صفحة الكاتب : امجد المالكي

وماذا عن مناشدة البينة الجديدة عن حالة الإعلامي والكاتب ماجد الكعبي
امجد المالكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  استوقفني العمود المنشور في جريدة البينة الجديدة بقلم الكاتب غياث عبد الحميد بتاريخ   , والذي ناشد فيه السادة رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي والنائب هادي العامري واليكم نص العمود : -

أقولها بصدق وأمانة  وتواضع بأنني من المتابعين لكتابات الكاتب المنصف الكعبي ,  وقد انغرست كتابات الرجل في رحاب قلبي ,  لأنها تحمل أوجاع وهموم الناس المظلومين والمنكوبين والمهمشين,  فوجدت الرجل في كل مقالة من مقالاته يلتزم قضايا المواطنين الملحة .. وقد عرفت عنه الكثير من اقرب الناس لي وله  عن ظروفه القاهرة ,  ومنغصاته المتراكمة ,  وطلباته المشروعة .. ولكن الذي صدمني أن هذا الإعلامي والكاتب حاصرته المتاعب والمصاعب والمصائب ,  حيث سلخ من عمره المتعب ربع قرن وهو يكتوي بنيران الغربة والحسرات والآهات ,  فقد انهالت عليه سنوات قاسية ذاق فيها كل الظلم والجور والمطاردة والسجن إبان الحكم الصدامي المقيت ,  وقد قدم الشهداء قربانا لحرية وكرامة ومستقبل الوطن والمواطن .

وعندما عاد إلى حضن الوطن بعد التغيير لم يتغير شيء في واقعه ومعيشته ,  فظل ينحر السنوات ما بعد التغيير بالآهات والحسرات والتهميش المتعمد .. وانه الآن بلا بيت ويسكن بالإيجار وان طلبات المؤجر تمزق طبلة أذنه وشغاف قلبه  ,  كما انه لا يمتلك حتى ولو قطعة ارض  سيبني عليها دارا مستقبلا , كما انه لا يتقاضى أي راتب شهري لا هو ولا أي فرد من افراد  عائلته التي تعيش دون خط الفقر ,  وما يزال تلسعه سياط البطالة والعطالة ,  ويعيش بمرارة قاسية من دون الذين كانوا معه يعيشون الغربة والمتاعب ,  ولكنهم عندما عادوا استحوذوا على الكثير من المناصب ,  وفرص العمل , والامتيازات والعطاءات التي أنستهم هذا الرجل الذي قدم لهم في الغربة الكثير من المعاضدة والمساندة  , ومن ينكر فضله فليطرح ما عنده ضده على صفحات الصحف وبكل حرية  .

اجل أن عمود الكاتب غياث عبد الحميد يشكر عليه رغم انه لا يشفي الغليل ,  لأنه يفتقر إلى الإيضاح الواضح عن جوهر وظروف ومتاعب الصحفي ماجد الكعبي , وان غالبية المسؤولين يعرفون جيدا حالة هذا الإنسان العصامي الصابر المتصابر ,  والذي يرفض بعنف وشدة الوقوف على ابواب المسؤولين , والذين كانوا في يوم ما رفاق الدرب الطويل,  درب التضحية والجهاد , وان الذي يمزق أنياط القلب هو لن أرى ولن اسمع ولا أقرا عن نخوة وشهامة واحد من الذين جاهد في صفوفهم واسترخص كل شيء من اجل أهدافهم ,  وكان صادقا صدوقا بتعهداته ومسيرته الطويلة معهم ,  ولكن عندما اتخمت جيوبهم ونفوسهم أشاحوا بوجوههم عنه ,  وتناسوا كل تاريخه المشرف معهم ,  ولا عجب في ذلك فضعاف النفوس يتنكرون عندما تنهال عليهم الفلوس .. فيا ضيعة القيم والمبادئ .. ويا ضيعة الجهاد والكفاح المشترك ضد النظام الصدامي المقبور وزبانيته الأجراء  , ويظل كل إنسان مقيما بما يسجل من سلبيات أو ايجابيات في مسار حياته  .

 فالرجل الكاتب الكعبي قد سجل عبر حياته مواقفا ايجابية رائعة ,  وما يزال ينسج ملحمة المآثر والمفاخر دون أن ينال استحقاقه من المتحكمين والمتلاعبين والظالمين والمتنكرين لكل من يمتلك تاريخا زاخرا بالإرادة الفولاذية والاقتحام والإقدام والمصداقية الحقيقية في تسلكاته اليومية .

