"إسرائيل" تقف وراء مأساة مسلمي ميانمار

 تُعتبر قومية الروهينغا المسلمة التي تقطن في ولاية أراكان غربي ميانمار او بورما، من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، وفقا لتقارير منظمة الامم المتحدة، فقد جُردوا من جنسيتهم ولا يسمح لهم بالسفر دون إذن رسمي، ومنعوا من امتلاك الأراضي، وطُلب منهم التوقيع بالالتزام بألا يكون لهم أكثر من طفلين، وتعرضوا الى ابادة جماعية، في ظل المجلس العسكري البورمي منذ سنة 1978، وقد فر العديد منهم إلى بنغلاديش ويعيشون لاجئين في مخيمات هناك وفي عدة مناطق داخل تايلندا على الحدود مع بورما.

يتعرض الروهينغا لعدة أنواع من الابتزاز والضرائب التعسفية ومصادرة الأراضي والإخلاء القسري والاضطهاد الديني وتدمير منازلهم وفرض قيود مالية على الزواج، كما يتم استخدامهم كعمال سخرة في الطرقات ومعسكرات الجيش، ويتعرضون لهجمات ينفذها الجيش الميانماري (البورمي) أسفرت عن مجازر على نطاق واسع، كما مارس الجيش عمليات اغتصاب ممنهجة ضد نساء الروهينغا وتدمير المساجد وحرق البلدات والقرى.
في أعقاب “عملية الملك التنين” المسماة ناجامين للجيش البورمي في سنة 1978 فر أكثر من 200،000 من الروهينغا إلى بنغلاديش، ومابين 1991-1992 جرت موجة جديدة من الهروب، حيث فر أكثر من ربع مليون روهينغي إلى بنغلاديش، ومنذ عام 2012 والى الان يتعرض الروهينغا لحملة تطهير عرقي من قبل عرقية الراخين البوذيين بالتواطؤ مع الجيش، وقد تم تدمير قرى كاملة للروهينغا وقتل الالاف منهم حرقا ، وتشريد عشرات الالاف، واتهمت منظمات انسانية الجيش والشرطة البورمية بأنهم لعبوا دورا أساسيا في استهداف الروهينغا خلال الاعتقالات الجماعية والإفراط في العنف.
من المآسي التي تعرض لها الروهينغا والتي وثقتها منظمات دولية كانت جرائم مروعة تمثلت بوضع اللاجئين الروهينغا الهاربين الى تايلندا في قوارب وقطرها الى البحر وتركهم يغرقون بين الامواج العاتية، فقد روى بعض اللاجئين الذين انقذتهم السلطات الاندونيسية قصصا مروعة عن جرائم الجيش التايلاندي الذي القى القبض عليهم وضربهم ثم إرسالهم إلى عرض البحر وتركهم هناك.
الجرائم الكبرى التي ترتكب ضد المسلمين في ميانمار، لم تحرك شعرة واحدة في جسد المجتمع الدولي، بل على العكس تماما، ساهم هذا المجتمع الدولي بصمته، على تشجيع الجيش الميانماري على مواصلة جرائمة المقززة ضد الاطفال والنساء دون اي خوف من المساءلة او المحاسبة.
لقد اثار الصمت المخزي للمجتمع الدولي ازاء مآساة الروهينغا علامات اسئلة كبيرة عن الاسباب التي وراء هذا الصمت المطبق للمنظمة الدولية وللغرب وامريكا الذين يرفعون لواء الدفاع عن حقوق الانسان ، ازاء هذه المأساة، ولكن علامات هذه الاسئلة ما اسرع ان تبخرت مع التقرير الذي نشره موقع “وللا” “الاسرائيلي” يوم الاثنين 21 اذار/مارس الحالي، والذي كشف عن تورط “اسرائيل” في الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في بورما، وهذا التورط “الاسرائيلي” هو الذي كمم افواه واغلق عيون المجتمع الدولي ازاء الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين في ميانمار، وحال دون مساعدة المسلمين او معاقبة المجرمين.
