صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

الجبان...الفيسبوكي... إشارة سابقة
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شغلني كثيرا أمر الجبان الفيسبوكي  الذي يختبيء خلف الكيبورد، ويأتي إلى موضوع يختلف مع كاتبه عن فحواه فيسبُّه ويلعنه، ثم يذهب إلى فراشه غارقا في خيال مريض من المتعة الحرام.

الجبان يبحث عن اللغة واللسان والقلب والجرأة والمنطق فلا يعثر إلا على فتات كلمات طفت على نفسه السقيمة فلما جمعها تكونت منها شتائم بذيئة.

الجبان الفيسبوكي  هو الذي يسيء لي ولك ولنا من خلال عجزه عن النقاش والحوار فضلا عن فهم ما يهدف إليه الموضوع فلا يعثر إلا على فضلات لغة.. فيبعثرها على الشاشة الصغيرة، ثم يهلل لنفسه ...، فقد انتصر، وهزم غريمه بالسقطة اللسانية.

الجبان قد لا يعرفك، لكنه يقتحم عليك مقالك أو أدبك أو شعرك أو حوارك أو تعقيبك أو تحليلاتك فيسب أمَّك ويلعن أباك ويستخرج من جوف النفس النتنة كلمات يخجل منها المـُـعجم فتؤذي عينيك وأذنيك لمجرد أنه يختلف معك.

الجبان الفيسبوكي  يظن أنه قريب من الله تعالى لكنه ملتصق بالشيطان، فيدعو عليك، ويتمنى على الله أن تتخلص منك البشرية، وأن يكون الجحيم مقرك النهائي في الآخرة والأولى.

الجبان حالة مرضية وكلنا مررنا بهم أو مروا علينا كأن إعصاراً من مياه الصرف الصحي هبَّت امام أنفك أو ضربت عينيك.

من أين يأتي هؤلاء؟

أي تربية تلقوها في البيت والشارع والمدرسة والعمل ودور العبادة؟

لا أبالغ إذا قلت بأن هذا الموضوع شغلني سنوات طويلة، والغريب أن هذا الجبان يرفض الحوار أو المناقشة أو الإشارة لما تختلفان عليه، ولا تعرف دينه أو مذهبه أو توجهاته أو جنسيته ، وليس بينك وبينه ثأر، لكنه تجشأ حروفاً متصادمة فبدت كبحيرة ماء آسن أخضر، تموت من رائحتها النباتات.

الجبان الفيسبوكي  ينتقم منك دون سابق معرفة، لقد تعلــَّـم في البيت وفي الشارع  وفي كل الأماكن التي يرتادها أن الذي يخالفه حشرة ينبغي دهسها.

الجبان الفيسبوكي  جاهل بأصول العلاقات الاجتماعية، مليء بالكراهية لنفسه، مشكوك في سلامة طفولته، يجلس أمام (لابتوبه)  مثلا...ويشمِّر عن ساعديه، ثم يبحث عمن يخالفه الرأي الديني أو السياسي أو الفكري في أي شيء حتى لو كان الحديثُ عن المرأة والحروب والكيمياوي  والقاعدة وبوتين والمذهب والطائفة وداعش ..بعدها يتقيأ من جوفه أفكاراً.. ومن لسانه بضع  كلمات...

الجبان الفيسبوكي  يقرأ لك فيلهث بعد السطر الثالث، ثم يدخل معركته دفاعا عن زعيم أو جنرال أو مرشد أو أمير أو فرقة أو مذهب أو جماعة أو مطرب أو حرامي أو سجين هارب أو جاسوس أو ديكتاتور ..

الجبناء الفيسبوكيون  احتلوا الإنترنيت والبريد الالكتروني والتويتر والفيسبوك ومواقع نشر الحوارات الطائفية، وهم متشابهون في جهلهم وتخلفهم وحماقاتهم وبلاهاتهم وسلاطة ألسنتهم كأنهم جميعوا سقطوا من بطن شيطانة، ورضعوا من ثدييها حليب الأبالسة.

جراد عرمرم يأكل الأخضر واليابس اقتحم علينا سلامنا في تبادل المعرفة فجعلونا نهجر مئات المواقع والمنتديات التي يعيثون فيها فساداً.

الجبان الفيسبوكي  نقطة سوداء تتدنس بها شاشاتنا ، وترتبك منها أفكارنا، وتقرف منها نفوسنا العفيفة....والسلام ختام....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/12



كتابة تعليق لموضوع : الجبان...الفيسبوكي... إشارة سابقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net