صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

المرجعية ليست سلطة تنفيذية
سامي جواد كاظم
 حالما اعلن السفير الرابع الشيخ علي بن محمد السمري رضوان الله تعالى عليه (القرن الثالث الهجري 329 هـ) انتهاء الغيبة الصغرى وبدات مرحلة المرجعية لتاخذ دورها في نشر الفقه الاسلامي الصحيح وفق مدرسة اهل البيت عليهم السلام الثقل الثاني بعد القران الثقل الاول .
 
الملاحظ على سيرة المراجع قدست ارواح الراحلين منهم واطال الله في عمر الباقين انه لم يتم تخصيص مكان او زمان للمرجع فالزمان يكون حالما يمنح الثقة من بقية الفقهاء باعلميته وانقياد الناس له يكون مرجع ، ومكانه يكون محل سكنه وليس حصرا بالعتبات المقدسة والحلي والحلة شاهدنا على هذا.
 
والملاحظ في سيرة المراجع لا يوجد فيها انقلابات وثورات واغتيالات فيما بينهم، واما ادعاء المرجعية فهذا امر مفروغ منه مثلما فشله ايضا مفروغ منه فهنالك من ادعاها واليوم يوجد على شاكلتهم لان للمرجع تسديد غيبي يجعل الناس تنقاد له بشكل طبيعي .
 
والمغفول عنه ان البعض يعتقد ان المرجعية هي سلطة تنفيذية اي يريد من المرجع ان يقلب الوضع راسا على عقب وفق فتوى، او يعاقب من لم يلتزم، وهنا مشكلة المتطفلين والغافلين بل ومعهم المدسوسين، فالمرجعية ليست لديها سيف على رقاب الناس بان ينفذوا ما تامرهم به والا  فان كل المراجع متفقة على كيفية الوضوء والى الان هنالك من لا يحسن وضوئه، نعم للمرجعية ثقل علمي يقود من اتبعها نحو بر الامان وليست مشكلتها ممن لا يتبعها او من يواعدها فيخلف وعده .
 
ان مرجعية السيد السيستاني حفظه الله هي كمرجعية الحبوبي والشيرازي واليزدي بل اكثر محنة لخبث الدخلاء على الوطن واثارة النعرة الطائفية، قد تكون محنتها من بعض مؤيديها اكثر من مخالفيها وذلك لعدم تورعهم او التزامهم بما تامر به المرجعية، ودليلنا عندما اوصدت بابها بوجه من خذلوا الشعب العراقي، ومن المؤسف من يطالب بفتوى من المرجعية وفق مزاجه لينتقم من سوء ادارة السياسيين للبلد، وكانه اعلم وادرى من المرجعية، فلو كنت كذلك فاقدم انت ومن يتفق معك على ما تطالب به المرجعية، فالطبيب الذي يصف الدواء للمريض لا سلطة له على المريض ان لم يتناول الدواء .
 
القوة تتجسد في ثلاثة الحكيم وحكمته ومن يعمل بها، الاولان متوفران والثالث محل نقاش، وتتاثر قوة الحكمة صعودا ونزولا حسب قوة من عمل بها، ففي ازمة النجف 2004 عندما التزم الجميع او الاغلب بنداء السيد السيستاني بالتوجه للنجف الاشرف تم انقاذ النجف من كارثة حقيقية .
 
محنة اخرى تواجهها المرجعية هي تاويل كلامها او بياناتها او تنسيب كلام لها لم يصدر منها ، فالمتصيدون بالماء العكر يسارعون للنقد مع الكلام الجارح حتى يصدر بيان من المرجعية تؤكد كذب ما نسب لها .
 
وختاما فالمرجعية منهل لماء عذب فمن شاء فليشرب ومن شاء فليترك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/04



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية ليست سلطة تنفيذية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net