صفحة الكاتب : هناء احمد فارس

كذبة:-
هناء احمد فارس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كذبة ،مجرد كذبة صغيرة كانت كافية لنزع فتيل الازمة كما يقول اغلب مذيعي الاخبار ،ولكن حتى تلك الكذبة الصغيرة كانت غير ممكنة بالنسبة لي ،فما معنى ان اكذب او اغير الحقيقة من اجله ، لماذا لايمكن ان اخبره بالحقيقة، الحقيقة فقط بدون خداع ،لقد قالت احد الممثلات الفرنسيات قبل فترة طويلة( اني احب ان اكذب، الكذب يجعل المراءة تبدو اجمل) ذلك قولها هي الغانية الباريسية وماشأني انا المراءة الشرقية ، ولكن ماكان يفصلني عن الازمة معه لم يكن اكثر من كذبة صغيرة،ولكن الم يكن سيبدو على وجهي ملامح تلك الخطيئة وهي الكذب ولكن مهلا اية ملامح؟ وهل سيبدا انفي بالاستطالة كأنف ((بنكيو ))اللعبة الخشبية في قصص الاطفال بالطبع لست كابنكيو ولن اكون ،لقد قراءت مرة ان الذين يكذبون يتفادون النظر في عيون من يكذبون عليهم ،حسنا سانظر مباشرة في عين من اكذب عليه ولن ترمش عيني برهة هكذا سيقتنع بكذبي .
ولكن لماذا ساكذب ،هل ساكذب لارضائه ؟ وكما يقولون الكذبة تتبعها اخرى ربما لن تنقذني من اشتعال الازمة كذبة واحدة ،ربما ساحتاج واحدة اخرى وبعدها واحدة اخرى ،وهكذا سيصبح لدي حبلا كامل من الكذب ،والناس عادة تقول الكذب حبله قصير ولكن ما اكثر الناس الذين رايتهم يملكون حبالا متعددة من الكذب  ،حبالا كثيرة لاتعد ولاتحصى ولم ينقطع احدها يوما ،ولكن لو اني كذبت من اجل انتزاع فتيل الازمة ذاك ،ساكذب بعدها لان تغيير حقيقة واحدة يتطلب تغيير حقائق اخرى ، وهكذا سيصبح لدي الكثير من المتضادات ،فعلت ولم افعل ،قلت ولم اقل ونعم وكلا وغيرها ،حينها ستتداخل الامور بالنسبة لدي كيف لي ان احفظ كل هذا ،حتما ستتداخل في ذاكرتي وتختلط ولن اميز حينها متى قلت نعم ومتى قلت لا، سيكون الامر اشبه بوجود امراءتين في جسم واحد او دماغين في عقل واحد ،وعندها سافقد نفسي لن يكون هناك وجودا لانا ستختلط مع الاخرى، اصبح مزدوجة الشخصية كما يقولون فهل سيحب عندها انا ام هي ،لن اميز ذاتي بعد تلك الكذبة ستضيع وسط تلك الاكاذيب كلها ،وعندها ساقضي عمري اتسأل هل يحبني ام يحب الاخرى وبعدها هل يستحق ان ابدل نفسي من اجله؟
هل يستحق ان انشطر الى ذواتين مختلفتين فقط لارضائه؟
ربما سامضي عمري استحث ذاكرتي على تذكر ماالذي قلته ومالذي كذبت بشانه؟
ترى هل يستحق الامر ان افقد ذاتي؟
هل ممكن ان اختلف مع نفسي من اجل اخر؟
لن يكون ذلك امر بغاية السهولة ،وهل الامر يستحق التضحية ،وهل تلك الكذبة ستغير شيئا ، لا اعتقد ذلك .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هناء احمد فارس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/27



كتابة تعليق لموضوع : كذبة:-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net