صفحة الكاتب : جواد العطار

المواطن ومعادلة التغيير
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سؤال يثار في اكثر من مناسبة ، هل الطبقة السياسية الحالية قادرة على النهوض بالتحديات الانسانية المتعلقة بالنازحين والاقتصادية والعمرانية المطروحة ؟ وهل هي قادرة على الاتفاق حول شكل الدولة هل تبقى اتحادية ام تتحول الى اقاليم او كونفدرالية ؟ وهل الطبقة السياسية الحالية مستعدة للعمل على تحديد ملامح مرحلة ما بعد داعش ونحن نقترب من نهايته ؟ ام ان الانتخابات المقبلة كفيلة بتغيير الأوضاع والوجوه؟.

إذن نحن على موعد مرحلة جديدة بكل أبعادها ، مرحلة انتخابية طرفاها ( السياسي - المرشح ) الذي يسعى للفوز والبقاء في موقعه ، و ( المواطن - الناخب ) الذي يبحث عن التغيير وعمن يخرجه ويخرج البلاد من أزماتها الخانقة ويحقق آماله وتطلعاته ، فهل سيغير السياسيون من ممارساتهم ويتعلموا من أخطائهم السابقة ؟ ام ان المواطن سيتعظ من خياراته الماضية.. ويتقن خياراته المستقبلية امام صناديق الاقتراع في الفترة القادمة ؟ كل هذه المعادلة يجب ان يحتكم معيار نجاحها الى قانون انتخابي رصين يحدد الخيارات ويصوبها بالشكل المناسب الى المرشح الفائز دون التفاف على إرادة المواطن - الناخب ، مثلما تحتاج هذه المعادلة الى مفوضية انتخابات نزيهة ومقبولة من الجميع تدير العملية بحيادية وتصدر النتائج بسرعة وفاعلية مثلما معمول به في مختلف البلدان الديمقراطية.

لكن الذي جرى وللأسف ان الطبقة السياسية ما زالت في وادي ومتطلبات نجاح اي عملية انتخابية في وادي آخر ، فلا المفوضية المستقلة تغيرت ولا مسودة قانون الانتخابات المقترح من لجنة في رئاسة الجمهورية كفيل بموازنة المعادلة بين خيار الناخب ونظام القوائم ، لسببين:

 

الاول - ان هذا القانون مقدم من احدى الرئاسات الثلاث وهي شريكة في العملية السياسية ، بل وجاءت عبر المحاصصة التي هي سبب اغلب المشاكل التي نعاني منها.. فهل يعقل ان يكون من يقدم قانون الانتخابات مرشح في الانتخابات القادمة او مشارك فيها ، اين الحياد في القضية!!.

الثانية - التوقيت ، لماذا يقدم قانون الانتخابات في هذا الوقت بالذات وقبل الانتخابات بعدة اشهر!! ، فاين كانت اللجنة القانونية في رئاسة الجمهورية طيلة السنوات الماضية بل اين كانت اللجنة القانونية في مجلس النواب عن اقتراح مثل هذه المسودة.

ان التوقيت يثير الكثير من التساؤلات مثلما تثير الإجراءات التي تلي تقديمه الكثير من علامات التعجب لأنها تحتاج الى عدة اشهر لمناقشته وقراءته واقراره ، الا اذا كان للكتل السياسية كلاما آخر في اقراره دون تمحيص وباللحظات الاخيرة قبل موعد الانتخابات المقبلة في السادس عشر من أيلول المقبل ، فكيف يحدد موعدا لانتخابات قبل تهيئة مستلزماتها؟. 

ان الحل لن يأتي بهذه الصورة ، وان الطبقة السياسية لم تنجح في الاستفادة من اخطائها الماضية بل تريد ايجاد ارضية قانونية لبقائها واستمرارها .. فقانون الانتخابات يحتاج الى خبراء محايدين لكتابته محليين كانوا ام دوليين ، مثلما ان مجلس النواب يحتاج الى مزيد من الوقت لمناقشة أية مسودة وإقرارها ، كما ان مطالب تغيير المفوضية السياسية والشعبية يجب ان تأخذ على محمل الجد وان تلقى اذان صاغية ضمن السياقات القانونية والدستورية.. لذا فان المنطق يستلزم التالي لإخراج العملية من عنق الزجاجة:

تشكيل لجنة قضائية تشرف على اختيار اعضاء مفوضية الانتخابات القادمة.

تأجيل موعد الانتخابات؛ لحين إقرار قانون مناسب يعزز خيارات المواطن ويضمن استحقاق كافة المرشحين دون استثناء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/26



كتابة تعليق لموضوع : المواطن ومعادلة التغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net