صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

الـــدورُ الإيجابي للعشيرة
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مقالات سابقة نشرت في هذا المكان تناولنا ظواهر سلبية طارئة على المجتمع، أصبحت فيما بعد قيما جديدة لبعض العشائر العراقية حسب الظاهر إذ  ارتضت ثوباً رديئاً ملوثاً بدل ذلك الثوب الناصع البياض الذي كان يليق بها ويمثل أفعالها.. نريده لها دائماً حتى تبقى محط إفتخارنا وإعتزازنا.. حاولنا في المقالات الثلاث التي نشرت نقد تلك الظواهر التي أصبحت عارا وشنارا ومحل إستهزاء وإستغراب فئات المجتمع كافة. المقالات تناولت الموضوعات التالية: (شيوخ للإيجار) وأعتقد أن العنوان كاف للدلالة على معناه، والموضوع الاخر(كلاب العشيرة وقرودها) وهو الآخر يتناول واحدة من أسوأ الممارسات التي لجأت إليها بعض العشائر لإبتزاز الخصم وإرهابه، والموضوع الثالث هو(الروضة مطلوبة عشائرياً) وأعتقد أنه مدعاة للاستفزاز والاستهجان لشدة سذاجة وتخلف واضعيه على جدار الروضة وممارسي هذه الأساليب المتخلفة، خاصةً وأن مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية أشرت هذه الظاهرة، ووصفت الشيوخ المأجورين بأنهم منتحلين صفة المشيخة، وهم عبارة عن عصابات ومافيات تمارس هذه الأفعال المشينة، ويقومون بإبتزاز المواطنين من خلال الفصول العشائرية المرتفعة والمبُالغ فيها.. وأن المديرية جادة في متابعة هذه الحالات المخالفة للقانون وللقيم العشائرية الأصيلة وعدم السماح بإنتشرها. هذا لا يعني أن كل العشائر تتبع هذه الأساليب، ولا كلها تؤمن بأن تلك الاساليب وسائل صحيحة للحصول على الحقوق وفض النزاعات.. كثير من العشائر تجد أن إبتزاز الخصم لاينسجم مع الخلق القويم. إذن البعض يخجل من هذه الممارسات ..والبعض يشجبها بشدة ولا يقرها، وربما يصبح ضحية لها من قبل الاخرين ويعاني من وطأتها .. لذلك لابد من رفضها مجتمعيا، والخلاص منها نهائيا، ومقاطعة العشائر التي تتبعها. وكم جميل أن تجتمع العشائر العراقية على رأيّ واحد وتعقد مؤتمرها العام لرفض وشجب هذه الممارسات وإعتبارها طارئة على العشيرة العراقية، ولابد من العودة إلى القيم الصحيحة ووضع مواثيق ومبادئ يلتزم بها الجميع على وفق المعايير التي كانت محط إعجاب المجتمع المدني على مر العقود والقرون الماضية. هذا المؤتمر يمكن أن يعقد في بغداد أو أية مدينة عراقية .وتدعى إليه العشائر العراقية كافة من شمال الوطن وجنوبه ومشرقه ومغربه، لإعلان تلك المبادئ والعمل عليها وطي صفحة سوداء أسهمت بتشويه الصفحات الناصعة البياض لعشائرنا الكريمة وشيوخها الأفاضل .

عند الحديث عن الدور الإيجابي للعشيرة فإن هناك مجموعة من الحالات التي تدعو إلى ممارسة هذا الدور منها , حل النزاعات والصراعات والاختلافات التي تنشب بين عشيرتين وتطور تلك الصراعات إلى مواجهة مسلحة كما حدث في البصرة وميسان ..وتحريم إستخدام السلاح في هذه الصراعات، والركون إلى الأساليب السلمية والكلمة الحسنة وحضور الحكمة في رؤوس المتصارعين . إضافة إلى حل النزاعات الشخصية على وفق أطر صحيحة وعادلة تنصف المظلوم وتأخذ الحق من الظالم . ودعم القوانين النافذة التي تحد من الجريمة والقصاص من المجرمين، فضلاً عن إلغاء الفصول الفاحشة والعمل بما يرضي الله ورسوله والمجتمع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/11



كتابة تعليق لموضوع : الـــدورُ الإيجابي للعشيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net