صفحة الكاتب : نزار حيدر

قِرَاءَةٌ فِي بَيَانَيْنِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  أَثار الاختلاف في نصّ البيانَين الصَّحفيَّين بشأن المكالمة الهاتفيّة التي أَجراها الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور حيدر العبادي الأسبوع الماضي الكثير من الأَسئلة والاستفسارات والاثارات التي حاول بعضها الطّعن بالعراقِ بمناسبةٍ ومن دون مناسبةٍ!.
   فالنصّ الذي نشرهُ البيت الابيض على موقعهِ الرَّسمي أَشار الى أَنّ المكالمة تطرَّقت الى [خطر تدخُّلات إِيران على الْعِراقِ] وهو الأَمرُ الذي لم يُشر اليهِ النّصّ الذي نشرهُ المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء! فيما حذفَ نصّ البيت الابيض طلب العبادي من ترامب لاعادة النَّظر في قرارهِ الرِّئاسي بشأن الهجرة والّلجوء ورفع اسم الْعِراقِ منه! كما حذف تجديد الرَّئيس ترامب لدعوتهِ الرّسمية للعبادي لزيارة واشنطن والاجتماع به في البيتِ الابيض!.
   ولقد حاولتُ تتبّع حقيقة المكالمة من خلال مصادر عليمة في واشنطن وبغداد، فتبيَّن لي ما يلي؛
   أَلف؛ الرَّئيس ترامب سأَل رئيس مجلس الوزراء عمّا وصفهُ بالتدخّل الإيراني في الْعِراقِ وماذا يُمكن فعلهُ للتَّصدّي لذلك؟!.
   فكان الجواب الذي سمعهُ واضحاً وصريحاً وكما يلي؛
   إِنّ الْعِراق يُشارك الولايات المتَّحدة إِهتمامها بموضوع التدخّلات والصّراع الإقليمي، وهو يرى أَنّ التصدّي لذلك يتحقّق من خلال تقوية مؤسّسات الدّولة وعلى رأسِها الجيش الذي كان ضعيفاً في السّابق فزادت التدخُّلات الخارجيَّة أَمّا الآن فقد أَصبحت القوّات المسلَّحة من أَقوى المؤسَّسات العسكريَّة في المنطقة.
   فضلاً عن ذلك فانّ الْعِراق حريصٌ على سيادتهِ والعراقيّون لديهم شعورٌ وطنيٌّ عالٍ ما يكفي لمنعِ الآخرين من التدخُّل في شؤونهِم!.
   إِنّ إِيران جارةٌ مهمّة للعراقِ ولديها أَقل من (٣٠) مستشاراً عسكريّاً فقط والذين يستعين بهِم الْعِراق في الحَرْبِ على الارْهابِ.
   إِنّ بعض دول المنطقة التي دعمتها واشنطن قامت بأسنادِ الارهاب [فهيَ منبعهُ وحاضنتهُ ومصدرهُ!] كما أَنّ الصِّراعات الاقليميّةِ تساعدُ هيَ الأُخرى في تغذيةِ الارهاب كالحربِ في اليمن وتدميرها والحربِ في سوريا، بل أَنّ هذه الصّراعات ساعدت طهران في مدِّ نفوذِها في المنطقة!.
   وعندما سأَلتُ مصدراً مطَّلعاً في بغداد عن سببِ عدم ذكر إِسم إِيران تحديداً في البيان الصّحفي، أَجاب؛
   إِنّ الْعِراق حريصٌ على مصالحهِ الوطنيَّة ولا يريدُ أَن يكونَ طرفاً في أَيِّ صراعٍ إقليميٍّ أَو دوليٍّ نتيجتهُ المزيد من المعاناة والكوارث على المنطقة وتحديداً على الْعِراقِ وأَنّ الصِّدام مع طهران هو مطلبٌ أَميركيٌّ وليس عراقياً ولذلك لم يتم ذكرهُ في البيان.
   باء؛ لقد أَسقط البيت الابيض معلومتَين مهمَّتَين وردتا في المكالمةِ الهاتفيَّة؛ وهما؛
   *تجديد دعوة زيارة رئيس مجلس الوزراء الى واشنطن للقاء الرَّئيس ترامب في البيتِ الأَبيض.
   *طلب الدُّكتور العبادي من الرَّئيس ترامب إِعادة النَّظر بالقرار الرِّئاسي ورفع إِسم الْعِراقِ منه!.
   وعندما سأَلتُ مصدراً مطَّلعاً عن السبَّب وراء ذلك أَجاب؛
   على الرّغمِ من أَنّ الرَّئيس الأَميركي تفهَّم طلب رئيس مجلس الوزراء في الموضوع، والذي كان مطلباً عراقياً، وإتفاقهُ مع الدّكتور العبادي بهذا الشّأن الا أَنّ البيت الأَبيض لم يجد مصلحةً في إِدراجهِ في البيان الصَّحفي!.
   وبشأن المطلب العراقي الأَخير فقد اعتبر البعض أَنّهُ لم يكن السَّيّد رئيس مجلس الوزراء موفَّقاً في طرحهِ بمكالمةٍ هاتفيَّةٍ كان ينبغي الإشارة فيها الى نقاطٍ أَكثر إِستراتيجيَّةً مِنْهُ!.
   أَولاً؛ لقد تمَّ الحديث من قبل الدّكتور العبادي عن أَهمّ ثلاث إِستراتيجيّات تهمُّ الْعِراقِ ومصالحهُ الوطنيَّة العُليا؛
   الأُولى؛ هي الحرب على الارهاب، وما يتعلَّق بها في البعد الإقليمي والدَّولي، وخاصَّةً الأَميركي.
   الثّانية؛ هي العلاقات العراقيَّة الاميركيّة والشّراكة طويلة الأَمد بين واشنطن وبغداد.
   الثّالثة؛ هي الدّفاع عن مصالح الْعِراقيّين والتي يدخل بضمنِها موضوع رفع إِسم العراق من القرار الرِّئاسي الأميركي! فهو لا يخصّ تأشيرات دخول أَو هجرة أَو ما الى ذلك بقدر ما يخصُّ سُمعةِ العراق أَولاً وما يحدِثهُ من إِرباكٍ وضَرَرٍ على الْعِراقِ الذي تربطهُ مع واشنطن علاقات على مُختلفِ الاصعِدةِ وتحديداً على مستوى الأَمن والاستخبارات والقوّات المسلَّحة! فضلاً عن التّعليم والتجارة والاقتصاد وغير ذلك.
   ولذلك فأَنا شخصيّاً أَعتقدُ أَنّ إِدراج هذا الموضوع في المكالمةِ الهاتفيَّة كان في محلِّهِ للظَّرف الحسّاس الذي يمرُّ به الْعِراقِ الآن وهو في حربٍ شرسةٍ مع أَقذر جماعات وتنظيمات العُنف والارهاب والتّكفير لتحريرِ آخرِ شبرٍ من دنَسهِم باْذنِ الله تعالى.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/13



كتابة تعليق لموضوع : قِرَاءَةٌ فِي بَيَانَيْنِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net