صفحة الكاتب : حاتم عباس بصيلة

ليلى لا تستأهل جنون شاعر مثل حسن المرواني
حاتم عباس بصيلة
اتمنى من الشاعر الكريم ان يفهمني في هذا المقال فقد لا تعجبه قسو كلماتي وانا اتحدث عن ليلاه التي اصبحت صورة للمرأة المستبدة والتي لا ترى في عاشقها غير الهوان بما يشبع غرورها !! ..... ليلى هنا لا تستأهل مثل هذه الكلمات وقد مضى خمسون عاما !!على الهجر وربما على الغدر كما ذكر ذلك في قصيدة انا وليلى (ام غرك البهرج الخداع مولاتي !) اترى ليلى وبعد ان انتهى ربيع شبابها تعود اليك ؟ ولماذا عندما كانت في قمة انوثتها لاتستجيب لعاشق بسيط مثلك ايها الشاعر الوفي ؟ولقد اصبح واضحا لي انها بعد هذه السنوات وبعد ان استنفذت كل شيء عادت وهي تطلب صداقة من عاشق قارب على الانتهاء من لواعج الشوق الاصيل وان كان واصفا جميلا ممجدا سفر التواصل (افتطلبين صداقة من واهب حبا اليك بقلبه مكنونا ؟) ان ليلى لم تعد ليلى يا اخي ولم يعد المجنون مجنونا ولم يعد زوج ليلى كريما فيعطف على عاشق مثلك فيعتقها ولو كان عندها موقف لأبت الا ان تكون لها !!وها قد شارف العمر على الانتهاء !! ماذا كانت صورة ليلى ؟ ان صورة ليلى انت الذي رسمتها لها ولم تكن هي التي تعكس لنا صورتها بالفعل الذي نتمناه وها انت تتوسل بسفر التواصل بالقول : من نصف قرن والفراق يسومنا بعدا ووحدك انت من تدنينا .............. وتحاول شاعري العزيز ان تعزي نفسك وتصبرها بالقول :
شطب الذين تطفلوا اسماءهم 
وانا وليلى عاشقين بقينا 
والأدعياءُ السارقونُ ( صَداقـَـــــها ) 
ســــيَؤوبُ ( كـــلٌ ) خاسِئا ومَهينـا
ولا تكن ظانا بي سوءا بل ان حزني عليك يثيرني في الكتابة فانا لا اكون معك بوصفك مثل اهل الكهف انت وليلى طيلة تلك السنوات انما ليلى لم تكن كأهل الكهف هي صاحية وانت من نام طيلة تلك السنوات ! وشوقك لم ينم ابدا لكن وهمك الجميل منحنا شعرا جميلا وهذا الشعر يرضي غرور ليلى الظالمة لعاشقها 
كـُنـــَّا كأهلِ الكهفِ لكنْ لم تنــــَـمْ أشـــواقـُنا الحَرَّى ولم يَذوينـــــــــا 
لا تسألونا كمْ لبِــثنا في الكـَـــــرى سنتينِ ؟ أم عشرينَ ؟ أم خمسِـــينا
فغرامُنا ذا ما تســــــــنـَّهَ طعمُــــهُ مازالَ شـــــهداً ســـائِغاً في فــِـينا
ولقد توضح لي ان هنالك بعض التمني الذي تصوره وهو في الواقع غير موجود وماذا تبقى بعد خمسين عاما ؟ من الثغرين اهو تمني ام واقع وقع ؟ 
ثغريـــنِ كـُنا ثــــُــمَّ صِــرنا واحداً طـُوبى لنا فالحُلـْمُ صارَ يقينـــــــــا
عاد الصبيـــان اللذان تشظـَّيــــــــا طفلينِ عادا ينضحانِ حنينـــــــــــا
وخطَ النوى رأســــَيهِما بـِـطِلائــــِهِ شيباً وخلــَّفَ في الوجـــــوهِ غُضُونا
ان الوفاء الحقيق يكمن يا اخي في قدرته على الصمود حين كانت الانوثة في اوجها مع ما كان من معاني الروح الوفية الخالدة لكني لا ارى ذلك في ليلى ولابد انها وصلت الى نهاية الخط المنحني لترق قليلا اليك !! بعد ان كانت الغضون وبعد ان غزا الشيب فوديها !!
ولابد ان اقول لك ان جمال روحك هو الذي اضفى على المعاني جمالا ووفاء قلبك هو الذي انطقك بهذا البيت 
لا شـــــأنَ للزمن المُحنَّطِ بالهــــوى تبقى القلوبُ على الوفاءِ قُرُونــــــا 
ولقد اجدت في الاشارة الى قيس بن الملوح كونه عاشقا مجنونا حقا ويستمد العاشقون منه اروع الصور الشعرية وفي ذلك تطمين للنفس البشرية العاشقة 
للآنَ قيسُ بنُ الملوَّحِ عاشــــــــــقا يُهدي الأنـامَ صبابةً وشُجُونـــــــــــا 
وارى ان كلامي دقيق في انك تود ان تزرع حبك دوحة في قلبها دلالة على ان حبك اعظم من حبها وتطلب من الله ان يكون عونا لك في ذلك من خلال الدعاء الشعري ولقد صليت وصمت في الحب وتمنيت ان تكون رفيقة جنة لك ولا انصحك بذلك فلم تكن ليلى وفية معك ولم تكن صورتها الواقعية كما هي في خيالك الجميل 
يا ربِ زدْها في عيونـــي فتنــــــةً كيمـــا أظـــــلُّ بحبـــها مجنونــــا
واغرسْ غرامي دوحةً بفؤادِهــــــا فتــردُ ليلــى ( رَبـــــَّنا آمينــــــا )
صُمنا وصلـَّينا الســــنين وقلمـــــا صلى وصـــامَ العاشـــــقونَ سِنينــا
رباهُ هبـْــنيها رفيقــةَ جَنــــــــَّـــةٍ وَهَبِ التقاةَ الطــُهْرَ حُــورا عِينـــا
وفي النهاية يعز علينا ان يكون سفر التواصل وسيطا اجبر ليلى على الاتصال بك بعد خمسين عاما ولم تتصل بك قديما حين كان الشوق العنيف يجبر العشاق على الرحيل الى من يطفيء لاعج الشوق عندهم واقول يا صاحبي ان ليلى لا تستأهل مثل هذا الكلام الجميل الا اذا كانت وهما من الاوهام !!
 