وحسب الموقع “وللا” فان “إسرائيل” تعد “الدولة” الأبرز التي تزود الجيش في ميانمار بالسلاح على الرغم من إدراكها لحجم تورطه في جرائم ضد الإنسانية تستهدف المسلمين هناك، وان العلاقات بين “إسرائيل” وميانمار (بورما سابقا) تعود إلى العام 1953، وأن رئيس الوزراء الميانماري الأول أو نو، كان أول مسؤول أجنبي يزور “إسرائيل” بعد الإعلان عنها، وذلك عام 1955، فقد زودت “إسرائيل” في خمسينيات القرن الماضي ميانمار بطائرات من طراز “سبيفاير”، وأن رئيس وزراء “اسرائيل” ديفيد بن غوريون واثنين من وزرائه ؛ هما وزير الحرب موشيه ديان ووزير العمل شمعون بيريس، قاموا بثلاث زيارات متتابعة خلال العام 1958 لميانمار.
يبدو أن الانقلاب العسكري الذي وقع في ميانمار عام 1988 وأفضى إلى إسقاط الحكم المدني؛ مثّل نقطة تحوّل فارقة نحو تعزيز العلاقات مع “إسرائيل”، ويشير الموقع إلى أن تقريرًا سابقًا أصدرته “شركة الاستخبارات المدنية” (جينس)، نشر عام 1989؛ أظهر أنه في أعقاب فرض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مقاطعة على الحكام العسكريين لميانمار، التي كان يطلق عليها بورما، فقد كانت “إسرائيل” هي الوحيدة التي واصلت مدها بالسلاح الذي هدف بشكل أساسي إلى قمع المظاهر الاحتجاجية ضد حكم العسكر.
وأشار موقع “واللا” إلى ان الجنرال أونغ هلينغ، المسؤول الرئيس عن المجازر التي يتعرض لها الروهينغا، يرتبط بشكل خاص بعلاقات وثيقة بالمؤسسة الأمنية “الإسرائيلية“، حيث قام في العام 2015 بزيارة رسمية لـ“اسرائيل”، التي حاولت إخفاء حدوث الزيارة والتعتيم عليها خشية الوقوع في حرج مع المجتمع الدولي، إلا أن “هلينغ” كشف عن الزيارة في صفحته على “فيس بوك”، وأشار إلى أنه وقع عقودًا لشراء سلاح من “إسرائيل“، وتدريب لقواته فيها.
وشدد “واللا” على أن ما يعزز النفوذ “الإسرائيلي” في ميانمار؛ حقيقة أن قيادة الجيش هناك ما زالت تحتفظ بنفوذ قوي وحاسم في البلاد على الرغم من الانتقال للحكم المدني، منوها إلى أن الجيش يحتكر ربع عدد أعضاء مجلس النواب ويسيطر على وزارات الدفاع والأمن الداخلي وأمن الحدود.
رغم انها حقيقة مؤكدة، الا ان ما كشفه موقع “واللا” “الاسرائيلي، جاء ليكثف هذه الحقيقة التي مفادها: ان كل الكوارث التي نزلت بالدول والمجتمعات العربية والاسلامية كتقسيم السودان ودمار ليبيا والحرب المفروضة على سوريا والعراق واليمن، والفوضى التي تعم افغانستان وباكستان والصومال ونيجيريا ومالي، ونشر فيروس التكفير المتمثل بـ“داعش” والقاعدة والجماعات التكفيرية، وقبل كل هذا وذاك الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطيين وتهويد القدس وتشريد الفلسطينيين، هي من صنع “اسرائيل” بالتواطؤ مع الاسف الشديد مع انظمة عربية رجعية تعتقد ان ارتباطها ب“اسرائيل” سيعصمها من دسائسها ومكائدها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/23



كتابة تعليق لموضوع : "إسرائيل" تقف وراء مأساة مسلمي ميانمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net