صفحة الكاتب : محمد الشذر

ماذا كسب الشهيد؟
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها،  والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ" الكرم والاحسان، والايثار هو من الصفاة الحميدة، والسامية والتي اكد عليها الاسلام وكل الرسالات السماوية، فأنها ترتقي بالفرد امام مجتمعه، وتحفظ المجتمع من التفكك والانحلال، وتزيد في اواصر المحبة والاحسان، وتشيع روح التكافل الاجتماعي والخيري والديني على حد سواء.

 

الشهيد هو ذلك الذي يصل الى اعلى درجات الاحسان والايثار، حتى يصل به الامر ان يؤثر على نفسه ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) وهو في اشد العوز والحاجة الى من يؤثر عليه، ولكن مقومات نفسة، وسلوكيات روحه تدفعه لذلك، بل وحتى يصل به الامر الى ان يضحي بنفسه، وماله، واهله، لأجل تحقيق هدف المجتمع، والدين، والعقيدة!

 

تكالب الاحداث ومجرياتها، وزوبعة المنعطفات التي مرت بالعراق، اثرت على سير حياته، وواقعه سلبا، فالحرب العراقية الايرانية والتي استمرت لثمان سنوات، لم يسلم منها شارع او زقاق الا ونصب فيه مأتم، لشخص مفقود او بقايا جثة هامدة، او طفل راح ضحية القصف بين الدولتين،

لم تسكن الامور حتى عاد العام1991، ليدخل ابناء العراق والجنوب على وجه الخصوص الى دوامة القتل والفقدان لابناءهم مرة اخرى، في اجتياح الكويت وما خلفه من دمار، ليعود ابناء الجنوب يقتلون على يد ابناء جلدتهم في الانتفاضة الشعبانية، والتي كانت تروم للإطاحة بحكم صدام حسين.

 

2003 لم يكن على معزل من ذلك ايضا، بل اخذ حصته الكبرى، ولازال حمام الدم مفتوحا يوميا، فالكفاءات التي تم اغتيالها على يد الجماعات المسلحة، والانفجارات الدامية والتي طالت وتطال المدنيين العزل، والحروب الداخلية، والتعصب الطائفي الممنهج والذي تدعم الدول الكبرى بعض خلاياه، ومسلسل داعش الذي كلف العراق الكثير من الارواح والاموال والاراضي التي اغتصبت، واعراض انتهكت، ليكرر صوت حامي العرض والدين والوطن بالزئير، ليشمروا عن سواعدهم، وينهضوا للدفاع عما اغتصب، ليكلفهم ذلك دماءا زكية، وشباب بعمر الورود راحوا ملبي فتوى "الجهاد الكفائي" المقدس.

 

اساتذة جامعات كبار لاح صيتهم في بلدان الوطن العربي، ان لم يكن بعضهم يتربع في لائحة علماء العالم، تم اغتيالهم وربما حتى التمثيل بهم، ورجال دين ضحوا بحياتهم ولم يجدوا، لبعضهم الا اصبع وعمامة، وطلبة حوزة قضوا خلف سواتر القتال، وشباب لم يبلغوا الحلم حتى، واطفال التصقوا بأمهاتهم في محال الكرادة وغيرها، كل ذلك ولكن اخر المطاف نتيجة صادمة!

قبور هؤلاء تباع عليهم، لدفن رفاتهم؟ او حتى اصبحوا شهداء بلا رفاة!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/10



كتابة تعليق لموضوع : ماذا كسب الشهيد؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net