صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العراقي وأشخاص الكراسي؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كتاباتنا وحواراتنا ونشاطاتنا المتنوعة، تدور حول الأشخاص وتتناسى الوطن والمواطن , فالمقالات التي تتحدث عن الأشخاص تكون مقروءة أكثر من المقالات التي تتحدث عن ظاهرة أو موضوع يهم المواطن والمصلحة العامة.
فهل لدينا ميل غريب وربما منحرف للإهتمام بالأشخاص، بدلا من الوطن ومصالحه ومصالحنا العامة.
فقد تحدثنا وكتبنا الآلاف من المقالات عن الأشخاص، خلال الأعوام الماضية، وما تجد إلا القليل منها التي لا تتناول هذا وذاك من أصحاب الكراسي والسلطة في البلاد.
فلماذا هذه الوسوسة بالأشخاص؟
هل لأن الوطن يتحول في وعينا إلى شخص ؟
هل لأن الوطن فئة أو طائفة؟
هل لأن الوطن كرسي أو حزب؟
إن هذه الكتابات والولع المريض بالأشخاص، يؤكدان أن الوطن مغيّب عن وعينا، وأننا بشر بلا وطن كالآخرين، وإنما وطننا الكرسي والسلطة وحسب.
وإلا ماذا يعني أن ينشغل الناس بفلان وعلان من أصحاب الكراسي، ويدخلون في أنفاق وإلتواءات ، ويفقدون بوصلة الطريق الصحيح ، وينحدرون في عثرات الدروب والوديان والجحور والأنفاق والآبار الظلماء.
مَن هو فلان أو فلان؟
لماذا لا نكتب بمداد عراقي وبيراع الوطن العراقي ؟
هل لأننا قتلنا الوطن في وعينا، وألغيناه من عقولنا وطردناه من خيالنا؟
إن أسلوبنا في الإقتراب من الأحداث والتطورات، منحرف ومضطرب وبدائي، يدعو الآخرين إلى الإستغراب منا والإستهزاء بعقولنا، وعدم إحترامنا.
قد ينكر البعض ذلك، لكن الذي يجري عندما تنظره من بعيد يكشف مأساة تفكيرنا، الذي يعاني من معضلة حضارية خطيرة , وكأنه لا يعيش في عصره، وإنما يندحر في جحور زمنية، طمرتها البشرية منذ قرون وقرون، فترانا نتصرف بآليات عقلية ونفسية بائدة، ومتخلفة عن زمانها.
إن التركيز على الأشخاص يعني نفي الوطن، وإلغاء التقدم، وإستلطاف المراوحة، والحركة في الأطيان والأوحال. 
والمجتمعات لا تتقدم وتعاصر إذا إنشغلت بأشخاص منحرفين في سلوكهم الذي يسمونه جزافا سياسيا، وما هو إلا كسلوك الأطفال المصابين بإضطراب الحركة والإنتباه، والذين يستنزفون طاقات أبويهم في المتابعة والرعاية.
فالمجتمع العراقي، وفي جميع الفترات، ينشغل بالذين يحسبون أنفسهم أسوياء وما هم إلا من المصابين بجرثومة الكراسي التي تنخر في عقولهم نخرا مروعا.
تبا للأشخاص، أيا كان لونهم ومسمياتهم، وتبت ألاعيبهم وتفاعلاتهم الرامية لإشغال الناس بهذيناتهم وإنحرافاتهم السلوكية.
فلنهمل الأشخاص ونرى الوطن والمواطن , وعندها ستتحقق اليقظة الوطنية , فالعراق ليس هذا ولا ذاك، العراق وطننا الحضاري الكبير العريق، الذي علينا أن نرعاه لكي يرعانا، فيأنس بنا وننعم بخيراته ومقامه الكبير.
فالأوطان بأبنائها، والعراق وطننا وليس الشخص أو الكرسي , فجميعهم يذهبون ويبقى العراق , 
فلنغير آليات تفكيرنا لكي يولد العراق المعاصر الجديد.
فهل يا ترى أن العراقي مغرم بأشخاص الكراسي؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/12



كتابة تعليق لموضوع : العراقي وأشخاص الكراسي؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net