صفحة الكاتب : نزار حيدر

قُوَّةُ الدَّوْلَةِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   سببان أَجبرا ثاني أَقوى شخصيَّة في الادارة الاميركيّة، مستشار الرَّئيس ترامب لشؤون الأَمن القومي مايكل فلين، على الاستقالة!.

   *القانون

   *الاعلام

   فالقانون الأَميركي يحظر على المواطنين الأمريكيّين العاديّين غير المتولّين لمهامّ رسميَّة القيام بمهامّ دبلوماسيَّة، وقد جرت إِتّصالات فلين مع الجانب الرّوسي في أَواخر العام الماضي، قبل تعيينهِ في الادارةِ الأَمريكيَّة.

   أَمّا الاعلام فلم يكتفِ بنشرِ خبرٍ عن مخالفتهِ القانونيّة وإِنّما وظَّفَ فكرة [الصَّحافة الاستقصائيّة] لشنِّ حملةً شعواء ضدَّهُ وضدّ الرَّئيس منذُ لحظة الإعلان عن تعيينهِ في البيت الأَبيض وقد لا تنتهي بالاعلانِ عن استقالتهِ، لأَنَّ الفضيحة تتعلَّق بالأَمنِ القومي!.

   لم يستمرّ الموما اليهِ في منصبهِ أَكثر من (٣) أَسابيع فقط، فعلى الرَّغمِ من كلِّ محاولات الرَّئيس [المنفوخ] التستُّر عليهِ وتبريرِ فعلتهِ وقبلَ ذلك نفيها، إِلّا أَنّهُ أُجبر على التخلّي عن [ساعدهِ الأَيمن] على الرَّغمِ من أَهمّية الرَّجل بالنّسبةِ لَهُ، فهوَ أَحد أَهمّ إِثنَين وأَخطرهُما في إِدارتهِ! إِلّا أَنَّ القانونَ قانونٌ والاعلامَ إِعلامٌ ليس بامكانِ أَيّة قوَّةٍ هنا في الولايات المتَّحدة على مواجهتهِما أَو التّجاوز عليهِما أَو تجاهلهِما!.

   وهنا تكمُن قوَّة الدَّولة، أَيّة دَولة، وهنا تكمن هَيبة الدَّولة، أَيّة دَولة!.

   أَمّا في بلدِنا الحبيب، الْعِراقِ، فاذا أَردتَ أَن ترى هَيبة الدَّولة فستجدها عند أَعتاب سفارات الدُّوَل الأجنبيَّة، فستجد أَنَّ صفّاً طويلاً من [المواطنين العادييّن] ينتظرونَ دورهُم للاجتماعِ بالسَّيِّد السّفير أَو المُلحق العسكري أَو الأَمني أَو ما الى ذلك من الدَّرجات الوظيفيَّة السِّريَّة والعلنيّة في كلِّ سفارةٍ!.

   أَمّا اذا كان [المواطن العادي] مُهمّاً جدّاً فانَّ [سعادة السَّفير] يزورهُ في مقرِّ إقامتهِ! إِحتراماً لسيادتهِ!.

   إِنّها المهزلة الديبلوماسيَّة والفضيحة السّياسيَّة التي لم تجدها إِلّا عندنا في الْعِراقِ العظيم! وفِي الدُّوَل ناقصة السّيادة!.

   والمُضحك المُبكي أَنَّ إِعلامنا [الوطني] يغطّي هذه الزّيارات الديبلوماسيّة واللّقاءات السّياسيَّة! بدلاً من أَن يشنَّ عليها حملاته الشَّعواء لفضحِها وتعريتِها ليُساهم في إِيقافها عند حدِّها!.

   لرُبَّما يردُّ عليَّ البعض بالقول؛ إِنّهُ ليس في القانون العراقي ما يمنع من ذلك؟! ولذلكَ تفتح السَّفارات الأَجنبيَّة أَبوابها على مصراعَيها لاستقبالِ [المواطنين العاديّين] أَو انّ السُّفراء الأَجانب يجولونَ في مكاتبِ هؤلاء [المواطنين العاديّين]!.

   فتلك مصيبةٌ أَعظمُ، ولهذا السَّبب لم يبقَ في الْعِراقِ شيءٌ إِسمهُ [الأَمن الوطني] لأَنَّ أَسرارَ الدَّولة مبعثرةٌ في مكاتبِ السُّفراء الأَجانب!.

   كما أَنّ التّمويل الأَجنبي لهؤلاءِ [المواطنين العاديِّين] يمرُّ من تحتِ طاولة السُّفراء الأَجانب! بمناسبةٍ ومن دونِ مُناسبةٍ، خاصَّةً اليوم والذي يُصادف يوم [الفالانتاين]! وما أَحلى الحبُّ بين [المواطنين العاديّين] والسُّفراء الأَجانب إِذَا كانَ صداقهُ [الأَمن الوطني] و [هيبة الدَّولة]!.

   أَدعو الى تشريعِ قانونٍ يجرِّم إِتّصال [المواطنين العاديّين] بالسّفارات الأَجنبيّة! من أَجل أَن نحمي هَيبَة الدَّولة ونستر على [أَمنِنا الوطني]!.

   ١٤ شباط ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/14



كتابة تعليق لموضوع : قُوَّةُ الدَّوْلَةِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net