صفحة الكاتب : شعيب العاملي

الوحيد الخراساني : ضيّعا حق الصديقة الزهراء ! ودفنا في بيت الرسول !
شعيب العاملي
كلمة لسماحة المرجع الديني الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله قبيل ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام.. صبيحة الأربعاء 24 جمادى الأولى 1438 هـ الموافق 22-2-2017م.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين، واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.
 
مع اقتراب الأيام الفاطمية، فإن موضوع البحث اليوم هو الصديقة الكبرى عليها السلام.
 
لفاطمة تسعة أسماء عند الله، أحد هذه الأسماء (المباركة)، ولما يكون واضع الإسم هو الله تعالى فإن البركة غير قابلة للوصف، بل غير قابلة للإدراك.
 
من الحلم الحسني إلى الغيبة الإلهية لولي العصر، كله من بركات وجود هذه المرأة. فكيف تدرك هذه البركة؟
ثمرة وجودها هو المهدي طاووس أهل الجنة.
تتحقق على يديه نتيجة الخلق وبعثة جميع الأنبياء، وكل الأنبياء والأولياء في طريق ظهوره..
هذا معنى اسم المباركة.
 
وللأسف فقد ضيّع هذا الحق.
وأول من تكفل بإضاعة الحق استند إلى هذه الرواية: ما تركت لأمتي صدقة.
والذي قال هذا الكلام وأخذ فدك بناء عليه، صار بنفسه مكذباً لهذه الرواية، وهذا من العجائب، حيث أن الراوي نفسه كذّب الرواية نفسها، حيث طلب عائشة عند موته وقال: ائذني لي أن أدفن في بيت الرسول.
 
فإن كان (ما تركه النبي) صدقة فإن إذن عائشة خطأ !
وإن كان إذن عائشة معتبراً فإن الصدقة خطأ !
 
نتيجة البحث
أنه بمقتضى دليل غصب فدك، فإن وظيفة كل مسلم الآن نبش قبر الرجلين، وإخراج ما بقي من أجسادهما.
لأن الغصب مُسَلّمٌ.
وحكمُ الدفن في المغصوب وجوب النبش بإجماع الجميع.
هذه القاعدة وهذه النتيجة.
 
كيف ضاع هذا الحق ؟
المهم هو البرهان القاطع.. جمع المأمون علماء المسلمين من أقطار الدنيا للبحث في مسألة فدك، وكانت نتيجة المجلس إجماع الكل على أن فدك قد غصبت، وأنها ملك الصديقة الكبرى.
أصبح سن الدهر قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا
 
فكيف تحل هذه التناقضات ؟
هذا دليل غصب الصديقة الكبرى.
 
أما عظمتها، فهي فوق التصور.
اسمها في إنجيل عيسى (المباركة)، وثمرة هذا الوجود الحكومة العالمية للمهدي الموعود.
هذا أثر هذه البركة، من الحلم الحسني إلى الغيبة الإلهية للولي، كله ثمار هذه الشجرة، وهي المصداق الأتم لهذه الآية: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
 
إن شاء الله تسافرون جميعاً في هذه الأيام وتبينون عظمة هذا المقام للناس لكي تُعرف عظمة المصيبة بقدر الميسور.
هذا تكليفكم.. وتكليف الهيئات.. ينبغي على الجميع أن يخرجوا ويعرفوا من كانت ؟ وماذا حصل ؟
 
عندما أراد عليه السلام تسليم الجنازة للنبي ص قال: يا رسول الله... لقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء.
 
ماذا يعني الاختلاس ؟
يا رسول الله، خطفت فاطمة من يد علي، هذا معنى الاختلاس.
 
عندما وصلت الضربة إلى رأس علي وتراءى الموت وصاح أمين الوحي بين الأرض والسماء: تهدمت والله أركان الهدى، قال عليه السلام مبتسماً: فزت ورب الكعبة.
 
لكنه هنا نفض يده من تراب القبر قال:
نفسي على زفراتها محبوسة... ياليتها خرجت مع الزفرات !
 
قالت لعلي عليه السلام: إذا أنا مت فغسلني بيدك وحنطني وكفني وادفني ليلا.. كل شيء كان ليلاً.. لا تعلم بي أحداً.. هكذا ذهبت غريبة.. لكن الله تعالى يعلم ذلك القبر المخفي.. الله تعالى يعلم عظمة ذلك الدفن ليلاً..
 
ثم قال عليه: ستنبؤك ابنتك بتظافر امتك على هضمها.
هذه الجملة كافية، هي نفسها تخبرك كيف أن أمتك وقف بعضها مع بعض.. وضربوا فاطمة عليها السلام..
تظافرت الأمة على هضمها.. وكان الدفن ليلاً.. والقبر بلا علامة..
 
ينقل خامس الأئمة عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي (ص):
إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة.. قوائمها من الزمرد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها ياقوتتان حمراوان عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها داخلها عفو الله و خارجها رحمة الله: فعفو الله ظاهر هودجها، ورحمة الله باطن هودجها. تلك الرحمة التي وسعت كل شيء، مركزها ومبدؤها ومنتهاها فاطمة الزهراء عليها السلام.
 
ما يحير العقول هو نداء جبرئيل بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ص فلا يبقى يومئذ نبي و لا رسول و لا صديق و لا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة.
 
هكذا ترد المحشر..
 
فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله.. فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي.. فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحبي ذريتي...
 
ويكون ختم المحشر بهذا: تخرج قميصاً مقطعاً مصبوغاً بالدم.. تضعه على رأسها.. وتقول: يا رب شيعتي.
 
فما هي وظيفتكم في الأيام الفاطمية ؟
اذهبوا الى الاماكن المحرومة وعرفوا الناس بفضائلها التي لا تعد ولا تحصى.
ووظيفة الناس أن تخرج كل الهيئات يوم شهادتها في المواكب، حتى يوضع ذلك كمرهم على جراح ولي العصر إمام الزمان.
 
المصيبة كبيرة إلى حد أنا لسنا قادرين على شرح عظمة هذه المصيبة، ولا قادرين على إدراكها.
 
لكن تتضح عظمة المطلب من كلام أمير المؤمنين عليه السلام.. عندما نفض يده من تراب القبر قال:
نفسي على زفراتها محبوسة... ياليتها خرجت مع الزفرات !
 
اللهم بحق فاطمة وأبيها، وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها، لا تفرق بيننا وبينها وذريتها المعصومين أبداً.
 
والحمد لله رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شعيب العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/22



كتابة تعليق لموضوع : الوحيد الخراساني : ضيّعا حق الصديقة الزهراء ! ودفنا في بيت الرسول !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبد الزهره ، في 2017/02/23 .

وعلى معرفتها دارت القرون الاولى
سلام الله عليها
ولعن الله ظالميها وغاصبي حقها




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net