صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

طالما السفينةُ تطفو ...
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   " أنا لا أهرب، على نحو غريب، أنا القائد وإذا غرقت السفينة، سأغرقُ معها " هكذا تحدث قائد الجيش مع مساعده، الذي أجابهِ بدورهِ: " سرني سماعُ ذلك سيدي "، لكنَّ المساعد همس في نفسهِ " إن أغلب القادة يقولون هذا، طالما تطفو السفينة..."
   من هذا الحوار نستشفُ قضية مهمة، بل عدة قضايا، أهمها مدى ثقة العسكر بقائدهم، والقضية الأخرى التي تقابلها، هي مدى صدق القائد في مقولته تلك، فهل لدينا مثل هذا القائد؟ صدق معنا في موقفة، وصمد عندما كادت السفينة تغرق؟
   نعم، أقولها لتبقى شهادة للتاريخ، وكلمة تصل إلى كُل العالم... إن لدينا منظومة حفظت لنا كياننا ووطننا، منضومة لم تتخلى عنا في أحلك الظروف وأقساها، هي منضومة الإنسانية الحقة، التي تتبنى موقف الإيثار من نفسها، والدفاع عن الحق ونصرت المظلوم...
   مراجع الدين وعلماء وأساتذة الحوزات الدينية، منضومة قادت الجماهير، وطالبت بإنصافهم، لا طمعاً في سلطة ولا مال، أسماء كثيرة كانت لها بصمتها في إحداث تغييرات جماهيرية كبيرة، أطاحت بأعتى سلطات الظلم والأضطهاد، لم يهربوا عندما كادت السفينة أن تغرق، بالرغم من كثرة الخروقات، وأمواج الظلم العاتية، لكن كان النصر حليفها دائماً...
   ثمة من يتطاول على هذه المنظومة وأبنائها، ولا غرابة منه، فماذا نرجو من حاسدٍ لا يملك إلا لقلقة اللسان، لكنَّ عتبنا وإستغرابنا ممن يرى الحقيقة فيشيح وجههُ عنها، يتبعُ سرب الناعقين، نحو سرابٍ لا قرار لهُ ولا نتاج!
   أتذكر عندما حضرنا إلى ديوان بغداد، الذي يقيمهُ مكتب السيد الحكيم في الجادرية، وكان في بداية عام 2015، كان الحضور من الأعلاميين، وفيهم من حملة شهادات عُليا، فتكلم أحدهم مخاطباً السيد الحكيم قائلاً: إن الدولة العراقية لن تستطيع دفع رواتب الموظفين بعد الشهر التاسع من نفس العام... لكن السيد الحكيم أجبهُ كعادتهِ مبتسماً: لا ... أنا أضمن لك ذلك... ولكن الآخر ضحك شامتاً، وكأنه متأكداً من كلامه، فكان كما قال السيد الحكيم، فها نحن اليوم في بدايات عام 2017...
   ما جعلني أتذكر هذه الحكاية، هو أن هؤلاء النكرات لا يقدمون شيئاً سوى الأحباط والتشاؤم، ولا يخجلون ولا يستحون حينما يتبين فساد رأيهم، بل لا يزالون يوجهون سهام الغيظ والحسد، لمنظومة المرجعية الدينية وأبنائها كأمثال السيد الحكيم، فيشنون هجوماُ إعلامياً عليهم بين الفينة والأخرى...
بقي شئ...
قيل" الصواعق لا تضرب سوى قمم الجبال الشامخة، وأما المنحدرات لا تذهب إليها إلا المياه الراكدة، والمرء يُبتلى على قدر شموخهِ ورفعتهِ"  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/24



كتابة تعليق لموضوع : طالما السفينةُ تطفو ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net