 فيا أيها الكعبي لا تبتئس ولا تيأس فالمستقبل لك ولكل الشرفاء الذين يعيشون في ضمائر الأجيال ,  فليكن الصبر حليفك والمستقبل أليفك ,  وان قيمتك ستظل عالية في أذهان الشرفاء الذين لا ينكرون الفضل ولا ينسون المواقف الإنسانية السامية  .

إنني كانسان يعشق المتابعة لكل قضية تهم الأفراد المنكوبين والمضطهدين والمهمشين , و سأبقى متابعا لنتيجة ما طرح في جريدة البينة الجديدة وبعمود السيد غياث عبد الحميد ,  الذي يفرض عليه الحق والإنصاف أن يتابع ويلح بالمتابعة والمطالبة على أنصاف زميل له مثقل  بالهموم ومحروم من كل امتياز في العراق الجديد  ,  ومظلوم طيلة مراحل عمره الذي لن يجد فيه تحقيقا لطموح واحد من طموحاته في هذه الحياة التي أصبحت عليه نكدا وحزنا وفواجعا وتهميشا  .. وإنني مساند وبكل قوة السيد غياث بالمطالبة بحقوق الإعلامي ماجد الكعبي .. علما بان النداء مرفوع إلى أعلى المقامات في الدولة , وهم السادة المالكي رئيس الوزراء ,  والسيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية  , والسيد النائب هادي العامري,  وان كل من قرأ العمود انف الذكر يرتقب وينتظر ماذا ستكون مبادرات السادة المعنيين ,  وكل ما يبدر منهم من إسعافات مطلوبة يجدون فيه رضا الله والمواطنين فهم أمناء على الرعية واصدق ما قيل قول الرسول الأعظم محمد ( ص ) كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .

وان الذي فهمته واستوعبته من السن الكثيرين : كيف يمكن أن يصدق كل ذي بصر وبصيرة ,  أن يهمش هذا الإنسان الذي أفنى عمره من اجل الوطن والمواطنين ,  وما يزال يواصل إلحاحه على إسعاف من يحتاج إلى الإسعاف والمساعدة بالرغم من تنكر رفاقه له قبل أعدائه ..!!؟؟ فهل يعقل أن تكون مجازاة هذا الإنسان المعذب الإهمال والنسيان ,  والعتب كل العتب ينصب على كل من تغرب معه ,  وجاهد بمعيته في العراق وخارج العراق ,  وانه قد شطب اسمه من كل الامتيازات , في حين نجد غيره من لا يمتلك تراثا جهاديا ,  وسيرة نظيفة ,  وحضورا متميزا ,  يتمتع بحياة سعيدة وهانئة وباذخة وامتيازات لا يحلم بها .. فهل هذه هو العدل والإنصاف أيها المعنيون..!!؟؟ وان مأساة الرجل الدامية انه مبتلى ومتهم ومحسود لان الجميع يعرفون جيدا بان له تاريخا حافلا وزاخرا بالمعطيات والالتزامات ولكنه لن يحصد أي شيء يذكر ,  وخاصة من اقرب المقربين إليه ,  والذي حمل على كتفيه المتعبتين ضريبة الجهاد والمعارضة والكفاح مع المجلس الإسلامي  الأعلى ,  وقد تعرض إلى اتهامات اقلها انه قد عاش سنين طويلة في  إيران وهذه تهمة يرشقها الراشقون والحاقدون والمغرضون على المجلس الأعلى ككل , وهذه حقيقية لا ولم ولن يستطيع أي كائن من كان أن ينكرها .. والطامة الكبرى أن ماجد الكعبي عاش العذاب والظلم والمصائب  في إيران وبغداد وفي السابق والأحق !!!  مسكين أنت يا أيها الكعبي ( خبز دخن ماكول مذموم ) ( وانك بما انت شاك منه محسود ) ... ولا يلام من يحسدك لأنه يعرفك بأنك منهم ومحسوب عليهم وقد همشوك وأهملوك وأداروا ظهورهم عنك .. فماذا يقول الآخرون أنا وأمثالي ,  فإلى الله المشتكى ,  وهو المستعان وعلى الباغي تدور الدوائر  فشكواك إلى الله , رحماه في لمح البصر .. فعسى أن يستفيق النائمون , الغافون , المهملون , المشطبون لك ولتاريخك .  وأخيرا أقول رمتني بدائها وانسلت .. فالكل يفنى ويزول ولن يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد المالكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/17



كتابة تعليق لموضوع : وماذا عن مناشدة البينة الجديدة عن حالة الإعلامي والكاتب ماجد الكعبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net