صفحة الكاتب : زيد شحاثة

متى ترتوي هذه الأرض من الدماء؟
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يعرف من قرأ شيئا من التاريخ, كم مر على أرض العراق, من محن وظروف صعبة, وكم سالت عليها من دماء.
نشأت في العراق, حضارات كثيرة, وقامت دول في حينها, يمكن أن توصف بأنها عظمى, و جرت معارك كبيرة غيرت مجرى التاريخ, ليس للعراق فحسب, ولكن للعالم بأسره.. ولأسباب وأهداف مختلفة.
ما يجمع كل تلك الأحداث, هو الكم الهائل من الدماء التي سالت, والعدد المهول من الأرواح التي أزهقت.. غالبها أبناء تلك الأرض, التي حبيت بكثير من الخيرات والنعم, مما لا يمكن أن تجدها مجتمعة في أي بلد اخر.
بعض تلك المعارك والمواقف, كانت لضرورات دينية ووطنية, وأخرى كانت تضحيات عبثية لنزوات حكام طواغيت, وانظمة دكتاتورية, فيما كان بعضها الأخر, لوقوع البلد, في وسط معركة لا ناقة له فيها ولا جمل, كونه يقع بين دولتين أو حكمين متحاربين.
تكررت تلك المأسي, حتى أعتاد العراقيون حالة الموت, وصعوبة الحياة, وصاروا يستغربون إن مرت بهم فترات هادئة, فلا قتال ولا موت ولا دمار.. لكن هذا حال مصطنع, فحتى القتال والجهاد, يجب أن يكون طلبا للحياة الأمنة.. وعندما لا يكون هناك خيار أخر غيره.. فهل فعلا لا يوجد خيار غير القتال؟!
مهما طالت المعارك والصراعات, ستنتهي بصلح وسلام يوما ما.. ومن الواضح أن السلام لن يكون مجانيا, وسيحصل على شكل تنازلات متبادلة, وقبول بحلول وسط, تحقق شيئا ما لكل الأطراف.
إعتدنا في العراق, على وجوه تعيش على المشاكل والصراخ, وتصب الزيت على النيران, وتحاول أن تديم الأزمات, وتطيل أمدها لأقصى وقت ممكن, لأن وجودهم مرتبط بها.. فلا إنجازات لديهم, ولا مشاريع لمستقبل البلد, ولا يمكنهم تقديم أي شيء.. فارغون إلا من نفس طائفي يسعى للفتنة, يطلبون كرسيا للحكم, أو منصبا تافها, ولو بأي ثمن كان.
اما أن لهذه الأرض ان ترتوي من دمائنا؟ أما أن لنا أن نتفاهم ونتوقف عن الموت لأجل الموت فحسب؟!
هل التنازل عن أشياء, أو التراجع عن مواقف, أو منح سلطات, او إعطاء حقوق معقولة, لنحقق سلامنا الداخلي.. هو خيار صعب؟ وتلك الدماء؟!
الشهادة في سبيل دين ووطن ومال.. خيار الأبطال, لكن أن تبقى تلك الخيارات مفتوحة إلى الأبد ومستمرة, لأسباب سياسية, او طلبا للسلطة.. هو العبث بعينه, أليس كذلك؟
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/22



كتابة تعليق لموضوع : متى ترتوي هذه الأرض من الدماء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net