صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

العمامة الحمراء..
رحمن علي الفياض

 

أنا إبن جلا وطلاع الثنايا=متى اضع العمامة تعرفوني

وأن مكاني في الجهاد= مكان الليث وسط العرين

بطولات,مأثر, أخلاق,شجاعة وكرم, تلك هي صفاتهم, كلامهم شهد مصفى, لاتمل من الحديث اليهم, رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن المقدسات, ومن حسن حظي أني التقيتهم مرات ومرات,ومن سوء حظي أني لم التحق بركبهم, أنهم رجال المرجعية وجنودها.

من أجمل اللحظات التي تمر على الأنسان هي تلك التي تنصت فيها بتمعن الى حديث صادق نابع من القلب,فكل مايخرج من القلب يدخل الى القلب,وانا أستمع الى أحاديثهم عن الجهاد,تخيلت نفسي أني في زمان معركة الطف,وهؤلاء هم أنصار الحسين عليه السلام.

المكان سامراء المقدسة,مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام, الزمان قبل بدء معركة تحرير الموصل, في هذه البقعة المطهرة, التقيت بتلك العمائم السوداء والبيضاء,كان هذا المكان هو محطتهم الأخيرة,قبل التوجه الى جبهات القتال,أستصغر نفسي وأنا أرى تلك العمائم تتسابق الى جبهات القتال وهي تعلم علم اليقين أنهم عن الموت طرفة عين او أقرب.

في تلك الليلة التقيت بهم وتحدثوا عن عزمهم القضاء على أخر بؤر الأرهاب,كون عدوهم قد مات سريريا, وأنه ينازع أنفاسه الأخيرة, بعد توجيه الضربات الموجعة له في الموصل,الساحل الأيسر,وأن المبادرة الأن هي بيد القوات الأمنية والحشد الشعبي,وأنها الا أيام قليلة وتزف الموصل عروس معمدة بدماء الشهداء الى حضن عريسها العراق, بعد غسلها من عار الأنجاس داعش وأخواتها.

العزيمة التي يتحدثون بها والأصرار على النصر, هي التي أثارت في نفسي بعض الأسئلة, وأنا أتوسطهم كوني أخ لشهيد من رجالاتهم, ويرون في بعض ملامحم زميلهم ابوهاشم الحسيني رضوان الله عليه,شيخي الايكفي الحوزة نزف للرجال, فقد قدمتم مايكفي,من أفاضل علمائنا في هذه المعركة,أجابني وهو مبتسم وكأني أرى ملامح الشهادة على جبينه, وقال أسمع بني, لقد الينا على أنفسنا أن لا نعود الا بالنصر اوالشهادة.

تابعت حديثي معه ولكن شيخنا منكم من هم كبار في السن وأنت منهم, ويكفي أن تجلسوا على المنابر تحثوا الناس على الجهاد, أجابني ولكن هذه المرة وبكلام نابع من القلب جدي, الم يكن حبيب أبن مظاهر شيخ كبير قل بلغ من العمر عتيا,وقاتل مع الحسين حتى نال الشهادة, وكان بأمكانه الجلوس وتوجية الناس للدفاع عن الإمام, فوالله أنا قد ربطنا على رؤسنا العمامة الحمراء, وهي عمامة الشهادة,منذ بدء الفتوى الى اليوم, ولكن لازلنا لم نوفق لنيلها, وقد أن الأوان للتحاق بركب زملائنا الذين سبقونا الى الجنان, اوتحقيق النصر والعودة الى أهلنا ونحن نحمل بشائره.

بتلك الروح التقيتهم وودعتهم ولم أكن أتخيل أني لم أعد التقيهم مرة أخرى, أنهم أبطال الفتوى وجنودها أصحاب العمائم الحمراء المخضبة بالدماء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/22



كتابة تعليق لموضوع : العمامة الحمراء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : اكرم ، في 2017/02/23 .

رحم الله شهداء العراق
خوزتنا الصامته هي من نطقت
حفظ الله مراجعنا العظام




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net