صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

المعلم مسح الجهل من عقولنا
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايقبل الشك والمجادلة على ان التعليم  افضل وانقى مهنة في الوجود الانساني لبناء ثقافة وافكار الفرد وتحصينه من أفات العصر,  والله سبحانه وتعالى هو المعلم الاول للبشرية ونظم حركة الناس وعلاقاتهم  وحدد مسار الشعوب جميعا واصلح عقولهم واوضح الخطوط العريضة من السلوك الانساني وكشف لهم العلوم ووضعها شاملة في محكم كتابه الذي هو المعجزة الالهية الخالدة الى يوم التلاقي,  المعلم هو من علمني حرفا فاصبحت له عبدا وكشف لي البصيرة ونور لي الطريق وارشدني الى مايفيدني وابعد عني مايضرني  بعد ان كانت السبل مظلمة وتحف بها الاخطار على حافتيها , يقولون ان خطأ الطبيب يدفن تحت الارض وخطأ المهندس يقع على الارض اما خطأ المعلم فهو يمشي على الارض في الوقت ان نجاحه ينفع الانسانية ويبني ثقة الفرد بنفسه  ويزداد الطموح لدى  الفرد بتوسيع ثقافته العلمية ويحصن البلاد من الاعتداءات  في المجتمعات لتتوسع مساحة الخير وتتقلص مساحة الشر, لهذا تجنب الاستعمار من السيطرة على الشعوب المتعلمة خوفا من حالة النهوض والاستقرار الذي ينعكس في مقاومة وفشل اهداف المستعمرين ,المعلم هو الشمعة التي لاينطفي لهيبها في الظلام  لترتقي بعقول الناس الى افضل الحالات وينهلون بالمعرفة ويعلمهم معنى الانسانية  ويبصر سبلهم بالمعرفة ,يقول شاعر العرب المرحوم الجواهري (لو جاز للحر السجود تعبداً ... لوجدت عبداً للمعلم ساجدا) وغيرها من الاشعار التي اغنت وصف المعلم ياترى هل اعطينا حق لهذا الصرح الكبير والذي عمل بجد ونشاط حاملا على ظهره امانة كبيرة ومسؤولية شرعية بان نستذكر وقفاته الخالدة كيف هو متعوب بيقضاته  بفكره , من اجلنا  قطعت اوتار اصواته في صفوف العلم وهو يصدح  ونظراته العطوفه علينا تتأمل منا غدا ان نساهم في بناء حضارة بلدنا ونكون قد احسنا الظن بمن  ارشدونا ووضع في اعناقنا مسؤولية العلم وخدمة شعبنا ,ورغم التداعيات والظروف المحيطة بالتعليم وما آلت اليه احوال المعلم في ظل الحكومات المتعاقبة فلم يجد اي نصير وعون اليه وخصوصا في المرحلة الحالية التي نعيشها ,لم يتم انصاف المعلم حتى في قوانين وزارته وهنالك العديد من الحالات ادين بيها المعلم وتعرض فيها الى الاهانة والضرب , وما اظهره الاعلام في الفترات السابقة من تعرض المعلم الى الفصل العشائري والتهديد يغيب عن اذاهننا انه المربي والاب الاول ولم ينحصر دوره في رفد الطلبة بالمعرفة والعلم بل يتعدى ذلك الى وضع اسس لمنهجية اخلاق وسلوك تمثل روح الدين الاسلامي وقيم تغرس في نفوس طلبتنا عن الاخلاق والامانة والالتزام , فالمعلم هو الذي زودنا بعنصر الارادة وفتح لنا أفاق المستقبل ومسح من عقولنا الجهل والامراض الفتاكه , ماكثر الشعارات وهي تمجد المعلم هذا قال المعلم رسول الأنسانية وذاك يشاركه انه باني المجد والشاعر يقول قم للمعلم ولكن لم نجد مايضع المعلم في سلم الأمان وتعزيز موقفه والحفاظ عليه كقيمة عليا وفسح المجال له ليعالج سلوكيات والامراض التي تهتك وحدة المجتمع ,نعم لربما ان هنالك من يسيء لىسمعة هذه المهنة الشريفة بأساليب ابتزاز ويلتجىء الى المقايضة واسلوب التحايل وهذه حالات موجودة بشكل لاتمثل الوقفة الحقيقية لمفهم المعلم والتعليم العام ولكنها لم تؤثر في القيمة العليا للتعليم كأسس تمدن ورقي الشعوب وان وجدت فأنها  ضئيله ومحدودة عند بعض النفوس الحقيقية للمعلم وهو يقدم عصارة جهده  ومضاعفة عطائه من اجل اعداد و تهيئة جيل يساهم في البناء والاعمار ويحارب كل الظلالة والافكار الانحرافية ويغلق صفحة الماضي ,ليرسم صورة المستقبل بما يناسب التقدم الحضاري والفكري الذي يعيشه العالم , وبالتأكيد هذا يحتاج الى من يشرف ويدعم الافكار ويهيىء الاجواء للمحافظة على قيمة المعلم وكرامته ويحتاج الى دعم معنوي واستذكار مواقفه في كل المحافل والابتعاد عن الاستهزاء وتغافل دوره , اليوم المعلم يحتاج الى تعاون أسري من  اولياء امور الطلبة ومد جسور المحبة  والثقة لتكون المسؤولية تضامنية مشتركة ولكننا لم نسمع بهذا التعاون والزيارات في الايام الاعتيادية  الا في الايام الحرجة قبل بدأ الامتحانات النهائية لتحسين وضع الطالب بالضغط والرجاء من المعلم,  ومع ذلك فاننا لاننسى جهود من علمنا واوصلنا ووضع الامانة في اعناقنا لنكون رجال صالحين يخدمون اوطانهم حسب موقعه واتساع مسؤولياته , وكلما كان المعلم مؤثر في الوسط التعليمي بمادته العلمية وحسن سيرته واتساع صدره بين طلابه فهو بذلك ساهم في زيادة مفهوم المسؤولية والوطنية لدى الطلبة وسيحصل على جيل خلاق يتمتع بالاثارة ونكران الذات .ولقد اعطى الرسول الكريم اهمية كبيرة لدور المعلم في التعليم حينما مَرَّ بِمَجْلِسَيْنِ فِي مَسْجِدِهِ فَقَالَ: كِلاهُمَا عَلَى خَيْرٍ، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ أَوِ الْعِلْمَ، وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ فَهُمْ أَفْضَلُ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا قَالَ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِم ْوقال(انما بعثت معلما )وانما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/01



كتابة تعليق لموضوع : المعلم مسح الجهل من عقولنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net