صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

كناري الرصيف
عزيز الحافظ
الصمت يلتهم الرصيف المتسع ،قدمت من الطرف البعيد وجاء من الطرف الاخر فاحتضنا النهايتين وشرعت الاقدام الاربعة تقترب رويدا رويدا... تعودت نواظره ان تبحر في الفضاء الارضي الفسيح البعيد، كانت في قمة الإناقة تتمايل بغنج غريب ترتدي في تلك المنطقة الشعبية ملابسا تلفت الانظار بحداثتها وغرابتها في الحي الذي تمرّ به.بنطلون بلون اخاذ ،قميص يتدلى منه اعذاق الثديين بتميز، نظارات ملونة واسعة، شعر غجري مجنون مطلق السراح اللامشروط ، قامة جسد متوسط الاكتناز. كانت تسير بمحاذاة الشارع فالرصيف يتصل بجدار طابوقي عالٍ لكراج حكومي كانه جدار سجن شاهق. كان الطرف الاخريسمع ابواق السيارات وهي تقترب من الانثى التي اخطات بالظاهر توقيتات وحشة التواجد المكاني فيشاهد كتلتها الجسدية تبتعد شبه مذعورة للجدار ملتجأه لاحتضانه الافتراضي مثل أنثى كناري تهرب من ملاحقها... تتوافد على قفص مسيرها، سيارات المعاكسين واحدة تلو الاخرى وتزاول هي نفس عملية الكر والفّر بتوئدة وتهذيب وتأفف مكنون. توقفتْ عند الناصية عدة سيارات دون جدوى كانت استجابتها العزلة والتوقف والهسيس والتظاهر بالعودة عكس السير والزفير الساطع ولكنها دائما كانت تبحلق بهيئات المعاكسين دون ان تشيح النظر عنهم مما ولّد للناظر البعيد ذاك مشهد المقارعة الأنثوية الخلابة المنظر...
كان الشخص القادم لمسارها يتمنى ان يركض لنجدتها ولكن التمني محال في رسم النوايا الطيبة فقد تظنه قيس اخر قادم للمعاكسة لذا اختار التروي في خطواته نحو ها فهي لم تكن تنظر لفضاء المسار القادم قدر انشغالها بتوقي غزل اصحاب السيارات وازعاجهم و نفيرابواق سياراتهم الامتموسق ودعوتها للصعود مع ان هيئتها لاتوحي بالريبة ابدا.ملت نواظر ه من تكرار هزل الموقف المسرحي فربما لايسر تدخله المعاكسون وينال الاذى منهم وخاصة هو غريب عنها ولايمكنه اثبات العكس ولكنه احتضن الشيم لتخليصها وقرر المجازفة والتدخل مهما كانت العواقب وبين ضبابية الموقف ومرور الدقائق كاد يصل لكتلتها المتحسسة من المعاكسة واذا تقف سيارة من العشرات التي توقفت ومضت وعادت ومضت وباألية تلقائية هربت للجدار ثم سمعت كما سمع هو.. صوت اسمها من السائق، خفضت راسها رفعت نظارتها تبسمت على الفور! انه فارس انتظارها فتحت باب السيارة وصعدت وسط ذهول الناظرين وطابور المنتظرين قبل ان تتهالك في مقعد السيارة التي كانت قبلة إنتظار فارسها الكناري الذكرالمتاخر الموعد والقدوم على التحليق مع كنورته التي لاحقتها الصقور!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/27



كتابة تعليق لموضوع : كناري الرصيف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net