صفحة الكاتب : امل الياسري

"وما يعلم جنود ربك إلا هو"
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المؤمن بعمق قضية ما، ينظر بعين الباريء عز وجل، فتجد القائد على أكمل وجه يكتب ويدون، ويضع الخطط ويقدم نفسه على الآخرين، في خط المواجهة والتصدي، ولا يخافون إلا على الدين والعقيدة، فهم نذروا أنفسهم لها، وتراهم سعداء بأية نبوءة مقدسة تخص رحيلهم عن الدنيا، ما دام الأمر يعني، أن تتشح المسافة بين الأرض والسماء، بصفة العطاء والتضحية بلا حدود، عندها يقتحم منايانا لتتحقق أمانينا، فأي جندي أنت أيها الحكيم؟!

مجاهد ثائر يغوص في أعماق الماضين، فيحسب بدقة متناهية عناصر كل معكسر على جهة، ويرى الفرق الكبير بينهما، فيجيب الدم والدمع: هناك رحيل ووادع يرتشف السعادة من خلال الشهادة، وهي هويتنا في الأول من رجب، ذكرى إستشهاد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، وفي الجانب الآخر معكسر يذوق الخيبة والخسران، لا يحظى إلا بالخرافة والسخافة، لذا كانت نفوس شهدائنا الأبرار، تبتلع حماقات الآخرين وآخطاءهم، وعلى رأسهم شهيد المحراب وعزيز العراق.

رسالتنا عن الأول من رجب يوم الشهيد العراقي، بدأت من أعماق بيت علوي حسني طاهر، من بيوت أذن الله أن يرفع فيها، إسم الجهاد والمقاومة ضد الظلم والظالمين، ذرية بعضها من بعض، يستريح تحت خيمتها كل مكونات العراق، وأطيافه، وقومياته، إنه يوم لكل الشهداء الذين منحوا أرواحهم لتستريح أرواحنا، ونحن ندرك أن لله جنوداً لايعلمهم إلاهو، حين يختارهم فرداً فرداً، ليكونوا بين شهداء على الأمة، فيحل النصر ببركة أجسادهم المقطعة.

إذا حلَّ حب الخالق في قلب المؤمن المجاهد، وركز الى الحرية الحمراء، فلقد أصلح الله باله، وزاد بدنه قوة ليتحمل مقدار البذل الذي سيمنحه للآخرة، ويسعد قلبه بهذا المنح الإلهي، ويطمئن أن رحيله يعني الحياة مجدداً، ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة، فقد أنتج يوم الشهيد العراقي نصراً خالداً وشامل،اً ترنو إليه الأبصار والبصائر، فمواكب الشهداء تكتب تأريخاً عظيماً، يخط في ديباجته: إنما خرجنا لطلب الإصلاح في أمتنا، فهيهات منا الذلة. 

الجانب المعنوي العقائدي للشخصية الثائرة، المناهضة للظلم والفساد، يركز عليها العدو التكفيري، بغض النظر عن دينه ومذهبه، فكيف بالإرهاب الوهابي، الذي حاول قمع الروح المطالبة بالجهاد ضد الطغاة، لكي يشيع السكوت والخوف من السلطة الحاكمة، وهذا ما يرفضه الأحرار والصالحين، الذين يخففون الثقل عن الأمة المضطهدة، ويهبون أجسادهم من أجل ولادة جديدة لها، معبدة بدماء طاهرة، فالشهادة لجندي من جنود الله ليست رسالة موت، بل رسالة حياة وخلود هدفها الإنتصار


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/12



كتابة تعليق لموضوع : "وما يعلم جنود ربك إلا هو"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net