة قد تهدّمت بيوتها وتعاني الأمرّين من قساوة الظروف البيئية الى المعاناة الصحية وهم بأمس الحاجة الى الرعاية والإهتمام و إعادة بناء بيوتهم وعودتهم بأسرع مايمكن الى مدنهم المحررة من داعش ، مدنهم هي الأخرى بلغت بها المعاناة حد الإندثار في أغلب مرافقها ، المستشفيات والمدارس والطرقات والخدمات الأخرى كلها تقف على حافّة الإنهيار إن لم تكن منهارة ، أليس التفكير بإعادة تأهيل المدن المُحررة وتهيئة السبل المناسبة الكفيلة بمساعدة النازحين وتأمين عودتهم الى ديارهم أفضل من حالة الترقّب والتوقعات لما سيأتي بعد داعش؟   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/27



كتابة تعليق لموضوع : مرحلةُ مابعد داعش وقلقُ الفاسدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net