صفحة الكاتب : عمار العكيلي

في التظاهرات قطع الأرزاق والأعناق
عمار العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعد التظاهر، والإحتجاج السلمي من سمات النظام الديمقراطي، وقد مارسنا هذا الحق، بعد سقوط النظام الديكتاتوري، بحرية تامة وبحماية قواتنا الأمنية، ففي كل جمعة نشهد تظاهرات في بغداد، ومدن العراق الأخرى، فالدستور العراقي كفل حق التظاهر السلمي؛ لكنه لم يكفل الإضرار بمصالح الناس، وممتلكات الدولة.

ما زلنا نتذكر بالأمس القريب، تظاهرات المحافظات الست كما يعبرون، تحت شعار التهميش والظلم، ثم تطورت إلى إطلاق شعارت طائفية، والحث على الكراهية، ثم تطور الأمر، إلى "قادمون يابغداد" وكاد يتحول الشعار إلى حقيقة، حين إستغل الدواعش، تلك المنصات، فكانت راياتهم ترفرف وسط المتظاهرين، وكادوا يصلون إلى قلب بغداد، بعد أن إقتربوا من أسوارها.

اليوم ترفع شعارات، كلا للظلم، والفساد، لكنها من جهات أخرى، مشتركة بالعملية السياسية، وصاحبة نفوذ في الدولة، والشارع، في كل حين يرفع شعار، مرة لتشكيل حكومة تكنوقراط، وأخرى في المطالبة، بإستبدال المفوضية العلياللإنتخابات، نعم تلك المطالب حقة ومشروعة، إلا أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فالهدف السامي، والمطالب المشروعة، لا تبرر اللجوء إلى الفوضى، وتعطيل مصالح الناس، وقطع أرزاقهم، بل وقطع الأعناق، وإشغال القوات الأمنية بحرب داخلية، لا ناقة للمواطن فيها ولا جمل، كما حصل في المظاهرات الأخيرة، ويتسائل الجميع من المسؤول، عن ذلك، ومن يتحمل إراقة تلك الدماء؟

التهديد بدخول الخضراء، أو الإقتراب منها، أو قصفها بالهاونات خطأ كبير، وإن كان فيها الفاسدون، إلا أنها تمثل رمز للدولة، فسقوطها يعني يسقوط العراق، في مستنقع مجهول، فتهديد الخضراء لن يحقق مطلبا، بل يعقد الأمور، ويجلب الفوضى، ويزهق الأرواح، ويشوش على المعركة الأساسية والكبرى، ضد الدواعش في الموصل.

إذا كانت التظاهرات الأخيرة، لتغيير المفوضية العليا للإنتخابات، فهي منحلة ضمن التوقيتات الرسمية، في العشرين من أيلول، ومن ناحية فإن أغلب الكتل السياسية، متفقة على تغييرها، والنقاش هو في البدائل. 

فهذا الأمر لا يحل بالتظاهرات، بل بالتفاهمات بين القوى السياسية، والجلوس إلى طاولة الحوار، ولكل معضلة حلول، حين يغلب العقل والمنطق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/16



كتابة تعليق لموضوع : في التظاهرات قطع الأرزاق والأعناق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net