ليلى الأزَلْ .... بينَ الدُموعِ والغزلْ (1) 
 
مرُّ العُقـُودِ السـُــــودِ لا يُقصينــــــا هيهــــاتَ والحبُّ المًعَتــَّقُ فِينـــا (2)
سِــــــفرُ التواصـــلِ مدَّ حبلَ وصالِنا فتشــــبثتْ برجائــــِـهِ أيدينــــــــا (3)
أفتطلبينَ صَداقـــةً من واهــِـــــــبٍ حُـــــــــبَّاً إليكِ بقلبـِـــهِ مكنونـــا
أيامَ أهداكِيـــــــهِ غَــضَّاً يانِعــــــــاً فأُعيدَ يَذرِفُ لوعـَـــــةً وأنِينــــــــا
رُحْماكَ يا سِفرَ التواصــــلِ ضُـــــمَّنا كرَماً فما زالَ الزمــــــانُ ضَــــــنِينا
من نصفِ قــَــرنٍ والفــراقُ يَسومُنا بُعداً وَوَحدَكَ أنتَ مَـــنْ تــُـــدنِينا
(شطبَ ) الذينَ تَطفــَّلوا (أسماءَهم) (وأنا وليلــــــى ) عاشــقينِ بقِينـــا (4)
والأدعياءُ السارقونُ ( صَداقـَـــــها ) (5) ســــيَؤوبُ ( كـــلٌ ) خاسِئا ومَهينـا
كـُنـــَّا كأهلِ الكهفِ لكنْ لم تنــــَـمْ أشـــواقـُنا الحَرَّى ولم يَذوينـــــــــا 
لا تسألونا كمْ لبِــثنا في الكـَـــــرى سنتينِ ؟ أم عشرينَ ؟ أم خمسِـــينا
فغرامُنا ذا ما تســــــــنـَّهَ طعمُــــهُ مازالَ شـــــهداً ســـائِغاً في فــِـينا
ثغريـــنِ كـُنا ثــــُــمَّ صِــرنا واحداً طـُوبى لنا فالحُلـْمُ صارَ يقينـــــــــا
عاد الصبيـــان اللذان تشظـَّيــــــــا طفلينِ عادا ينضحانِ حنينـــــــــــا
وخطَ النوى رأســــَيهِما بـِـطِلائــــِهِ شيباً وخلــَّفَ في الوجـــــوهِ غُضُونا
لا شـــــأنَ للزمن المُحنَّطِ بالهــــوى تبقى القلوبُ على الوفاءِ قُرُونــــــا 
للآنَ قيسُ بنُ الملوَّحِ عاشــــــــــقا يُهدي الأنـامَ صبابةً وشُجُونـــــــــــا 
يا ربِ زدْها في عيونـــي فتنــــــةً كيمـــا أظـــــلُّ بحبـــها مجنونــــا
واغرسْ غرامي دوحةً بفؤادِهــــــا فتــردُ ليلــى ( رَبـــــَّنا آمينــــــا )
صُمنا وصلـَّينا الســــنين وقلمـــــا صلى وصـــامَ العاشـــــقونَ سِنينــا
رباهُ هبـْــنيها رفيقــةَ جَنــــــــَّـــةٍ وَهَبِ التقاةَ الطــُهْرَ حُــورا عِينـــا 
.................................................................... 
(1)- مع فائق تقديرنا لرائعة فرقة المسرح الفني الحديث ( بغداد الازل بين الجدّ والهزل ) معدا ومخرجا وأبطالا. 
(2)- تذكير ببيت سابق لنا : أُعتـــِّقُ الحُبَّ في قلبي وأعصرُهُ ..... 
(3)- السِفر هو مفردُ الأسفار: الكتب الضخمة ولا سفر أضخم من ( فيس بوك ) .
(4)- ( أنا وليلى .... واشطبوا أسماءكم ) هي مهر ليلى - القصيدة التي سرقها أسراب من المبتذلين وعاثوا فيها تشويها فيما كانت هي أصلا قصيدة معارضة لقصيدة الشاعر الصديق المبدع عبد الإله الياسري .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/06



كتابة تعليق لموضوع : ليلى لا تستأهل جنون شاعر مثل حسن المرواني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net